هل أصبحت المهارات الناعمة شرطًا لنجاح رواد الأعمال؟

  • 8/25/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قبل فترة طويلة، لم يكن للمهارات الناعمة الدور الهام الذي تلعبه الآن، بعد أن أصبحت أحد أحدث أهم المهارات الشخصية التي يجب توافرها في رواد الأعمال والموظفين على حد سواء؛ الأمر الذي يتطلب الحاجة الماسة إلى زيادة التدريب عليها وتطويرها، لاسيما وأم كثيرًا من المؤسسات باتت تشترط توافر تلك المهارات في المتقدمين لشغل الوظائف بها.   وحول هذا السياق، نشرت وكالة الأنباء الأمريكية (US News) مؤخرًا مقالًا تضمن: “ستظل الخلفية القوية للمهارات التقليدية الصعبة مثل الكتابة، والرياضيات، والعلوم في مكانتها الأكاديمية والمهنية دائمًا، إلا أنه رغم ذلك فإن عددًا متزايدًا من رواد الأعمال يبحثون عن الموظفين ذوي المهارات الناعمة”. وتعليقًا على هذا المقال، أشارت الكاتبة “سيرا شارتر” إلى أنه بالرغم من أن بعض المؤسسات التعليمية تدرس المهارات التجارية للطلاب بعد مرحلة التعليم الثانوي نوعًا ما، وكذلك طريقة إدارة الأعمال التجارية، إلا أنها لا توفر التدريب اللازم في مجالات أخرى؛ مثل التعاون، والتواصل، ومهارات التعامل مع الآخرين. ومن بين المواد التي تُدرَّس بالمدارس، فإن المجالات التي يمكن تطويرها وترتبط بالمهارات الناعمة، هي تلك المجالات التي يتم التوقف عن تدريسها لمحدودية ميزانيتها المالية، مثل الفنون كالموسيقى، والرقص، والمسرح.   ويشير “بن جونسون” في كتابه: “تعليم الطلاب على التنقيب الأكثر عمقًا: الأساس المشترك في العمل”، إلى تصريح أحد المديرين التنفيذيين في أحد البرامج: ” لا أكترث كثيرًا بما يعرفه الفرد الآن، بل أبحث عن شخص يمكنه تعلم لغة برمجة جديدة تمامًا أثناء الطيران؛ لأن ما يتم استخدامه حاليًا قد يكون قديمًا بعد ستة أشهر من الآن”. ويضيف:” إننا نضر أنفسنا باستخدام مصطلحات “المهارات الناعمة”، عند الإشارة إلى مهارات التفكير، والمنطق، والتعاون، والتواصل”.   ويستنكر” جونسون” تصريحات هذا المدير بقوله: ” لقد باتت المهارات الناعمة أمرًا هامًا وملحًا في كافة المجالات بوجه عام، وخصوصًا في صناعة تكنولوجيا المعلومات؛ لأنها الأكثر صعوبة في إتقانها، كما أنها- لسوء الحظ- نادرة حتى في الموظفين الحاليين والمحتملين؛ لذا نحن في حاجة ماسة إلى أن تنمية مهارات التدريس مثل:النقد البناء، وحل المشكلات.التعاون عبر الشبكات، والريادة من خلال التأثير.خفة الحركة، والقدرة على التكيف.المبادرة، وريادة الأعمال.الاتصال الشفوي والكتابي الفعالان.الوصول إلى المعلومات وتحليلها.الفضول والخيال. هذه المهارات الحاسمة هي ما تتطلع إليه الشركات في موظفيها المستقبليين، ليس فقط في مجالات التكنولوجيا العالية، بل أيضًا في الصناعات الأخرى.   وقد كشفت دراسة حديثة في المملكة المتحدة عن أن “المهارات الشخصية” تدر نحو ٨٨ مليار جنيه إسترليني للاقتصاد البريطاني؛ حيث قامت -في هذا السياق- مجموعة ماكدونالدز بإجراء دراسة لمدة ثلاثة أشهر، حول كيف يمكن للحكومة تقديم سياسات تساعد الموظفين ورواد الأعمال على تطوير مهاراتهم؛ إذ قال كبير موظفي ماكدونالدز في المملكة المتحدة وشمال أوروبا: ” إن القدرات مثل الاتصالات، والمهارات الشخصية، وإدارة الوقت، كانت فيما مضى “مهارات أساسية” للموظفين.   ويشير “أليخاندرو غانيميان” في كتابه “التعليم القادم”- وتحديدًا في الفصل المعنون بـ: هل ينبغي أن تكون الأولوية لتدريس المهارات الناعمة في المدارس؟ – إلى وجوب ذلك، لسبب واحد؛ وهو أهمية تدريب الأطفال على استخدام مهارات؛ مثل الصبر؛ ليتمكنوا من حل مشاكل الرياضيات. ويضيف: “إذا كنا نعتقد أن التعليم العام هو مرساة للديمقراطية، وعجلة نمو وازدهار للاقتصاد، والأداة الفعالة التي نساعد من خلالها جميع الأطفال على تحقيق أحلامهم؛ لذا علينا جعل التعليم العام حول ثلاثة أشياء: مساعدة طلابنا على بناء علاقات قوية مع كل من أقرانهم والبالغين، وتزويدهم بالمعرفة الأساسية والأدوات اللازمة للتفكير والنقد وحل المشكلات، وربما الأهم من ذلك، مساعدتهم على تطوير الثبات؛ وهو ما يعني القدرة على التعامل مع الفشل”.   لا أعلم حقًا، ما هو الوضع الراهن الذي يمر به النظام المدرسي، ولكنه أمر يجب التفكير فيه مرارًا، كيف نعد الجيل القادم للنجاح عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الشخصية؟  إنها قضية تحتاج إلى معالجة سريعة.

مشاركة :