مأساة غزة تخيم على احتفالات مسيحيي القدس في الجمعة العظيمة

  • 5/3/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول خيم الحزن على "الجمعة العظيمة" التي أحيتها الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي في مدينة القدس الشرقية وسط قيود إسرائيلية. وسار المئات في أزقة البلدة القديمة بالمدينة وقد حمل بعضهم سعف النخيل وصولا الى كنيسة القيامة وسط انتشار ملحوظ لقوات الشرطة الإسرائيلية. ولكن الغالبية العظمى من المشاركين كانوا من السكان المحليين والسياح الأجانب وسط غياب شبه كامل لأبناء الضفة الغربية الذين منعتهم القيود الإسرائيلية من الوصول الى المدينة. وردد المشاركون الترانيم وهم يشقون طريقهم في البلدة القديمة ما بين الحواجز الشرطية الإسرائيلية. وتحيي الطوائف المسيحية التي تسير على التقويم الشرقي "الجمعة العظيمة" اليوم على أن تحي سبت النور غدا وصولا إلى عيد الفصح يوم الأحد. وبخلاف السنوات الماضية حيث كان يشارك عشرات الآلاف في هذه المناسبة فإنها هذا العام كانت متواضعة جدا. وقال المتحدث باسم البطريركية للروم الأرثوذكس في القدس الاب عيسى مصلح: "بسبب ما يحدث في غزة هاشم قرر غبطة البطريرك في المجمع المقدس التابع للبطريركية الارثوذكسية الرومية المقدسية بأن يقتصر أسبوع الالام على الشعائر الدينية احتجاجا من المسيحيين على ما يحدث في غزة من هدم بيوت وقتل للأطفال والنساء والشيوخ". وأضاف: "هذه رسالة للقاصي والداني والقريب والبعيد ولمجلس الأمن والأمم المتحدة ولأحرار العالم بأننا كمسيحيين نتضامن مع غزة هاشم لأن ما يحدث خارج عن العرف، فهذه الجرائم تحدث وللأسف الشديد العالم يقف مكتوف الأيدي ولا يحرك ساكنا". وتتوجه أنظار المسيحيين الذين يسيرون حسب التقويم الشرقي في العالم إلى القدس في مثل هذه الأيام من كل عام، ولكن في ظل الحرب على غزة والانخفاض الحاد في أعداد السياح الذين يصلون الى المدينة فإن الاحتفالات أصبحت حزينة ومتواضعة. وقال الأب مصلح: " كل أنظار العالم سوف تتوجه الى قلب الديانة المسيحية وهي كنيسة القيامة والقبر المقدس في هذا العيد". وأضاف: "نعلن وقف جميع المسيرات والبهجة والسرور والقاء الكلمات". وفي كل عام يتم نقل النور من كنيسة القيامة الى الكنائس في المنطقة وسط أجواء احتفالية. ولكن الأب مصلح أشار إلى أن نقل النور من الكنيسة سيتم بدون احتفالات. وقال: "سوف نستقبل النور فقط أمام أبواب الكنائس في الأردن وأنحاء فلسطين وغيرها من الدول، هذا هو قرار غبطة البطريرك وقد حظي هذا القرار بدعم الأردن وفلسطين". وانعكس هذا الأمر على غياب ملحوظ للمسيحيين من الضفة الغربية في "الجمعة العظيمة" بالقدس الشرقية اليوم. وقال الأب مصلح: "لا يوجد ناس من الضفة الغربية لأنهم لم يحصلوا على التصاريح الإسرائيلية للمرور، ونلحظ أيضا تغيب الزوار والحجاج". وأضاف: "في مثل هذه الأيام من كل عام تقام اجتماعات عديدة مع السلطات الإسرائيلية لإصدار تصاريح لأبناء الكنيسة الرومية الأرثوذكسية للحضور الى كنيسة القيامة ولكن هذا العام لا يوجد تصاريح". وتابع: "هذا العام، القدس مدينة حزينة لتغيب أبنائها وحجاجها وزوارها". وعن أسباب رفض السلطات الإسرائيلية إصدار تصاريح، قال: "هم يقولون أن هناك حالة حرب". وأشار الأب مصلح الى أن شح أعداد السياح ألقى بظلال قاتمة على قطاع السياحة في القدس الشرقية ومدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية. وقال: "القدس وبيت لحم تعتمدان على السياحة، ولكن منذ الحرب فإن الفنادق مغلقة ومحال التحف الشرقية لا تعمل". وأضاف الأب مصلح: "حتى الفرحة غير موجودة على وجوه أطفالنا ونسائنا وشيوخنا". ومنذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، تفرض السلطات الإسرائيلية قيودا مشددة على دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية الى القدس الشرقية. وكانت الغارات الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة، طالت العديد من دور العبادة المسيحية والإسلامية منذ بداية الحرب. وفي أكتوبر الماضي، استهدفت إسرائيل بالقصف الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية الأقدم في مدينة غزة والواقعة في حي الزيتون، وكنيسة "القديس برفيريوس" التي تعد ملاذا لكل من المسيحيين والمسلمين خلال حروب إسرائيل المتلاحقة ضد غزة. وبموازاة حربه على غزة صعّد الجيش الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، بما فيها القدس، مخلفا إضافة إلى الاعتقالات 492 قتيلا ونحو 4 آلاف و900 جريح، حسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :