أكد المدير العام لإدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن الهدلق أنه لا أثر إلى مبدأ الحوار السليم بين المعلم والطالب في برامج الأمن الفكري التي تقيمه بعض المدارس إذ إن غرضها في القيام بتلك البرامج كإضافة رصيد فقط، دون حرصها على توجيهها للشريحة المستهدفة والنظر إلى تأثيرها في المجتمع. جاء ذلك في أولى جلسات ملتقى "نرعاك" الرابع المقام في مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية "سايتك" بمحافظة الخبر. مؤشرات التطرف أوضح الهدلق بأن الانحراف الفكري لدى الشخص هي مسألة نسبية في تبني الأفكار المتطرفة بعيدا عن الوسطية لتخطي الثوابت، وتوجد مؤشرات عدة تساعدنا على اكتشاف الانحراف الفكري لدى أبنائنا بشكل مبكر منها: المؤشرات الفكرية التي يقوم بها الفرد بتبني أفكار منافية للمجتمع مثل جواز أعمال التفجيرات والعمليات الإرهابية، مؤشرات اقتصادية قد تحدث على شكل تغير مفاجئ وغير منطقي في الحالة المادية للفرد، مؤشرات نفسيه كالانطوائية والتوتر والخوف والدخول في حالة من الاكتئاب، بالإضافة إلى مؤشرات اجتماعية كعقوق الوالدين وقطع صلة الرحم مع الأقارب واتخاذ أصدقاء جدد متشددين في أفكارهم بشكل مشبوه. التطرف مرتفع بين الأثرياء أفاد المدير العام لإدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية بوجود آلية للوقاية والعلاج لمن تظهر عليه مثل هذه المؤشرات قبل اتخاذ قرار الإبلاغ عنه أمنيا، مشيرا إلى أن الاعتقاد السائد بأن المتطرفين فكريا من الطبقة الفقيرة غير صحيح، إذ إن نسبة كبيرة من المتطرفين ينتسبون إلى طبقة الأغنياء والمتوسطين ماديا، ويعود السبب في بعض الحالات إلى التفكك الأسري وانعدام الاحتواء والحوار بين أفراده. وأشار الهدلق إلى الحالات التي يتم الإبلاغ فيها عن المنحرفين فكريا وطلب المساعدة، وهي: في حال التأكد من انحراف الشخص، ورفضه هجر وترك هذه الأفكار بعد محاولات عدة من النصح والإرشاد، وإذا كان يشكل خطرا على من حوله هنا يستلزم إبلاغ الجهات الأمنية والمعنية بهذه الحالات. المقررات الدراسية أوصى المختص الاجتماعي الدكتور أحمد البوعلي بتضمين المقررات الدراسية عددا من موضوعات لتحقيق الأمن الفكري، وتطويرها بشكل مستمر لمكافحة شتى أشكال الانحراف الفكري، داعيا المؤسسات التربوية والتعليمية إلى ضرورة التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لطرح مثل هذه القضايا، ووضع خطط وبرامج للوقاية من الانحراف والتطور لدى الناشئة ومعالجتها، مشيرا إلى ضرورة التنبؤ إلى عوامل انتشار الانحراف الفكري وضرره على المجتمع. حياة المراهق ذكر مختص علم الاجتماع والتربية الأسرية الدكتور جاسم المطوع أن نسبة فئة الشباب في المجتمعات العربية تفوق 65%، إذ إنها النسبة الأعلى في العالم مقارنة مع غيرها من المجتمعات الأخرى، وتنقسم القضايا التي يجب التعامل معها بالطرق الصحيحة في حياة المراهق في التعامل إلى ثلاثة أمور: الفكر، الشهوة والرغبة، والمجتمع الظالم والفاسد، مؤكدا على حاجة المراهق إلى أربعة أمور أساسية خلال نشأته، وهي: تقديره وتشجيعه، فهمه وعدم نقده، التعبير عن محبته بلغة اللمس، وتطوير الحوار معه، وحملت ورقة العمل عنوان: "فن التعامل مع المراهقين والمراهقات"، تمثلت بمواصفات وسلوك المراهق في سرعة التأثر بمن حوله. العلاقات الأسرية أوضح الدكتور جاسم أنه في ظل التغيرات التي تحدث حول أبنائنا بالأخص فئة المراهقين، تم إيجاد برنامج "معين" للمساعدة على تحسين العلاقات بين الأهالي وأبنائهم من خلال استشارات تقدم من قبل مختصين في الأمور الأسرية، ومتابعة مدى تفاعل الأهل في تطبيق هذه الاستراتيجيات في تعاملهم مع أبنائهم، ومن ثم قياس أثر هذه الاستشارات.
مشاركة :