أبوظبي - فاز الروائي الفلسطيني باسم خندقجي بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) في دورتها السابعة عشرة عن روايته "قناع بلون السماء" الصادرة عن دار الآداب في بيروت، أواخر يناير/كانون الثاني 2023. وخندقجي أسير في السجون الإسرائيلية، منذ نحو عشرين عاما، حيث يقضي حكما بثلاثة مؤبدات، وهو يقبع حاليا في سجن "نفحة". وتسلمت الجائزة الأحد نيابة عن الفائز ناشرة الرواية رنا إدريس خلال الحفل الذي نظّمه المشرفون على الجائزة السنوية في العاصمة الإماراتية أبوظبي. وقال رئيس لجنة التحكيم نبيل سليمان رواية "يندغم فيها الشخصي بالسياسي في أساليب مبتكرة، رواية تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم، حيث يرمح التخييل مفككا الواقع المعقد المرير والتشظي الأسري والتهجير والإبادة والعنصرية.. إنها رواية تعلن الحب والصداقة هويةً للإنسان فوق كل الانتماءات". ووفق بيان نشره الموقع الإلكتروني للجائزة، أشار رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، ياسر سليمان، إلى أن رواية باسم خندقجي "تجول في عوالم يتقاطع فيها الحاضر مع الماضي في محاولات من الكشف الذي ترتطم به الأنا بالآخر. كلاهما من المعذبين في الأرض، إلّا أنَّ أحدهما هو ضحية الآخر. في هذه العلاقة، تصبح النكبة الفلسطينية نصبا تذكاريًّا بصفتها أثرا من آثار كارثة إنسانية لا علاقة لضحية الضحية فيها. في نهاية المطاف، ينزاح قناع البطل بفعل سماء حيفاوية، لتطل من خلالها مريم المجدلية التي طفق البطل يبحث عنها، ليحرّرها من براثن دان براون في روايته شيفرة دافنشي". وأضاف "تحفر رواية باسم خندقجي في أعماق الأرض، لتستنطق طبقاتها مفصحة عن سرديتها بلغة عربية صافية تجافي التكلّف وترفض الإغراق في اجترار الوجع". والقناع الوارد في الرواية هو إشارة إلى "الهوية الزرقاء" (إسرائيلية) التي يجدها "نور"، وهو عالم آثار مقيم في مخيم في رام الله، في جيب معطف قديم، صاحبها إسرائيلي، فيرتدي نور هذا القناع، وهكذا تبدأ رحلة الرواية السردية متعددة الطبقات يميزها بناء الشخصيات، والتجريب واسترجاع التاريخ وذاكرة الأماكن. وهذا العمل الروائي هو الرابع بين الروايات والدواوين الشعرية للروائي الأسير باسم خندقجي، حيث كتب منذ سجنه في العام 2004 مجموعات شعرية من بينها "طقوس المرة الأولى" في العام 2010، و"أنفاس قصيدة ليلية" في العام 2013، وله ثلاث روايات وهي "نرجس العزلة" في 2017، و"خسوف بدر الدين" في 2019، و"أنفاس امرأة مخذولة" في 2020، إلى جانب إصداره 250 مقالة. وخندقجي روائي فلسطيني ولد في مدينة نابلس عام 1983. درس الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وكتب القصص القصيرة حتى اعتقاله في العام 2004 حين كان يبلغ من العمر 21 عاما، أكمل تعليمه الجامعي من داخل السجن عن طريق الانتساب بجامعة القدس حيث كانت رسالته عن الدراسات الإسرائيلية في العلوم السياسية. وكانت قد تأهلت للقائمة القصيرة للجائزة والتي أعلن عنها في فبراير/شباط الماضي، إلى جانب "قناع بلون السماء" لخندقجي، خمس روايات أخرى هي "مقامرة على شرف الليدي ميتسي" للكاتب المصري أحمد المرسي، "سماء القدس السابعة" للروائي الفلسطيني أسامة العيسى، "باهبل: مكة" Multiverse 1945-2009 للكاتبة السعودية رجاء عالم، "خاتم سليمى" للكاتبة السورية ريما بالي، و"الفسيفسائي" للمغربي عيسى ناصري. وتنافست الروايات الست على الجائزة ضمن القائمة القصيرة، بعد تجاوزها القائمة الطويلة التي ضمت ست عشرة رواية اختيرت من بين 133 رواية صدرت في الفترة بين يوليو/تموز 2022 ويونيو/حزيران 2023 وترشحت للجائزة في دورتها لهذا العام. وجرى اختيار الرواية الفائزة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الكاتب السوري نبيل سليمان، وعضوية كل من فرانتيشيك أوندراش، أكاديمي من الجمهورية التشيكية، وحمور زيادة، كاتب وصحافي سوداني، ومحمد شعير، ناقد وصحافي مصري، وسونيا نمر، كاتبة وباحثة وأكاديمية فلسطينية. وتبلغ القيمة المالية للجائزة المقدمة من مركز أبوظبي للغة العربية بدعم من مؤسسة بوكر في لندن 50 ألف دولار، إضافة إلى ترجمة الرواية الفائزة للغة الإنجليزية. والجائزة العالمية للرواية العربية من أهمّ الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي. وتهدف إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالميا من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات رئيسية أخرى ونشرها. ومن بين أبرز الفائزين بالجائزة التي انطلقت لأول مرة في أبريل/نيسان 2007 الأردني جلال برجس واللبنانية هدى بركات والفلسطيني إبراهيم نصر الله والعراقي أحمد سعداوي والمصري بهاء طاهر.
مشاركة :