دافوس السعودية - تغريد إبراهيم الطاسان

  • 5/5/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اتجهت أنظار العالم خلال الأعوام الخمسة الماضية ولا تزال.. وستتجه كثيرًا في المستقبل إلى المملكة بعدما باتت ‏مركزًا ‏قياديًا وواجهة دولية لاستضافة أكبر وأهم الأحداث والفعاليات العالمية في مختلف المجالات، والتي ‏كان آخرها ‏الاجتماع العالمي الأول للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عُقد في العاصمة السعودية ‏برعاية سمو ولي ‏العهد -حفظه الله - ‏‎تحت شعار: «التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل ‏التنمية»، بمشاركة ‏‎ ‎قرابة ألف من قادة العالم ‏والحكومات ومجتمع الأعمال من 92 دولة، ‏ضمن حوارات مثمرة تساهم في تعزيز التعاون العالمي وتحفز الجهود ‏الدولية لابتكار ‏الحلول المستدامة للتحديات العالمية الراهنة.‏ وكما نعرف جميعاً، فإن المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تأسس عام 1971 في مدينة دافوس السويسرية يمثِّل ‏أحد ‏أبرز الأحداث الدولية التي يهتم بها العالم من حيث الأثر الاقتصادي، كونه يسلّط الضوء على أكثر القضايا إلحاحاً ‏في ‏العالم، ويهدف إلى إيجاد حلول للقضايا المطروحة، وتحقيق استقرار العالم سياسياً واقتصادياً، وتوفير قاعدة ‏للتواصل ‏وتبادل الأفكار من أجل تشكيل الأجندة العالمية الاقتصادية. ومنذ انطلاقة مشاركاتها في المنتدى ‏شهدت ‏المملكة مسيرة حافلة بالعديد من الإنجازات والاتفاقيات والشراكات والمبادرات التي أبرزت جهودها في دعم ‏الاستقرار ‏الإقليمي والدولي من خلال دَورها الريادي في استقرار أسواق الطاقة، والقيادي في تعزيز التوازن بين ‏مصالح الدول ‏المنتجة للطاقة والمستهلكة لها، إلى جانب تحركاتها وتطلعاتها في مجال الطاقة المتجددة، وذلك في إطار ‏حضورها ‏الدولي ومكانتها العالمية.‏ ولا شك في أن استضافة المملكة لهذا الحدث العالمي الذي خرج للمرة الأولى بعد جائحة كورونا من ‏دافوس إلى ‏الرياض، لم تكن مستغربة، بل كانت متوقعة، فهي تأتي بعد نجاحات السعودية المتتالية ودورها ‏الفاعل في القضايا ‏الدولية من خلال تكريسها كافة الجهود لبناء منظومة عالمية أقوى وأكثر متانةً واستدامةً، ودعم ‏التعاون والتكامل ‏والعمل المشترك، والمساهمة بفعالية في مناقشة وتبادل الفرص ‏ومواجهة مختلف التحديات الدولية الراهنة، إضافة إلى ‏العمل من أجل استشراف المستقبل ‏وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، في وقت تزعزع فيه الاضطرابات الجيوسياسية ‏والتحديات ‏الاقتصادية المعقدة استقرار العالم. ‏ وبجانب جهودها لتعزيز التعاون الدولي، فقد جاء انعقاد هذا الاجتماع العالمي في ‏المملكة بالتوازي مع ما تشهده من ‏تحول تاريخي غير مسبوق، وهو يرسّخ مكانتها المرموقة وما تمثِّله من ثقل ‏إسلامي كبير، وعمق عربي، ودور إستراتيجي واقتصادي مؤثِّر في ‏القرار العالمي، ‏كما يعكس ‏ما وصلت إليه من نهضة شاملة على الأصعدة والمستويات كافة في ظل رؤية ‏السعودية 2030 ومشاريعها وبرامجها ‏الطموحة التي تستهدف تحقيق تحول ‏اقتصادي شامل، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة عالمية للاستثمار، ‏وبالتالي فقد ‏شكّل هذا الحدث من وجهة نظري فرصة اطلع من خلالها المشاركون على مدى التقدم ‏الذي أحرزته رؤية بلادنا المستقبلية، لاسيما أن هذا الحدث يأتي بعد أيام من إصدار التقرير ‏السنوي لرؤية ‏المملكة في عامها الثامن، والذي أبرز الخطوات الناجحة والإنجازات التنموية التي حققتها على ‏مختلف ‏الأصعدة، وتخطِّيها العديد من التحديات، حتى باتت من أكثر دول العشرين نموًّا.‏ كلّ الشكر والتقديرِ والامتنانِ لقيادتنا الرشيدة على سعيها لاستضافة هذا الحدث العالمي، الذي أبرز جهود المملكة ‏في ‏تعزيز التعاون الدولي، وحشد قوتها الدبلوماسية الكاملة لوضع خطط واضحة تعود بالفائدة ‏على الجميع، والعمل على دعم الاستقرار والازدهار والسلام في المنطقة والعالم، آملين أن تواصل ‏بلادنا ‏الاضطلاع بدورها الكبير في إحداث تأثير عالمي دائم يساهم في مناقشة القضايا الأكثر إلحاحاً، وإطلاق ‏الحلول ‏القابلة ‏للتطوير، واستشراف الخطط للعديد من التحديات التي يواجهها العالم، ومساعدته على تحقيق المزيد من الترابط ‏وتحقيق الرخاء والاستقرار، في ظل التوترات الجيوسياسية والتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية ‏التي تزيد من حدة الانقسامات على مستوى العالم.‏

مشاركة :