خبراء بمعرض أبوظبي: حال المخطوطات العربية لا يسر حبيبا ولا محققا

  • 5/6/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اهتم معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي اختتم الأحد بالمخطوطات العربية وخاصة المخطوطات المهمة والنادرة منها، مستعرضا تجارب خبراء أكد أغلبهم عدم اهتمام الجهات المعنية بتحقيق المخطوطات وحمايتها وفق طرق علمية من التلف، إلى جانب أهمية التوثيق للتراث الشفهي. أبوظبي - حذّر محققون وخبراء تراث من المخاطر التي تتعرض لها الآلاف من المخطوطات العربية، وطالبوا بضرورة وضع رؤية عربية موحّدة لمواجهة المخاطر التي تتربّص بعشرات الآلاف من المخطوطات العربية، وتفعيل دور المؤسسات العربية ذات العلاقة بهذا المجال من أجل إقامة منصة تتولى تنسيق الجهود العربية في مجال تحقيق المخطوطات، والعمل على نقل تجارب كبار المحققين للباحثين الشباب. جاء ذلك خلال ندوة خاصة أقيمت ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تحت عنوان “سد الفراغ: تحقيق المخطوطات العربية”، وتحدّث فيها الدكتور محمد أبوالفضل بدران، الأكاديمي والباحث المصري، والدكتور هشام عبدالعزيز، الخبير المصري في مجال تحقيق التراث، والدكتور مصطفى سعيد الباحث المتخصص في التراث الغنائي العربي، والحائز على جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب في فرع تحقيق المخطوطات، وأدارها الأديب والباحث المصري وليد علاءالدين. الندوة التي نظمها مركز أبوظبي للغة العربية، وحضرها رئيس المركز الدكتور علي بن تميم، وعبدالرحمن النقبي، مدير إدارة الجوائز بالمركز، وجمهور من الكُتّاب والباحثين، شهدت عرض تجارب عديدة من المتحدثين بالندوة ومن الجمهور، تؤشر جميعها على كثرة المخاطر التي تتعرض لها المخطوطات العربية. معرض أبوظبي الدولي للكتاب يختتم دورته الثالثة والثلاثين بعد أن شهد أكثر من 2000 فعالية ثقافية وفنية وتحدّث في بداية الندوة الدكتور هشام عبدالعزيز، الذي وصف العمل في مجال تحقيق المخطوطات بالمهمة الشاقة والمُبدعة أيضا، وأكد على ضرورة أن يكون المُحقّق مُلما باللغة العربية ومناهج وطرائق الكتابة، وملما أيضا بالتراث وعلى دراية بمناهج التحقيق، وشدّد على الحاجة إلى وجود المحقق المتخصص في عالم تحقيق التراث. ورأى عبدالعزيز أن المحقّق المتخصص الملم باللغة ومناهج التحقيق يستطيع استنطاق المخطوط، ونوّه بضرورة أن يكون المُحقّق متسما بالتسامح خاصة حين يتصدى لتحقيق مخطوط يخالفه في الدين والرأي. ثم تحدّث الدكتور محمد أبوالفضل بدران، الذي وجه في بداية حديثه الشكر لجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب، على إدراجها موضوع تحقيق المخطوطات ليكون أحد فروع الجائزة، ثم عرض رؤيته لحاضر ومستقبل حقل تحقيق المخطوطات العربية، حيث أكد أن “حال المخطوطات العربية لا يسر حبيبا ولا محققا”. ولفت إلى وجود الآلاف من المخطوطات لدى العائلات في مصر والعالم العربي، والتي حُفظت في دواليب أقيمت في بطون جدران المنازل القديمة، والتي تعرضت للتلف نتيجة لسوء حفظها، وتحوّلت إلى ما يُشبه كومة الدقيق، ومخطوطات أخرى قُسّمت صفحاتها بين الورثة. وروى بدران تفاصيل تجربة عاشها بنفسه، حيث كان يعلم بوجود أحد المخطوطات لدى إحدى العائلات، وحين ذهب ليطلع على هذا المخطوط اكتشف أن كل فرد من أفراد العائلة من الذكور حصل على 40 صفحة من المخطوط، وحصلت كل امرأة على 20 صفحة، وأنهم قسموا المخطوط على الورثة ليكون لدى كل منهم شيء “من رائحة المرحوم” صاحب المخطوط رحمه الله، وأنه اكتشف أن بعض المخطوطات التي تركها عالم جليل وضعت داخل “المخدة” التي تنام عليها زوجته. واستعرض الدكتور محمد أبوالفضل بدران حال المخطوطات العربية في بلاد الغرب، وأشار إلى أن مكتبة برلين الحرة وحدها تمتلك عشرة آلاف مخطوط عربي، وأنه حين عرض أن يقوم بتحقيق مخطوط محفوظ في إحدى المكتبات الألمانية منحته جامعة ألمانية مكافأة مالية كبيرة لقيامه بتحقيق هذا المخطوط. بعدها تحدّث الدكتور مصطفى سعيد، الذي استعرض بعض المشكلات التي تعترض تحقيق المخطوطات العربية المعنية بعلم الموسيقى، وكيف أن الفهم الخاطئ لمخطوط “سفينة الملك ونفيسة الفلك”، على سبيل المثال، الذي قام بتحقيقه كان سببا في تأخر معرفة العرب بالكثير من أسرار الموسيقى العربية قديما. "سد الفراغ: تحقيق المخطوطات العربية" عرضت تجارب تؤشر جميعها على المخاطر التي تتعرض لها المخطوطات العربية "سد الفراغ: تحقيق المخطوطات العربية" عرضت تجارب تؤشر جميعها على المخاطر التي تتعرض لها المخطوطات العربية وفي ختام الندوة أجمع المتحدثون والحضور على ضرورة اهتمام المؤسسات المعنية بتحقيق المخطوطات العربية، بتوحيد جهودها وأن تعمل جميعا تحت مظلة واحدة في هذا الحقل، وأن تكون هناك عناية بالتراث الشفهي العربي الذي يحتاج إلى الجمع والتحقيق أسوة بالمخطوطات التراثية العربية. يذكر أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب اختتم مساء الأحد دورته الثالثة والثلاثين، بعد أن شهد على مدار أسبوع كامل أكثر من 2000 فعالية فكرية وثقافية وفنية. ومنذ التاسع والعشرين من شهر أبريل الماضي وحتى الخامس من مايو الجاري، تواصلت على مدار اليوم الفعاليات والأنشطة التي غطّت مختلف فروع المعرفة، واستقطبت كافة الفئات العمرية. وشهد المعرض في يومه الأخير قرابة 60 فعالية رئيسية على منصاته المختلفة، بجانب الفعاليات الأخرى التي تُنظمها الهيئات والمؤسسات ودور النشر المشاركة. وناقشت فعاليات الأحد عددا من القضايا والموضوعات المتنوعة، بينها الموسيقى التراثية من منظور عصري، وتعزيز الروابط الأدبية بين آسيا الوسطى ودول العالم العربي، ومكانة التراث في أدب الطفل، والأغاني الإماراتية: مصادر ومسارات، والإرث الأدبي العريق للشاعر أنسي الحاج، وغير ذلك من الموضوعات. وكان معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته لهذا العام، قد شهد مشاركة 1350 ناشرا من 90 دولة، منهم 140 دار نشر تشارك للمرّة الأولى، كما يقدّم أكثر من 375 عارضا محليا موزعين بين ناشرين وموزعين وجهات حكومية أحدث إصداراتهم، كما فتح المعرض أبوابه للجمهور من مختلف فئات المجتمع.

مشاركة :