ألقى صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، الذي يترأس وفد الدولة، نيابة عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، كلمة، أمس، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الإسلامية الـ13 التي بدأت أعمالها في إسطنبول. وقال صاحب السمو حاكم أم القيوين إن الإرهاب يستهدف اليوم تقويض أركان الدولة الوطنية الحديثة، وتدمير مؤسساتها وهياكلها، وتعريض سيادتها واستقلالها ووحدة ترابها لمخاطر حقيقية، ومن هذا المنطلق فإن دولة الإمارات العربية المتحدة ترى ضرورة وضع خطوات متسارعة وفعالة للقضاء على هذه الظاهرة، من خلال العمل على نشر وترويج الخطاب الديني المعتدل، الذي يعالج الإرهاب والتصدي لأفكار التطرف الطائفي. وقال صاحب السمو حاكم أم القيوين في كلمته: يسعدني في البداية أن أتقدم إلى الجمهورية التركية بالتهنئة على استضافة القمة الإسلامية الـ13 لمنظمة التعاون الإسلامي، ونعبر عن الشكر والامتنان لتركيا على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، متمنين كل التوفيق والنجاح لأعمال اجتماعنا هذا.. ولا يفوتنا أن نعبر عن خالص الشكر والتقدير لأشقائنا في جمهورية مصر العربية على رئاسة القمة السابقة، والنجاحات والإنجازات التي تحققت خلالها، خدمةً لمصالح العالم الإسلامي وتعزيزاً لمكانة منظمة التعاون الإسلامي. وشكر سموه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إياد أمين مدني، والأمانة العامة للمنظمة، على الجهود المتواصلة التي يبذلونها لتحقيق تطلعات وأهداف منظمتنا وخدمة مصالح شعوب الأمة الإسلامية. وأضاف سموه: إننا نجتمع اليوم في ظروف استثنائية نعيشها في عالمنا الإسلامي، بالنظر إلى الأزمات وما يحيط بها من أخطار تزايدت حدتها وتعقيداتها، مما يتطلب منا جميعاً مضاعفة وتكثيف العمل المتواصل لمواجهتها، والتعامل معها بصورة جماعية وجادة وفاعلة. وشدد صاحب السمو حاكم أم القيوين على أن العالم الإسلامي يواجه اليوم تحديات كبيرة بين محاولات خارجية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأخطار داخلية من جماعات ذات أهداف أبعد ما تكون عن المصالح الوطنية، وقال إن الأعمال الإرهابية والإجرامية، التي تهدد عالمنا الإسلامي بالأساس، قد وجدت للأسف بيئة حاضنة لها، إضافة إلى دعم وتمويل ورعاية من قوى أخرى، سواء بالتمويل أو بالتسليح بهدف النيل من أمتنا الإسلامية. وأكد سموه أن حجم التحدي الذي يواجهنا يفرض علينا اتخاذ الإجراءات الفاعلة للتصدي لهذه الأخطار، لاسيما لحماية شباب الأمة الإسلامية من الوقوع في براثن الدعايات الهدامة للجماعات الإرهابية، ومحاولة تجفيف مصادر الدعم لها. وكانت القمة قد انطلقت، أمس، برئاسة رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، تحت عنوان الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام، وبمشاركة قادة ورؤساء وفود أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية. وقد أعلن الرئيس التركي بدء أعمال مؤتمر القمة بعد تسلمه الرئاسة الدورية للمنظمة من جمهورية مصر العربية. وأكد أردوغان، في كلمته الافتتاحية، ضرورة الاهتمام بسبل التنمية والنهضة بالأمة الإسلامية، وترجمة علاقات الأخوة بين دولها على أرض الواقع. وقال إن على الدول الإسلامية أن تهتم بالتنمية والازدهار، وألا تحصر علاقات الأخوة والصداقة في ما بينها بالقول فقط، بل يجب أن تترجم ذلك بالأفعال، وأكد أن العالم الإسلامي يمر بمرحلة بأمسّ الحاجة فيها إلى الوحدة والتضامن لحماية المظلومين، مشيراً إلى تطلع العالم الإسلامي إلى نتائج مبشرة من هذه القمة. ودعا إلى الوحدة والتضامن، محذراً من أن أول المتضررين من الخلافات والنزاعات والحروب هم المسلمون، وقال: يجب أن تكون هذه القمة ميلاداً لأخوتنا ومحبتنا ووحدتنا وتضامننا مع بعضنا، حيث إن الإرهاب والعنف من أكبر المشكلات التي يعاني منها العالم الإسلامي. وأشار إلى أن مساعي تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية تخدم الغايات نفسها، والمنظمات الإرهابية في إفريقيا تعمل للغاية نفسها، ونحن، بغض النظر عن أقوالهم وأفعالهم وانتماءاتهم، نعتبرهم إرهابيين ومنتسبين للمنظمات الإرهابية، وجميعها تنظيمات إرهابية. وأضاف الرئيس التركي: إن بعض الدول، خصوصاً الغربية، تتبع سياسة مزدوجة تجاه تلك المنظمات، حيث تتحدث في مؤتمراتها عن العمليات الإرهابية التي وقعت في باريس وبروكسل، ولا تتحدث عن العمليات الإرهابية التي وقعت في تركيا، لذلك فإن هذه المواقف المزدوجة من قبل الغرب تزعجنا، كما أن هذه البلدان لا تصغي لتوصياتنا. ودعا أردوغان إلى إجراء إصلاحات هيكلية في منظمة الأمم المتحدة. وقال: نرى وجود الاختلال وعدم التمثيل الحقيقي للمسلمين في مجلس الأمن الدولي، وهذا الأمر يزعج المسلمين، وإن القرار النهائي مرتبط بالأعضاء الخمسة الدائمين، لذا لابد من إجراء إصلاحات على هيكلة الأمم المتحدة بالشكل الذي يراعي الوضع الجغرافي والتوزيع السكاني في العالم. وقدم أردوغان اقتراحات أخرى لتفعيل منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها، من بينها تشكيل مجلس نسائي في المنظمة لتعزيز دور المرأة، وإنشاء هيئة شبيهة بالهلال الأحمر، بحيث تكون قادرة على الاستجابة لتقديم المساعدات. وكان أردوغان قد تسلم رئاسة المنظمة من مصر عبر وزير خارجيتها، سامح شكري، الذي أكد في كلمته استمرار جهود بلاده مع منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء في خدمة العالم الإسلامي. أما الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، فأعرب عن أمله أن تحقق هذه القمة آمال الشعوب الإسلامية وطموحاتها. بدوره، طالب أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الدول الإسلامية بمضاعفة جهودها لمواجهة التحديات والأزمات التي يمر بها العالم الإسلامي في الفترة الراهنة.
مشاركة :