ما هي شلالات الدم في القارة القطبية الجنوبية؟

  • 4/15/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل تعلم أن القارة القطبية الجنوبية هي من المناطق الصحراوية الأكثر تطرفاً على كوكب الأرض، فالوديان الموجودة في القارة القطبية الجنوبية هي من أكثر الأماكن الجافة علي الأرض، ولكن تحت التربة الجليدية لهذه المنطقة تكمن شبكة واسعة وقديمة من مياه مالحة وعالم مملوء بالحياة. ومن الغريب أن هذه الوديان الجافة خالية تقريباً من الجليد باستثناء عدد قليل من الأنهار الجليدية المعزولة، فنجد مثلاً أن المياه السطحية الوحيدة الموجودة هي عبارة عن حفنة من البحيرات المتجمدة الصغيرة، التي ربطت فيما بينها مياه موجودة وسط شبكة ضخمة داخل الأخاديد. المناخ السائد في هذه المنطقة جاف للغاية، ويهيمن عليها البرد الشديد والرياح العاصفة، وعمر الوديان فيها يصل إلى آلاف السنين. ولوحظ أن هناك ألواناً غريبة ومثيرة غارقة في ذلك الثلج الأبيض الصارخ، حيث نجد أن بعض الصخور قد بدت ملونة باللون البني المحمر، فما هو تفسير هذا الأمر؟ ومن أين اكتسبت الصخور هذه الألوان؟ حتى الآن لا يوجد تفسير مؤكد لهذه الألوان. وبالرغم من ذلك، درس العلماء شلالات المياه هناك لسنوات عديدة، ورأى بعضهم أن البكتيريا التي تعيش تحت الجليد هي السبب في ذلك، ومنهم من قال إن السبب يعود لمحلول ملحي بلون الصدأ يجعل الشلالات تبدو بلون الدم، علماً بأن هناك كمية كبيرة من المياه المالحة تحت هذه الشلالات الحمراء التي تسمى بشلالات الدم، وتصب في بحيرة بوني في أقصي الجنوب. ومن العلماء من يعتقد أن الطحالب الحمراء هي المسؤولة عن هذا اللون، وأجرى هؤلاء دراسة شاملة للمنطقة كلها لمعرفة تاريخها، واستطاعوا وضع تفسير لهذه الشلالات المثيرة للجدل، حيث وجدوا أن نسبة الأكسجين في المنطقة قليلة، ويوجد بها 17 نوعاً من الكائنات الحية الدقيقة، فضلاً عن أن البحيرة رازحة تحت الجليد منذ أكثر من مليوني سنة؛ ولذا، فالمياه الجوفية هناك أطلقت العنان لنظام إيكولوجي خفي، الأمر الذي جعل العديد من العلماء يفكرون فيما إذا كان يمكنهم خلق نظام بيئي مماثل على سطح كوكب المريخ مثلاً، وذلك لأن المريخ يوجد عليه وديان جافة مشابهة لتلك الموجودة في القارة القطبية الجنوبية، ومن هنا، فشلالات الدم هذه ليست مجرد حالة شاذة، وإنما هي مدخل متكامل يوصلنا إلى عالم آخر موجود تحت الجليد، فقد اكتشف أن الذي يحدث في هذه المنطقة أكثر من مجرد تفاعل كيميائي يحوّل المياه المالحة إلى مادة تحمل لون الدم. وبعد تحليل المياه المالحة الموجودة تحت الجليد وجد أن ملوحتها تزيد بنحو ثلاث مرات على درجة ملوحة مياه البحر المتوسط، وهذا هو السبب الذي يجعلها لا تتجمد في درجات الحرارة الباردة التي تؤثر في أي مياه عذبة، وبالتالي فإن الميكروبات استطاعت التواجد وسط هذه الظروف القاسية.

مشاركة :