المطر نعمة عظيمة من الله، وسقوطه رحمة، يعم الله بها البلاد والعباد، لاسيما وأن بلادنا جافة قليلة موارد المياه، وتحتاج إلى كل قطرة ماء لتروي عطش ساكنيها، وقد عمّت معظم المناطق في الآونة الأخيرة أمطار ربيعية (مارس - أبريل 2016م) ما بين غزيرة ومتوسطة، شملت العديد من المناطق، جعلها الله أمطار خيرٍ وبركةٍ. الأمطار لهذا العام، أظهرت عيوبًا لبعض المشروعات المقامة داخل بعض المدن والمحافظات، وكشفت عن سوء تنفيذ شركات التصريف لهذه المشروعات، وأكدت أن هناك قصورًا في بعض المشروعات المُنفَّذة في الطرق، أو الأنفاق، أو عند مداخل ومخارج بعض الطرق السريعة، كما حدث في منطقة الرياض في الأيام القليلة الماضية، من شهري جمادي الثاني ورجب 1437هـ. في كل مرة وكل عام، يعاني السواد الأعظم من الناس من مشكلات تراكم مياه الأمطار في الشوارع والطرقات، وسوء تصريفها، مما يُعيق حركة المرور، ويُربك سير المركبات، ويُغرق الناس في شبر ماء. نحن لا نعلم يقينًا أين تكمن المشكلة؟، وما جدوى الميزانيات الكبيرة التي تُخصَّص لمشروعات تصريف الأمطار في بعض المدن والمحافظات؟، هل المشكلة في الشركات المُنفِّذة؟! أو مع من يداهن هذه الشركات ويُساعد في فسادها لتُنفِّذ أعمال رديئة لهذا الحد غير المقبول؟! أو مع وجود أنفاق بدون تصريف مما يُعرِّض حياة الناس للخطر الداهم؟!. أصبح موسم الأمطار هاجسًا يُقلق الناس في كثير من المدن والقرى، وأصبحت حالة الاستنفار مصاحبة لهذا الموسم، والمحاولات المتواضعة من قبل الجهات المعنية لحل هذه المعضلة أقل مما هو مؤمل منها، ومع كل موسم أمطار يزداد الخوف منه مع بداية أول إعلان عن تجمعات، أو تراكمات سحابية تظهر في الأفق، فإلى متى يبقى هذا الوضع المُقلق بدون وضع حلول جذرية تُبدِّد مخاوف الناس وتريح أعصابهم؟!. السؤال هو: أين الرقابة ومتابعة المشروعات على الأعمال المُنفَّذة لتصريف مياه الأمطار؟ ومن المسؤول عن استلام هذه المشروعات من الشركات المُنفِّذة؟ ومن المسؤول عن تعطيل مصالح الناس وهدر أوقاتهم ومكتسباتهم مع كل غشقة مطر، حتى وإن كانت خفيفة لتُربك حياة المجتمع؟!. لعلنا نطالب الجهات ذات العلاقة بمشروعات تصريف الأمطار أن تُنجز ما يُوكل إليها من مشروعات بدقة عالية، وأن تُسنِد مشروعاتها لشركات مُؤتمنَة، وأن تجد حلولاً جذرية لهذه المشكلة في أسرع مدة ممكنة، لأنها باتت تُؤرِّق حتى أطفالنا الصغار، الذين ينزعجون كثيرًا مع ظهور التراكمات السحابية، فإما تُعلَّق دراستهم ويقبعون في منازلهم، أو ينصرفون سراعًا من مدارسهم، خوفًا من التعرُّض للغرق.. نسأل الله السلامة للجميع. mdoaan@hotmail.com
مشاركة :