من التراث الذي لا يزال قريباً في خطوط الذاكرة يتأرجح بين الحنين، وبين رمزية الأمس، جاءت الأعمال الفنية التي تشكل هوية روف وسط دبي، أول عقارات العلامة التجارية الجديدة فنادق روف، القائمة على فكرة تقديم دبي للضيوف بعيون فناني المنطقة، ومبدعيها، ليستكشفوا عبر غرفها وجدرانها أعمالا فنية منوعة، أشبه ببصمة في كل زاوية، تحملها الصور إلى كل مكان في العالم، مع عبارة طبعت على جدار الغرفة، تخبر الجميع عن مكان صاحبها. وللتعريف بهذه التجربة المختلفة قامت روف المشروع المشترك بين إعمار، ومراس القابضة بجولة تعريفية للصحفيين في أرجاء الفندق صباح الأمس، لتنقلهم في تفاصيل المشهد الإبداعي الذي يقوم عليه هذا الاسم، والذي أنجزته شركة كبسول آرتس للاستشارات الفنية، والتي أعدت سلسلة من التركيبات المميزة في الفندق، حملت في طياتها أقوالاً شهيرة، وتصاميم بأحرف كبيرة، ولوحات بورتريه فريدة لشيوخ الإمارات، إضافة إلى قافلة الإبل التي زينت جدار ردهة الفندق بألوانها العصرية وفكرتها المفاجئة. إلى جوار الأبواب كانت هناك لوحات شبيهة بلوحات السيارات، لكنها كانت تحمل أرقام الغرف الـ420 فتمنحها خصوصية مستوحاة من الديكور المعاصر، ينسحب على معظم تفاصيل المكان، من لوحة الغرافيتي التي تغطي جدار أحد الممرات والمستوحاة من سكة الفريج بتفاصيلها القريبة، إلى خالد لأنه عادة يركز في أعماله على منطقة وسط دبي، ورموز التراث الإماراتي مثل الخمار وغيره بطريقة فنية مختلفة. وعند بهو الفندق تميزت أعمال الفنان ستيفن تشامبرز الذي قدم لوحات جدارية لشيوخ الإمارات ابتكر أدواتها بنفسه، مشيراً إلى أنه استخدم الرمال مع مواد أخرى ليشكل منها لوحاته المبدعة، واستخدم فيها أيضاً فن الطباعة الاستنسل الذي يمكن مشاهدته في فنون الشوارع، أما العمل الضخم اللافت للانتباه، فيتجسد بقافلة النوق التي تبدو وكأنها تمشي على الجدار الرئيسي في البهو، بألوانها المستوحاة من الحياة المعاصرة هنا، وخطوط سيرها التي تجتمع في النهاية في طريق واحد لتدل على الاستمرارية. في أماكن أخرى في فندق تظهر الجداريات العامة التي صممتها إيب كرييتف للإبداع الجماعي، والتي أنتجت أيضاً سلسلة من النقوش المتداخلة والأعمال الفنية المأخوذة من أسلوب فن الشارع، إضافة إلى الملصقات الرسومية التي تركز على عناصر السفر والترحال، وغيرها الكثير من المفاجآت الفنية التي يمكن للضيوف اكتشافها داخل الغرف، أو في أي مكان في الفندق. وسيتم افتتاح الفندق بتصاميمه الأنيقة في شهر مايو المقبل، كما يجري التخطيط لافتتاح 9 عقارات أخرى في مواقع حيوية بدبي بحلول عام 2020م، وجدير بالذكر أن سلسلة فنادق روف سوف تعتمد على تشكيلات فنية مختلفة وجديدة مع كل فندق جديد، ومختلفة عن الفنادق الأخرى. كل العناصر الفنية المعروضة مستوحاة من تاريخ وحضارة دبي في الوقت الحاضر، وكل الفنانين المشاركين في إنجاز هذا المشروع هم إماراتيون، أو مقيمون في دبي، حسب آن سيسيل دو شومون، مدير التصميم. وتوضح بأنه تم اختيارهم على هذا الأساس، ليكونوا أقدر على تجسيد الفكرة التي يقوم عليها المشروع من خلال معايشتهم اليومية، ورؤيتهم الخاصة لتفاصيل الحياة في دبي، والتي كانت في الأمس القريب، وعن ثقافتها التي لمسوها بأنفسهم، وتضيف بأن العاملين في المكان كانوا يأخذون الصور لينشروها في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما سوف يفعله كل من يمر من هذا المكان، فهذا هو مجتمع روف.
مشاركة :