القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول هدمت السلطات الإسرائيلية، الأربعاء، 47 منزلا عربيا في منطقة النقب (جنوب)؛ ما شرد نحو 500 شخص؛ بداعي "البناء دون ترخيص"، حسب ناشط محلي. وقال عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب (أهلية) جمعة الزبارقة للأناضول إن "مئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية، ترافقهم جرافات، وصلوا صباح الأربعاء إلى وادي الخليل بالقرب من قرية أم بطين في النقب قبل الشروع في عملية الهدم". وأضاف: "تم هدم 47 منزلا تعود لعائلة أبو عصا، رغم أنها تقيم في هذه المنازل منذ عشرات السنين". وأوضح أنه "يقيم في كل منزل ما بين 9-10 أنفار (أشخاص)، ما يعني أن نحو 500 شخص باتوا بدون مأوى بعد إقدام السلطات الإسرائيلية على هدم منازلهم". وأفاد الزبارقة بأنه "بعد نضال طويل في المحاكم لمنع الهدم، أعطت المحاكم الإسرائيلية الضوء الأخضر لعملية الهدم دون أن توفير بديلا للسكان". وأردف أنه "في دولة تدعي الديمقراطية، فإن سكان البلاد الأصليين هم أكثر المتضررين من سياساتها، وما يجري هو إجرام منظم ضد المواطنين العرب، وخاصة في النقب". وزاد بأن "السلطات اعتقلت مواطنا بداعي أنه طلب من السكان التضامن مع العائلات المتضررة من الهدم، كما تم الاعتداء على عدد من السكان". وشدد على أن "120 ألف مواطن (فلسطيني) في 34 قرية مسلوبة الاعتراف من قبل السلطات الإسرائيلية، مهددين بفقدان منازلهم بسبب السياسات الإسرائيلية". و"القرى مسلوبة الاعتراف" هي تلك التي لا تعترف السلطات الإسرائيلية بوجودها، فلا توفر لها شبكات الكهرباء ولا المياه ولا خدمات التعليم والصحة. وحسب هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) فإن قرار هدم هذه المنازل يمهد لـ"إقامة شارع" بالمنطقة. وبدوره، أشاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير بهدم منازل المواطنين العرب. وقال بن غفير، عبر منصة "إكس": "يشكل هدم عشرات المباني غير القانونية في تجمع أبو عصا في النقب هذا الصباح خطوة مهمة نحو استعادة الحكم". وأضاف: "كما وعدت منذ اليوم الأول لتولي منصبي (أواخر 2022)، توجد زيادة كبيرة في هدم المنازل غير القانونية في النقب، وأنا فخور بقيادة هذه السياسة". وتابع: "تقدير خاص لشرطة المنطقة الجنوبية ورئيس الشرطة أمير كوهين الذين ينفذون هذه السياسة". وزعم أنه "الشرطة الإسرائيلية ستخوض حربا وحشية ضد مَن يستولون على الأرض، ويحاولون إقامة واقع مختلف على الأرض". وحسب تقرير سابق لمنظمة "ذاكرات"، وهي تضم ناشطين إسرائيليين، فإن السلطات الإسرائيلية تعمل على طرد السكان العرب من عشرات القرى، ولاسيما في النقب، بهدف السيطرة على أراضيهم. وتبلغ مساحة النقب نحو 14 ألف كيلو متر مربع، ويغلب عليها الطابع الصحراوي، وتقطنها تاريخيا عشائر عربية ترتبط اجتماعيا بقبائل سيناء وشبه الجزيرة العربية والأردن. وتأتي عملية هدم المنازل الأربعاء في وقت يشن فيه الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعّد الجيش ومستوطنون بموازاتها من اعتداءاتهم على فلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :