ياسر رشاد - القاهرة - «المتحدة» قدمت عملاً للتاريخ بعيداً عن الاستهلاك المحلى المصداقية عنوان الفيلم.. والاهتمام بالتفاصيل ضمن الإيرادات أكثر من 20 مليون جنيه حققها فيلم «السرب» خلال عرضه فى أسبوعه الأول بقاعات العرض المصرية، وهو رقم يحسب للشركة المتحدة التى راهنت على عرض الفيلم فى موسم غير جماهيرى أو ما يطلق عليه موسم الامتحانات للشباب وهم الفئة الأكبر من جمهور السينما، ورغم ذلك الفيلم استطاع أن يحقق الفيلم إيرادات قوية، الأمر الذى يؤكد أن القصة نفسها تحتل أهمية لدى الجمهور المصرى، وينتظر مشاهدتها منذ طرح «البرومو» والإعلان عن قصة الفيلم، التى تحكى تفاصيل الضربة الجوية التى شنتها القوات الجوية المصرية، ضد تنظيم «داعش»، فى فبراير 2015، بعد ذبح التنظيم 21 مصرياً مسيحياً فى منطقة درنة الليبية. الفيلم توافرت فيه عناصر النجاح بداية من الأداء التمثيلى لنجوم العمل فى مقدمتهم النجم أحمد السقا الذى عاد بقوة للسينما بمشاهد أكشن حقيقية تم تنفيذها بمهنية وحرفية شديدة ساعده فيها توجيهات المخرج أحمد نادر جلال، ليضف مصداقية حقيقية لمشاهد الفيلم، وكشف السقا أن كواليس العمل كانت أصعب مما ظهرت على الشاشة، موضحًا أنه كان فى حماية العناية الإلهية قائلا «أثناء تنفيذ مشهد أكشن كان أمامى دبابة وكادت تدهسنى حينما سحبت رباط الحذاء، ولكن خلعتها فورًا»، مشيرا إلى أن الفيلم أخذ دراسة ومجهودا كبيرا حتى يتم تنفيذه بصورة دقيقة، ليصبح علامة فى تاريخى الفنى. واكتملت منظومة العمل باختيار أعضاء «السرب» والذى يحسب لمخرج ومنتج العمل اختيار نجوم متميزين منهم آسر ياسين وكريم فهمى وأحمد حاتم وأحمد صلاح حسنى ومحمد فراج وإسلام جمال وميدو عادل ومحمود البزاوى وجميعهم استطاعوا تنفيذ أدوارهم بحنكة شديدة، ظهر فيها إيمانهم الحقيقى بالقضية، فالمشاهد للفيلم تظهر بأن فريق العمل كانوا يأخذون بثأر شهداء الوطن مثلما فعلت القوات المسلحة التى أخذت حق 21 قبطيا ذبحوا واستشهدوا على يد الارهاب الغاشم لذا ظهرت تعليقات النجوم على المشاركة فى العمل أنه فخر بل وصفوه بأنه العمل الأهم فى مشوارهم الفنى رغم صغر أدوارهم. كذلك نجمات العمل اللاتى ظهرن بشكل مختلف تماما فتألقت صبا مبارك باللهجة الليبية، وبرعت فى تقديم أداء خاص يظهر به جمال الصحراء ورغم إبداع صبا على مدار مشوارها الفنى فى تقديم العديد من اللهجات إلا أنها درست اللهجة الليبية كى تظهر فى هذا المشهد ببراعة فى الأداء مؤكدة أن دور خديجة الذى قدمته ضمن الأحداث احتاج إلى دراسة كبيرة رغم قلة مشاهدها، وكذلك نيللى كريم التى تألقت بدور زوجة الأمير، والتى أتقنت دورها بشكل كبير ظهر خلاله إيمانها بدورها والذى وصفته بأنه الفرصة التى تأتى مرة واحدة فى العمر، مشيرة إلى أن هذه النوعية من الأفلام قادرة على أن يعيش فيها النجم لسنوات طويلة. وظهر النجم شريف منير قائد بالقوات المسلحة والنجم مصطفى فهمى رئيس المخابرات الحربية المصرية، ووصف مصطفى الفيلم بالتاريخى قائلا إن السيناريو كُتب على درجة رائعة من الاحترافية، لذلك كان لا بدّ من رسم شخصية رئيس جهاز المخابرات بطريقة احترافية فذاكرت أشكال وسمات رؤساء جهاز المخابرات المصرية خلال الفترة الماضية، ووضعت لنفسى شكلاً فى طريقة الشعر أظهر به فى الفيلم. ويتجلى الشر فى العمل بشخصية الأمير التى قدمها النجم محمد ممدوح، وشخصية العقرب التى قدمها محمد دياب، ورغم إبداع النجمين فى تقديم شخصيات الشر سابقا إلا أن السيناريو والإخراج وتنفيذ هذا العمل، صاغ منهما لغة خاصة فى الشر، للأمير الداعشى وقائد الجناح العسكرى ليتفوق الثنائى على أنفسهم ويتقنا أدوارهما بقدرة جعلت المشاهد يكرههما ويعرف مدى الغدر الذى يحمله الدواعش للمصريين. سيناريو الفيلم هو طاقة إبداعية للمؤلف عمر عبدالحليم الذى أمن بالقضية عن وعى وقرر أن يرصدها بمشاعر المحب للوطن والمؤمن بالقضية فقدم تفاصيل إنسانية دقيقة هزت مشاعر المصريين والعالم، وأكد ان كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى «دم المصريين خط أحمر» هى الدافع الأول لكتابته لسيناريو العمل، وأن فكرة الفيلم هى الرد المصرى القوى الذى أعقب الحادث بساعات، حيث حركت مصر أسطولها من أجل عمال مصريين سافروا بحثا عن لقمة العيش ولم تفرق الدولة المصرية وقتها بين مسلم أو مسيحى، فقير أو غنى. وجسد الفيلم أحداث الفيديو الذى سجلته داعش باللغة الإنجليزية لذبح 21 مصريا على أيديهم، وهو الهدف الذى وضعه المؤلف أمامه وهو يخوض تجربة الكتابة ليقدم رسالة مفادها تفسير خلفية هذه الشخصيات ليعرف العالم أجمع من هم أعداء الوطن. أما إخراج الفيلم، برع فيه المخرج أحمد نادر جلال، فى الاعتماد على تكنيك عالمى ساعده فيه الأدوات المستخدمة من كاميرات ودعم لوجيستى من القوات المسلحة، ليخرج فيلما حقيقيا أشبه بالدراما التوثيقية للحدث، فتم التصوير بمواقع حقيقية، ورصد لمشاهد القوات المسلحة بشكل تمثيلى، لم يكن الهدف فقط هو إظهار تفاصيل العملية، بقدر البراعة فى شرح وتوثيق قدرات سلاح الطيران والقوات المسلحة وجهاز المخابرات المصرية، وهو رسالة للعالم بأن مصر بأجهزتها وقيادتها لا يمكن أن تقهر. وعلق المخرج أحمد نادر جلال على هذا الفيلم، ووصفه بأنه فرصة عظيمة للمخرجين خاصة مع هذه الإمكانيات وكم الممثلين، وتوثيق حدث تاريخى مؤسف للدولة المصرية. وختاما، لا يمكن تقديم عمل جيد دون تسهيلات حقيقية من شركة إنتاج مؤمنة بالقضية وهو ما فعلته الشركة المتحدة أن تقدم عملا للتاريخ وليس للاستهلاك والإيرادات، عمل يقول إن السينما المصرية والفن المصرى هو سلاح يسير جنبا إلى جنب القيادة السياسية والقوات المسلحة، فيد تبنى وتشيد وتدافع ويد توثق وتقدم أعمالا تحترم عقلية المشاهد. قررت وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلانى عرض فيلم «السرب» فى 15 دار عرض تابعة للوزارة فى 14 محافظة، هى قصر السينما بجاردن سيتى بالقاهرة، مكتبة البحر الأعظم بالجيزة، قصر ثقافة الأنفوشى بالإسكندرية، قصر ثقافة ببا ببنى سويف، قصر ثقافة القناطر الخيرية بالقليوبية، قصر ثقافة أبوالمطامير بالبحيرة، قصر ثقافة الزقازيق بالشرقية، قصر ثقافة دمنهور بالبحيرة، قصر ثقافة شرم الشيخ، قصر ثقافة قنا، قصر ثقافة أسيوط، المركز الثقافى بكفر الشيخ، سينما هيبس بالخارجة بالوادى الجديد، قصر ثقافة الإسماعيلية، قصر ثقافة العريش فى 6 حفلات يومية تبدأ 10 صباحا، بقيمة موحدة للتذكرة 40 جنيها فقط طوال أيام الأسبوع.
مشاركة :