أكد الناشر الشاعر فهد العودة أن هناك مشروع ضخم للتبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية ودولة ألبانيا التي يوجد بها عدد جيد من المسلمين، وأن المشروع يتمثل عبر القيام بترجمة عدد من الكتب السعودية إلى اللغة الألبانية، مما سيساهم في نشر الأدب السعودي في جمهوريّة ألبانيا، وأول رواية سيتم ترجمتها سوف تكون لأديب سعودي. خلال هذه السطور سوف نتعرف على المزيد: تعتمد الترجمة على اللغة الأدبية ما تعليقك على هذه المقولة وما أهمية الترجمة في الأدب؟ من خلال خبرتي الطويلة في مجال النشر في دار كلمات التي سبقت تأسيس وكالة كلمات بعشرة أعوام، وجدت أنّ التّرجمة تعتمد على عناصر أخرى كثيرة غير اللغة الأدبية. الأمر يرجع إلى كفاءة المُترجم أوّلًا. من الترجمات يحتاج إلى لغة عالية مفرداتها مُنتقاة بعناية، ومنها ما يستلزم لغة بسيطة. أسلوب التّرجمة يجب أنْ يتوافق مع أسلوب الكاتب. هناك ركائز أخرى انتبهنا إلى أهميتها بعد عملنا مع هيئة الأدب والنشر والترجمة، ممثلة بمبادرة ترجم، منها مسألة ضبط جودة التّرجمة وكفاءتها والأمانة للكتاب الأصل. لمشروع التّرجمة العكسية الخاص بترجمة الأدب العربي إلى لغات أخرى يقوم على تعاضد جهود الأفراد مع المؤسسات. *حدثنا عن تجربة أول يتم للغة الألبانية، لصالح هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودي وما أهمية هذا المشروع، وماذا عن شراكتكم في جانب الترجمات؟ من المعلوم أنّ دولة ألبانيا دولة حديثة النشوء نسبيًّا، لكن لها تاريخ مديد متداخل مع دول البلقان. دول فيها مسلمون ولا يتقنون العربيّة. مهمتنا في إيجاد أفضل ناشر مهتم بالمشروع قد تيسرت بمساع مباشرة من نائب سفير خادم الحرمين الشرفين في تيرانا، عبدالله الشهري، هذا المشروع الضخم سيعزّز التبادل الثقافي بين البلدين، كما وسينشر الأدب السعودي في جمهوريّة ألبانيا، وبالتالي فإنّه سيعود بالنفع على انتشار اللغة العربيّة، والترغيب في تعلمها. جميع المشروعات بإشراف دار نشر تيرانا تايمز والمعهد الألباني للدراسات الدولية، مُمَثّليْن بالدكتور اربن رامكان، والدكتور ألبرت راكيبي والأستاذة ألبا تشيلا. ويسرنا أنْ نعلن عن أنّ أوّل رواية من الأدب السّعودي تُترجم إلى اللغة الألبانيّة هي لأديب سعودي تمثله وكالة كلمات. مشروع سيحظى بنصيبه من الاحتفاء به قريبًا بإذن الله تعالى. *ماهي الاتفاقيات التي وقعتها وكالة كلمات في هذا الجانب؟ اتفاقيات لنقل كتب من الأدب الألباني إلى العربيّة، وأخرى لترجمة روايات سعوديّة أخرى إلى الألبانيّة. بهذا سيصل عدد كتب هذا المشروع إلى سبعة كتب. *ماذا عن مشروع اللغة الكردية؟ واللغة الصربية؟ تحظى بأهمية كبيرة نظرًا للارتباط العاطفي للشعب الكرديّ المسلم بالثقافة العربيّة والخليجيّة نستهدف في هذا المشروع الوصول إلى 20 مليون ناطق باللغة الكرديّة. انتهينا بالفعل من ترجمة خمسة كتب ستتبعها مجموعة أخرى إن شاء الله. أمّا مشروع ترجمة الأدب السعودي إلى اللغة الصربيّة، فهو أحد المشروعات التي نعتز بها. نضيف إلى قائمة نجاحاتنا أوّل كتاب يُترجم من الأدب السعودي إليها؛ وهو كتاب نشرته دار كلمات، وتُمثله وكالة كلمات لأديب سعودي نجح في إثبات نفسه وبجدارة في مجال القصّة القصيرة. *ماذا كذلك عن مشروع نقل الأدب السعودي إلى الأدب الصيني وماهي القواسم المشتركة التي اعتمدتم عليها في ذلك؟ استشعار وكالة كلمات السّعوديّة لمسؤوليتها الثّقافية قد دفعها إلى تعاون عابر للقارّات مع الصّين لنقل الأدب السعودي إلي اللغة الصينيّة. أسباب كثيرة تدعونا إلى الاهتمام الفائق بهذا المشروع، منها: أنّ جمهوريّة الصين دولة نشيطة تجاريًّا وسياحيًّا، ومُهتمّة بالتّبادل الثّقافي القائم على تعلّم لغة الآخر وترجمة آدابه من وإلى اللغة الصّينيّة. إضافة إلى أنّ التّبادل التّجاري بينها وبين المملكة العربيّة والسّعوديّة آخذ بالازدهار، وهو ما يستوجب تعميق أواصر الصداقة وفهم الآخر عبر مد جسور التّرجمة الأدبيّة وبذل الجهود لردم الهُوّة بيْن أُمّتيْن عريقتيْن. وقد استضافت الرّياض أوّل قمّة عربيّة صينيّة بمشاركة الرّئيس الصّيني شي جينبينغ، وولي العهد السّعودي الأمير محمد بن سلمان، وقادة عدد كبير من الدّول العربيّة وممثليهم، في العام الماضي. وقال ولي العهد في كلمته إنّ الصّين شريكٌ أساسي، "وقد انعكست ثمار إيجابيّة لهذه الشّراكة على مصالحنا المشتركة وعلى أمن منطقتنا واستقرارها". بالتّالي فإنّ طريق الحرير ورؤية السّعوديّة 2023 بحاجة إلى تعميق مستويات التّعاون على كافّة الأصعدة والمجالات؛ دون تجاهل للمجال الثّقافي عبر تشجيع حركة التّرجمة المُتبادلة. *هل تعدد اللغات يشكل صعوبات في مثل هذا المشروع وكيف يتم تجميع الخبرات فيها؟ ممّا لا شكّ فيه أنّ تعدّد اللغات وتوزعها في قارّات مختلفة يشكّل تحديًا كبيرًا بالنّسبة لنا؛ لكنّ الصّعوبات تتذلّل بجهود هيئة الأدب والنشر والتّرجمة ممثلة بمبادرة ترجم. لإدارة مشروعات التّرجمة في وكالة كلمات فريقٌ قادرٌ على العمل تحت الضغوطات، ويتقن لغات كثيرة تعينه على التفاوض مع الناشر الأجنبي الذي كان لا يؤمن بجدوى ترجمة الأدب العربي عمومًا. نسابق الأيام لتحقيق إنجازاتنا بجودة فائقة بالتّعاون مع خيرة أدباء المملكة الذي وضعوا ثقتهم في وكالة كلمات. *ماهي مشاريعكم التي تتطلعون إليها في المستقبل القريب؟ مشروعات كثيرة جديدة أعددنا لها العُدّة قُبل انطلاق مبادرة ترجم 4. نطمح للمساهمة بشكل فاعل وجَلي في تحقيق رؤية 2030، وخدمة المملكة بترجمة أدبها، وتمكين الأدباء السعوديين من اختطاف أهم جوائز التّرجمة عالمية. الناشر فهد العودة السيدة كيم صاحبة دار نشر سونغبوك الكورية مع فهد العودة
مشاركة :