قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلة سورية سقطت ربما بنيران مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قرب مطار حربي في جنوب البلاد لكن تم فيما يبدو إنقاذ الطيار. وأضاف المرصد أنه حصل على معلومات بأن مقاتلي التنظيم أصابوا طائرة سورية وربما أسقطوها قرب مطار خلخلة الحربي إلى الشمال الشرقي من مدينة السويداء. وفي وقت سابق أفادت وكالة «أعماق» للأنباء المقربة من «الدولة الإسلامية» إن التنظيم أسقط طائرة حربية سورية في محيط المطار نفسه. في موازاة ذلك، قال «المرصد» وقوات المعارضة إن الجيش السوري المدعوم بغطاء جوي روسي شن اليوم (الخميس)، هجوماً جديداً عنيفاً على مناطق إلى الشمال من حلب، وهو ما يهدد بقطع الطرق إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة. وقال عبدالله عثمان رئيس المكتب السياسي لـ «الجبهة الشامية»، وهي من جماعات المعارضة واصفاً هجمات الكر والفر إن التصعيد بدأ خلال الليل وإن المنطقة على قدر كبير من الأهمية وإنه إذا «تقدم» النظام فإن هذا سيعزز السيطرة على حلب. وأعربت واشنطن اليوم، عن «قلقها البالغ» أمام المجموعة الدولية لدعم سورية حيال هذا الهجوم الذي قد يشكل انتهاكا لوقف اطلاق النار المعلن. وقال مسؤول أميركي لم يشأ كشف هويته: «مثل هذه التحركات، يمكن أن تعني خرقاً لوقف العمليات القتالية المستمر منذ نحو سبعة اسابيع، والذي يتعرض إلى ضغوط متزايدة في الاسابيع الأخيرة»، وجدد دعوته روسيا الى «وقف أي أعمال استفزازية داخل سورية». وأضاف المصدر نفسه أن المسؤولين الأميركيين «أعربوا عن القلق البالغ» لجميع الدول الاعضاء في المجموعة الدولية لدعم سورية ومن بينها روسيا، ودعوا الكرملين الى الضغط على الاسد للالتزام بالمحادثات حول عملية الانتقال السياسي. وتابع «الان هو الوقت المناسب ليفي جميع الاطراف بالتزاماتهم لجهة وقف العمليات القتالية والامتناع عن أي عمل من شانه زعزعة الاستقرار». من جانب آخر، أفاد «المرصد» بأن تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) حقق تقدماً في محافظة حلب شمال سورية على حساب الفصائل المعارضة، وتمكن من السيطرة على عدد من القرى بالقرب من الحدود مع تركيا. وبالاضافة الى المعارك بين تنظيم «الدولة الاسلامية» والفصائل المعارضة، تدور في محافظة حلب اشتباكات بين اطراف مختلفة على جبهات عدة، من شأنها تهديد الهدنة المعمول بها منذ نهاية شباط (فبراير) الماضي. ويتتزامن هذا التصعيد مع جولة جديدة من المفاوضات السورية غير المباشرة في جنيف التي وصلها وفد من المعارضة، على أن يلحق به وفد يمثل الحكومة السورية غداً. وتخوض منذ بداية الشهر الجاري فصائل مقاتلة بمعظمها وبينها فصيل «فيلق الشام»، معارك ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» في القرى المحاذية للحدود التركية في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي. وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبدالرحمن: «تدور اشتباكات عنيفة في شمال حلب بين الفصائل الاسلامية والمقاتلة وتنظيم الدولة الاسلامية بعد تقدم الأخير وسيطرته على ست قرى بالقرب من الحدود التركية اهمها قرية حوار كلس». وتنفذ طائرات حربية، رجح عبد الرحمن انها تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، غارات ضد مواقع تنظيم «الدولة الاسلامية» في منطقة الاشتباكات. وكانت الفصائل المقاتلة انتزعت عدداً من القرى والبلدات التي كانت تحت سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية» بداية الشهر الجاري، الا انه سرعان ما تمكن من استعادتها واهمها بلدة الراعي التي فيها ابرز معابر التنظيم في اتجاه تركيا. وفي ريف حلب الجنوبي، تدور اشتباكات بين قوات النظام و«جبهة النصرة» في محيط بلدة العيس الاستراتيجية والمطلة على طريق حلب دمشق الدولي. وسيطرت «جبهة النصرة» وفصائل اسلامية ومقاتلة أخرى في نهاية الشهر الماضي على هذه البلدة، وتدور منذ ذلك الحين معارك ترافقها غارات جوية روسية وسورية. وأفاد «المرصد السوري» أمس عن مقتل مئة عنصر من قوات النظام ومقاتلين من الفصائل خلال أربعة ايام في معارك ريف حلب الجنوبي. وفي مدينة حلب ايضاً، تدور اشتباكات بين فصائل اسلامية ومقاتلة، بينها «جبهة النصرة»، و«وحدات حماية الشعب» الكردية في محيط حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية. وتستهدف الفصائل حي الشيخ مقصود منذ هجوم قوات النظام الواسع في ريف حلب الشمالي في شباط (فبراير) الماضي، والذي استغله المقاتلون الاكراد للتقدم في المنطقة.
مشاركة :