إبراهيم الملا (الشارقة) انطلاقاً من مدرسة العروبة في الشارقة ووصولاً إلى كلية الفنون الجميلة في بغداد التي تخرج فيها بدرجة امتياز، وحتى استقراره في إمارة رأس الخيمة، كانت مادة الخزف بالنسبة للفنان التشكيلي الإماراتي سالم جوهر هي خامة اليد وطاقة الرؤيا، وكانت أيضاً بمثابة تجسيد لدهشة العين، وذاكرة الطفولة باكتشافاتها المبكرة التي ستتحول بعد ذلك إلى مجسمات ناطقة بما يعتمل في روح وبصيرة صانعها. كان الفنان الرائد سالم جوهر، من أوائل المنتبهين في بدايات الحركة التشكيلية المحلية لجماليات النحت البارز وما يمكن أن تهبه طراوة الطين من تكوينات غنيّة وطيّعة قبل أن تستوي وتجمد في الأفران ذات الحرارة العالية، وتتهيأ لمرحلة أخرى من التزويق والنقش والصقل في قالب من السيراميك اللامع والمغمور بضوء الوجد، وحياكة الأنامل المرهفة. في الحوار التالي، يستعيد جوهر جانباً من سيرته الفنية وعلاقته بمادة الخزف والجدرايات النحتية، ويبدي رأيه أيضاً حول واقع وطموح الحركة التشكيلية في الإمارات. يشير جوهر إلى أن مشاركته الفنية الأولى محلياً كانت في معرض جمعية الإمارات للفنون التشكيلية الأول في قاعة أفريقيا في الشارقة، العام 1981، متأثراً في أعماله المبكرة بإبداعات خزافين كبار تتلمذ على أيديهم في بغداد مثل الفنان العراقي الراحل سعد شاكر، والفنان القبرصي فالانتينوس كارلامبوس، مؤسس أكاديمية الفنون الجميلة في العراق، مذّاك لم ينقطع جوهر عن الإنتاج الفني، بل ظل يطارد هاجسه في التجريب والمغامرة الإبداعية، مشيراً إلى أن حلمه بإنشاء متحف خاص في منزله يضم جميع أعماله الفنية هو حلم ماثل أمامه، ويسعى لتحقيقه خلال السنوات القليلة القادمة. وعن سبب اختياره مادة الخزف في مجمل أعماله، أوضح جوهر أن مادة الخزف تجمع بين الرسم والنحت، كما أن الخامة الأساسية فيه وهي الطين، وضعته في المجال الروحي المطلوب لخلق علاقة حميمية وفطرية بين الفنان والخامة التي يشتغل عليها، وصولاً إلى المنتج النهائي الذي لن يخلو في هذه الحالة - كما أشار - من دفق إنساني وعاطفي يتخلل إلى هذه المادة الجامدة ويمنحها تكويناً نابضاً وموحياً وقريباً من وعي وذائقة وتفاعل المتلقي. ... المزيد
مشاركة :