تقرير إخباري: مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع في الفاشر

  • 5/11/2024
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

اندلعت مواجهات عنيفة اليوم (الجمعة) بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان. ونقل موقع ((سودان تريبيون)) الإخباري المستقل عمن وصفته بـ"قائد بارز" في القوة المشتركة للجيش السوداني ومجموعات دارفورية مسلحة متحالفة معه قوله "نفذت قواتنا في الدفاعات الأمامية شرق مدينة الفاشر هجوما مباغتا على تمركزات قوات الدعم السريع في مدرسة المنهل والبورصة علاوة على حي الكهرباء". وأضاف أن الهجوم كبد قوات الدعم السريع "خسائر فادحة" في الأرواح والآليات الحربية وأجبرها على التراجع. وتابع "قمنا بالهجوم بعد ورود معلومات استخباراتية أشارت إلى أن الدعم السريع أكمل استعداداته لمهاجمة الفاشر الجمعة من الجزء الشرقي بعد انضمام آلاف المقاتلين ومليشيات من القبائل العربية من ولايات دارفور المختلفة". من جهته، قال حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي اليوم إن "القوة المشتركة والأجهزة النظامية الأخرى أجبرت قوات الدعم السريع على التراجع". وأضاف مناوي في تغريدة على منصة ((إكس)) أن "القوة المشتركة والأجهزة النظامية الأخرى تمكنت من دحر قوات الدعم السريع وإحراق عدد من المركبات القتالية وإجبارها على التراجع بعيدا عن الفاشر". واتهم مناوئ قوات الدعم السريع باتباع سياسة الأرض المحروقة في الفاشر، وذلك بالقصف العشوائي والمتعمد على مواقع المواطنين وإحراق المؤسسات. في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني والمجموعات المتحالفة معه بشن هجوم على ارتكازات للدعم السريع شرق مدينة الفاشر. وقال مستشار قائد الدعم السريع الباشا طبيق في بيان صحفي اليوم "تصدت قوات الدعم السريع لهجوم للجيش والحركات والمستنفرين شرق الفاشر". وأضاف "تمكنت قواتنا من إلحاق هزيمة كبيرة بالجيش وحلفائه من الحركات المسلحة الداعمة له". وقال شاهد عيان من الفاشر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن اشتباكات برية عنيفة دارت اليوم بين الجيش والدعم السريع في أحياء وسط مدينة الفاشر. وأضاف أن الجانبين استخدما الأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى وقوع عدد من الضحايا جرى نقلهم لمستشفى الفاشر الجنوبي. وأعلنت "لجان المقاومة" في مدينة الفاشر عن وقوع إصابات وسط المدنيين جراء القصف المتبادل بين الجانبين. وقالت في بيان صحفي "وقعت اليوم اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة وقوات الدعم السريع شرق مدينة الفاشر منذ الصباح". وأشار البيان إلى سقوط قذائف بشكل عشوائي في منازل المواطنين، مما أدى لوقوع إصابات وسط المدنيين بعضها وصل إلى المستشفى الجنوبي. وبثت منصات موالية للجيش السوداني على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت احتفالات عدد من المواطنين مع جنود الجيش الذين استعرضوا ثلاث مركبات تم الاستيلاء عليها في معارك اليوم. وبالمقابل، نشرت منصات موالية للدعم السريع على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر وحدات للدعم السريع داخل مدينة الفاشر. وتتولى قوة مشتركة من الجيش والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام تأمين أجزاء واسعة من مدينة الفاشر. ومنذ أسابيع تحشد قوات الدعم السريع آلاف المقاتلين بأطراف مدينة الفاشر تمهيدا لاقتحامها. وعززت قوات الجيش السوداني ومجموعات مسلحة دارفورية مساندة له، تواجدها العسكري في مداخل الفاشر وحول معظم أحياء المدينة. وحذرت الأمم المتحدة مؤخرا من عواقب وخيمة على المدنيين الذين يقيمون في الفاشر حال هجوم الدعم السريع على المدينة المكتظة بضحايا الحرب. والفاشر، هي عاصمة ولاية شمال دارفور ومركز إقليم دارفور المكون من خمس ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع التي تخوض نزاعا مسلحا ضد الجيش السوداني. وما يزال الجيش السوداني يسيطر على مدينة الفاشر، وتُقاتل إلى جانبه حركات دارفورية مسلحة كانت قد وقعت مع حكومة السودان في العام 2020 اتفاق سلام جوبا، وأبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم. وتقع مدينة الفاشر على بعد نحو 802 كيلومتر إلى الغرب من العاصمة السودانية الخرطوم، وهي عاصمة ولاية شمال دارفور ومقر حكومة الإقليم. وحذرت منظمات دولية من مخاطر هجوم شامل على مدينة الفاشر، ودعت إلى تخفيف التوتر في المنطقة. وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن نحو 800 ألف شخص في الفاشر معرضون "لخطر شديد وشيك" مع تفاقم أعمال العنف والتهديد باقتحام المدينة. ومنذ 15 أبريل 2023 يدور نزاع مسلح بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، أسفر، وفق آخر إحصائية لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، عن مقتل 13100 شخص وإصابة 26051 آخرين، وفرار أكثر من 8.2 مليون شخص إلى مناطق داخل السودان وإلى دول الجوار.

مشاركة :