الرباط - تدور أحداث فيلم "طوفان نوح" للمخرج المصري محمد حافظ حول "نوح"، رجل مسن يعيش بمفرده يعاني من الوحده، ويتلقي يوميا رسائل علي الواتساب من ابنه وصديقه "صفي"، وفي يوم ما يتفاجئ بوجود فتاه تعرف عنه الكثير من شؤون حياته اليوميه وتهتم به، وفجأة يتهمها بالسرقه ويرفض وجودها ويطردها من منزله، ما يعجل بحدوث أمر يغير مجري القصة. شارك الفيلم في عدة مهرجانات سينمائية دولية وحصد جوائز مهمة، من بينها جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان البوابة الرقمية للفيلم القصير بالجزائر، وأفضل فيلم قصير في مهرجان "بيهالا" بالهند، وجائزة أفضل أداء تمثيلي في ملتقى هليوبوليس للأفلام القصيرة. وفي هذا السياق قامت "ميدل إيست أونلاين" بحوار مع المخرج المصري محمد حافظ حول كواليس فيلمه "طوفان نوح"، وفيما يلي نص الحوار: كيف وظفت مشاعر الوحدة والعزلة في شخصية "نوح"؟ يُظهر بطل الفيلم شعورًا بالوحدة والعزلة الاجتماعية بسبب مرضه، إذ تتمثل هذه المشاعر في لغة جسد "نوح" المنحنية والانطوائية، ما يدل على شعوره بالوحدة والحزن، وكذلك التعبيرات الوجهية التي تبين القلق والتوتر والاكتئاب. ويعبر "نوح" أيضا من خلال حواراته الافتراضية مع صديقة الراحل "صفي" وشخصية ابنه مراد التي من صنع خياله، إذ استخدمت بعض اللقطات للتأكيد على شعور بطل الفيلم بالوحدة، مثل المشاهد التي تفرزه بمفرده في منزله أو على سرير يائسا، كما يحاول التمسك بذكريات الماضي كوسيلة للهروب من شعوره المنعزل ومعاناته مع تقلباته المزاجية الحادة بسبب مرضه. كيف تطورت علاقة "نوح" مع ابنه وصديقه "صفي" عبر الرسائل التي يتلقاها يوميًا؟ هي علاقة خيالية ناتجة عن مرض ال زهايمر الذي بسببه ظن "نوح" ان لديه ابن مسافر اسمه "مراد" لا يسأل عنه وأن إحساسه بعدم تصديق رحيل صديق عمره ومؤنس وحدته "صفي"، فينسج من خياله قصة تبين انهم يبعثان إليه بعدة رسائل ، وهذا يؤكد تطور الحاله المرضية لشخصية "نوح". ما هو السبب وراء تفاجئ " نوح" بوجود الفتاة وكيف تؤثر هذه الاخيرة على حياته؟ وجود فتاة شابة في حياة " نوح" يُساعده على الشعور بالرفقة والدعم، لأنها تعامله كوالدها وهي تساعده على التواصل مع العالم الخارجي وكسر حاجز الصمت، كما تُساهم في تغيير حياة "نوح" بشكل إيجابي، من خلال إدخال المزيد من الفرح والنشاط إلى حياته، وفجأة يشك فيها ويتهمها بالسرقة وأنها تريد قتلة ولكن يكتشف في النهاية انها ابنته. ما الذي دفع "نوح" لاتهام الفتاة بالسرقة ورفض وجودها في المنزل؟ الدافع هو مرض الزهايمر الذي يختلف من شخص إلى آخر، وفي هذا الفيلم ينسى "نوح" أن الفتاة هي ابنته، لذلك عندما تفاجئ بوجودها في الصباح، اتهمها بالسرقة ويسألها كيف دخلت إلى منزله، ولكنها أخبرته أنها معها المفتاح من ابنه "مراد" وذلك للاطمئنان عليه، ونفت أنها ابنته حتى تهدئ من روعه وحتى لا تتطور حالته كالعادة. كيف تغيرت مجريات الأحداث بعد طرد "نوح" للفتاة من المنزل؟ تدهور الوضع النفسي لشخصية "نوح" بشكل سلبي، ما أدى إلى تفاقم أعراض مرض ألزهايمر لديه وجعلة يطلب المساعدة من صديقه "صفي". كيف استخدمت الرموز البصرية لتعزيز المشاهد الحساسة؟ استخدمت الإضاءة الخافتة لخلق شعور بالوحدة والعزل، والألوان الداكنة لخلق شعور بالكآبة والاكتئاب، والمرآة لتمثيل مواضيع مثل الذاكرة. ما هو دور الموسيقى في تبليغ رسالة الفيلم الأساسية؟ ساعدت الموسيقى على خلق جو عاطفي في الفيلم، مثل الشعور بالحزن والوحدة والأمل وتأجيج مشاعر المتلقي، ما أدى إلى شعورهم بالتفاعل بشكل أكبر مع الأحداث، إذ ساهمت الموسيقى التصويرية للمؤلف محمد قابيل في السرد دون الحاجة إلى الحوار، فكان تأثيرها معقولا على المتفرج. كيف يمكن أن تؤثر أحداث الفيلم على الجمهور وتنبههم بقضايا مثل التعامل مع مرضى الزهايمر؟ يساعدهم على الشعور بالتعاطف مع الشخصية الرئيسية وفهم صراعاتها، كما يشجع الفيلم على التسامح من خلال علاقة "نوج" بالفتاة وكيف يمكن للتواصل مع الآخرين أن يؤدي إلى نمو شخصي وتغييرات إيجابية في حياة الأفراد، إذ أثارت الأحداث نقاشًا وحوارًا حول قضايا الوحدة والتسامح والتغيير بعد مشاهدته، وشجع الجمهور على مشاركة أفكارهم ومشاعرهم حول هذه القضية، ما يؤدي إلى فهم أفضل لأنفسهم وللعالم من حولهم.
مشاركة :