الرباط - هاجم الكاتب والأديب الفرنسي من أصل مغربي الطاهر بن جلون حركة حماس واتهمها بالغباء بسبب مهاجمتها لإسرائيل من دون تفكير، معتبرا أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ضحت بالفلسطينيين بتنفيذها لعملية طوفان الأقصى التي أدت إلى اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وأثار بن جلون الجدل بتصريحه، خلال تقديمه لأحدث مؤلفاته الجمعة ضمن فعاليات الدورة الـ29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي احضنتها الرباط، بأن "جرائم إسرائيل أمر واقع"، مستدركا أنها "نتيجة حركة حماس" وفق موقع "هيسبريس" المغربي. وتساءل باستغرب "هل نحن قادرون على التضحية بـ40 ألف إنسان؟" مضيفا أن "الحركة ضحت بالمدنيين الذين فقدوا عائلات بأكملها". وعلّق أوس الرمال رئيس حركة "التوحيد والإصلاح" على تصريحات بن جلون بقوله إن "الغبي هو الذي يظن أن القضية الفلسطينية بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول"، مردفا أن "الغبي هو الذي عوض أن يتجرأ على الجلاد ويعمل على إيقافه عند حده يلوم المجلود لأنه حاول أن يفلت من قبضة جلاده". وتابع في تصريح لـ"هيسبريس" أن "الغبي أيضا هو الذي حينما يرى القنوات التي منعت وقاطعت كل المفكرين النزهاء الشرفاء الحقيقيين حين يراها تسلط عليه أضواءها وكاميراتها يُصدق الكذبة ويحسب أنه على شيء". بدوره قال عبدالقادر العلمي منسق مجموعة العمل من أجل فلسطين إن "هذا الكلام شبيه بذلك الذي تروج له بعض الجهات والمنابر التي تتبنى مواقف معروفة من المقاومة الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "هذا الخطاب هو نفسه الذي تتبناه السلطة الفلسطينية". وشدد على أن "حماس حركة تقاوم بلدا احتل أرض شعبها على غرار مقاومة جميع الشعوب التي سبق أن تعرضت للاستعمار والاحتلال وواجهته بجميع الوسائل بما في ذلك السلاح". وكان بن جلون قد أثار جدلا واسعا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أن انتقد في مقال بجريدة "لوبوان" الفرنسية الهجوم الذي نفذته "حماس" على المستوطنات الإسرائيلية، معتبرا أنه "تاريخ وفاة القضية الفلسطينية". وقال الكاتب المغربي حينها إن "ما فعلته حماس في هجومها ضد إسرائيل لم تكن لتفعله الحيوانات"،  واصفا مقاتليها بأنهم "بلا ضمير وبلا أخلاق وبلا إنسانية". وأكد بن جلون في حوار أجراه مع وكالة الأناضول في مارس/آذار الماضي أن "خطة نتنياهو وجيشه هي تدمير كل الفلسطينيين وقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين حتى لا يبقون على وجه الأرض"، معتبرا أن "الإسرائيليين غير مهتمين بالسلام".