رصدت ندوة "الألغام تحصد أرواح الأبرياء في اليمن" مزيدًا من الفظائع والممارسات الوحشية التي تمارسها المليشيات الانقلابية في زرع الألغام؛ لإيقاعأكبر عدد من الضحايا بين المدنيين والعسكريين، ومن ضمنها تفخيخ جثث المدنيين. وأكدت الندوة التي نظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان زرع المليشيات آلاف الألغام المضادة للأفراد أو المخصصة للآليات في المحافظات اليمنية، كعدن وأبين ولحج والضالع والمناطق الريفية والسكنية والمنازل.. وأن المليشيا الحوثية تركت مخزونًا هائلاً من الألغام والعبوات الناسفة في المناطق التي انسحبت منها. وحذرت الندوة التي انعقدت مساء أمس الأربعاء بقاعة المكارم بفندق الماريوت بالرياض من خطورة عدم وجود خرائط للكشف عن أماكن الألغام، وطالبت بالضغط علي هذه المليشيات لتقديم خرائط لحقول الألغام؛ ليتسنى نزعها. وأكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الحوثيين يقتلون المدنيين، ويتسببون في تشويههم بالألغام الأرضية، وطالبت بعدم استخدامها تحت أي ظرف كان. ونوهت الندوة بجهود الجيش اليمني بالتعاون مع قوات التحالف العربي في نزع 5 آلاف لغم من 5 محافظات يمنية. وطالبت الندوة المليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح بالتوقف الفوري عن زرع الألغام أو تصنيعها مجددًا، والكشف عن خرائط زراعة الألغام، وتزويد فرق نزع الألغام بهذه الخرائط، وتوجيه الجيش الوطني الموالي للرئيس هادي بتدمير جميع الألغام التي يتم نزعها، وتفعيل المركز الوطني لنزع الألغام، وتبني حملة وطنية للتوعية بمخاطر الألغام، وإدانة دولية وتجريم للمليشيات الحوثية. وتناولت الندوة التي أدارها رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية، الدكتور هادي اليامي، مخاطر الألغام والمخلفات المنفجرة، التي تشكّل تهديدًا خطيرًا على سلامة السكان المدنيين المحليين وأرواحهم، وتقف عائقًا أمام جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين الوطني والمحلي. وتحدث الخبير الدولي بإزالة الألغام ومخلفات الحرب الخطرة، السيد كرستوفر جون كلارك، حول التزامات اليمن في ضوء الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد والتقارير الدولية التي تؤكد انتهاكات الحوثي وصالح لاتفاقية أوتاوا. وقدم قائد سلاح المهندسين بوزارة الدفاع السعودية، اللواء الركن سنيد المزيني، نموذجًا عما قام به الحوثيون من زرع للألغام على الحدود السعودية – اليمنية، والتزام السعودية بقواعد الاشتباك والاستهداف، وخرق الحوثي لها. وأشار إلى أنه تم تطهير الشريط الحدودي مع دولة العراق بعد حرب تحرير الكويت عام 1990؛ إذ تمت إزالة أكثر من 45 ألف لغم وقذيفة، كما طُهّرت وأُزيلت مخلفات الحرب للقرى الحدودية المحاذية لليمن بعد انتهاء العمليات القتالية مع الحوثيين عام 2009، مشيرًا إلى أن المليشيات الحوثية زرعت - ولا تزال - آلاف الألغام المضادة للأفراد والعربات، واستخدمت الألغام بتفخيخ المناطق السكنية، وأنها تزرعها عشوائيًّا؛ ما يزيد صعوبة تطهير تلك المناطق بعد انتهاء الحرب. وتناول رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني نجيب السعدي التاريخ الطويل لزراعة الألغام في اليمن، وأنواعها المستخدمة، وصناعة الحوثي وصالح لألغام محلية. واستعرض عددًا من الحالات المتضررة من زراعة الألغام. كما تناول الخضر الطلي، نائب رئيس شعبة الهندسة والألغام في المنطقة العسكرية الجنوبية (فرع عدن)، قضية زراعة مليشيات الحوثي وصالح ألغام الموت قبل الانسحاب، متخذًا من محافظة عدن نموذجًا، واستعرض عددًا من الأمثلة والقصص عن الحوادث التي راح ضحيتها مدنيون نتيجة زراعة المئات من الألغام المضادة للدبابات والدروع والأفراد. وتم عرض فيلم وثائقي، وعرض لأحدى ضحايا الألغام من فئة المعاقين كنموذج للمعاناة الإنسانية اليومية للمدنيين في اليمن،إضافة إلى استعراض تقرير لجنة الإغاثة والمتابعة لضحايا الحرب في اليمن، والجهود المبذولة حاليًا لنزع الألغام في محافظة عدن. وقد رافق الندوة معرضٌ للصور، يوضح انتهاكات الحوثي وصالح بشكل عام، وخصوصًا استخدامهما الألغام، والآثار المترتبة عليها.
مشاركة :