الجمال...السحر... العراقة...كلمات تقفز إلى ذهنك وأنت تتجول في طرقات فيينا، محاط بجمال شوارعها وفرادة بيوتها التاريخية.. تداعب وجهك رياح باردة تودع شتاء المدينة مستقبلة فصل الربيع بلون أخضر بدأ يطغى على المشهد ممهداً لصيف المدينة الساحر. ويصاحبك في جولاتك في المدينة صوت أسمهان يصدح في مخيلتك بأغنيتها الأشهر ليالي الأنس في فيينا، ويعلو الصوت أكثر فأكثر، كلمات اقتربت من ريف المدينة وضواحيها. في فيينا تقترن المعاصرة وتتضافر بصورة واضحة مع التراث العريق في بساطة مبهرة، فوسط طرقات حافظت على أصالتها على مدى عقود وقرون وبيوت تحمل عبق تاريخ بعمر لا يقل في الأغلب عن 200 أو 300 عام، ترى لافتات علامات تجارية بين الأبرز عالمياً وتقنيات متطورة تعكس متطلبات العصر الحديث. وتتميز المدينة بانتشار المقاهي في شوارعها المزدحمة بروادها من سكان المدينة وزوارها على مدار اليوم. هوفبورغ شاهد على التاريخ تحفل المدينة بالأماكن الجديرة بالزيارة منها قصر هوفبورغ الذي كان شاهداً على أبرز التحولات في تاريخ فيينا وعلى شرفته ألقى هتلر خطابه الشهير لدى دخوله النمسا خلال الحرب العالمية الثانية. وكذلك قصر شونبرون الذي تروي أروقته قصصاً مثيرة عن العصر الإمبراطوري وعن تاريخ الشخصيتين الأشهر في فيينا الإمبراطور فرانز جوزيف وزوجته التي تروى الحكايات عن جمالها وشخصيتها المتحررة التي تجاوزت عصرها بعقود الإمبراطورة سيسي والتي تنتشر صورها في العديد من المزارات والمطاعم في المدينة، كما تعد الوجه الأبرز على الهدايا التذكارية لزوار المدينة. سيسي وقصر شونبرون تعتبر زيارة المقر الصيفي السابق للإمبراطورة سيسي Sisi الذي يقع في مجمع قصر الباروك المذهل أمراً لا غنى عنه على مدار العام، فهو من أبرز المعالم السياحية في النمسا وأكثرها جذباً للزوار. وقد تم إدراج هذا المقر الذي يقع في هابسبورغ ضمن قائمة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي. أما قصر شونبرون Schnbrun ، فهو يضم 1441 غرفة كانت سكناً للعائلة الإمبراطورية وما زالت تحتفظ بفخامتها الأصلية، وقد أصبحت زيارتها متاحة الآن لعموم الناس. أما من يهوون خوض غمار تجربة رومانسية استثنائية، فبإمكانهم حجز جناح خاص في هذا القصر الإمبراطوري الرائع. وقد تم افتتاح هذا الجناح الذي تبلغ مساحته 167 متراً مربعاً في 2014، وهو يطل على الحديقة الإمبراطورية الفسيحة. وفي عام 2016، يسعى القائمون على قصر شونبرون إلى إقامة معرض لإحياء الذكرى السنوية لوفاة الإمبراطور جوزيف فرانز الذي حكم هابسبورغ الملكية لمدة 68 عاماً. فيينا... تاريخ حافل فيينا هي العاصمة الاتحادية للنمسا وأصغر مقاطعاتها التسع. وتقع المدينة في قلب أوروبا، وتمتد على ضفاف نهر الدانوب حتى السفوح الشمالية الشرقية لجبال الألب. ويقع مركز المدينة (كاتدرائية القديس ستيفان) على ارتفاع 171 متراً فوق سطح البحر. وتتمتع فيينا بطقس معتدل. لطالما كانت العاصمة النمساوية مركز تفاعل بين مختلف الثقافات، فقد كانت نقطة التقاء لطرق النقل القديمة؛ طريق العنبر وتقاطع الدانوب. تعود اللُّقى الأثرية في فيينا إلى العصر الحجري، كما يعود تاريخها بوصفها مستوطنة إلى العهد الروماني عندما أقام الرومان فيها معسكراً حربياً ومستوطنات مدنية أطلقوا عليها اسم فيندوبونا، وهو المكان الذي يطلق عليه حالياً المركز التاريخي للمدينة. في عام 1156 أصبحت فيينا موطناً للحكم الدوقي لعائلة بابنبيرغ، كما أضحت العاصمة الإمبراطورية تحت حكم عائلة هابسبورغ التي قطنتها لمدة تزيد على 600 سنة. وقد صنفت منظمة اليونيسكو العالمية مدينة فيينا القديمة التي تعتبر عاصمة الثقافة والموسيقى بوصفها أحد مواقع التراث الثقافي العالمي. تقسم العاصمة النمساوية إلى 23 منطقة تمتد على مساحة 415 كيلومتراً مربعاً، ويقطنها أكثر من 1.8 مليون نسمة (سابع أكبر مدينة في الاتحاد الأوروبي، بكثافة سكانية تصل إلى 4300 نسمة لكل كم مربع). يقطن في منطقة فيينا الكبرى نحو 2.6 مليون نسمة، أي ما يقارب ربع عدد السكان الإجمالي للنمسا. وقد انضمت النمسا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 1995، وهي من الدول الموقعة على اتفاقية شنغن. العملة الوطنية هي اليورو، واللغة الرسمية هي الألمانية. أفضل مدينة للعيش في عام 2016، وللمرة السابعة على التوالي، اختيرت فيينا كأفضل مدينة يمكن العيش فيها في العالم من قبل مجموعة ميرسر للاستشارات التي تُجري مسحاً كل عام حول جودة الحياة في 230 مدينة رئيسية حول العالم. وتتضمن معايير المسح النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والطقس والخدمات الصحية والتعليم والبنى التحتية، بما يشمل المواصلات ومرافق الطاقة والمياه، والمنشآت الترفيهية كالمطاعم والمسارح ودور السينما والمنشآت الرياضية، وتوافر السلع الاستهلاكية ابتداء من الأغذية وانتهاء بالسيارات. كما تدخل العوامل البيئية أيضاً ضمن معايير المسح؛ كالمساحات الخضراء ونقاء الهواء. تغطي الجنائن والحدائق العامة والغابات والأراضي الزراعية ما يقارب نصف المساحة الإجمالية للمدينة. وتصل نسبة استخدام وسائل المواصلات العامة للتنقل ضمن المدينة إلى 39 في المئة، وهو رقم قياسي في أوروبا. زيارة إلى براترأقدم حديقة ترفيهية في العالم حديقة للمتعة والترفيه بالنسبة إلى الكثيرين، ومكان للأحلام والحنين إلى الماضي بالنسبة إلى البعض، أما الأغلبية العظمى؛ فيعتبرونها بقعة مثالية تمنحهم فرصة الاستمتاع بواحة خضراء عملاقة تتجاوز مساحتها ضعفي مساحة الحديقة المركزية في نيويورك، فضلاً عن كونها تضم عجلة فيريس العملاقة التي تعتبر من أشهر رموز فيينا. إنها حديقة بارتر التي لا تمنح زائريها الترفيه والمتعة وحسب، بل توفر لهم الاسترخاء والطمأنينة أيضاً! تتألف هذه الحديقة المميزة من قسمين، حيث يضم أحدهما معالم جذب تشمل الأرجوحة الدوارة التي تحمل عبق الماضي، والأفعوانية العصرية، وعجلة فيريس العملاقة. وتم بناء هذه العجلة العملاقة التي يبلغ ارتفاعها نحو 65 متراً ما بين عامي 1896 و1897. وتُعتبر حديقة براتر الترفيهية الأقدم في العالم، حيث ستحتفل هذا العام بالذكرى 250 لإنشائها. أما القسم الآخر منها، فيُعرف باسم براتر الخضراء، إذ يتسنى للزائرين الاسترخاء على المروج الخضراء البديعة وتحت الأشجار الوارفة الظلال. مدة الإقامة والتفضيلات الموسمية تضاعفت أعداد ليالي المبيت التي قضاها الزوار القادمون من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي في فيينا من عام 2011 إلى عام 2015. ويبلغ المعدل المتوسط لمدة إقامة الزوار العرب 2.3 يوم. وهو ما يعتبر إقامة طويلة إلى حد ما مقارنة بالمعدل المتوسط العالمي البالغ 2.17 يوم. بل حتى أن الضيوف القادمين من السعودية مكثوا 2.53 يوم في المتوسط خلال 2015. وفي ترتيب الأفضلية الموسمية يعد أغسطس/آب أعلى الشهور تردداً من قبل السياح القادمين من الشرق الأوسط. %45.2 نمو سياح الإماراتإلى 40 ألفاً في 2015 تبين الإحصاءات السياحية للعام الماضي (يناير/كانون الثاني حتى ديسمبر/كانون الأول 2015) بوضوح، النمو القوي للزوار القادمين من منطقة الشرق الأوسط. ففي عام 2015 سجلت المنطقة 184384 زائراً (زيادة بنسبة 47.1%) و411181 ليلة مبيت (زيادة بنسبة 39.6%). وبالمقارنة مع البيانات على المستوى العالمي، التي شهدت تسجيل 6.5 مليون زائر (زيادة بنسبة 6.1%) و14.3 مليون ليلة مبيت (زيادة بنسبة 5.9%)، فإن معدل النمو الملحوظ لأعداد الزوار القادمين من البلدان العربية الواقعة في آسيا يعزز الأهمية الكبيرة لمنطقة الشرق الأوسط بالنسبة لفيينا. وتعتبر دولة الإمارات أسرع البلدان نمواً ضمن هذه المنطقة بزيادة قدرها 45.2% بأعداد ليالي المبيت في عام 2015. وفي العام المنصرم استقبلت فيينا أكثر من 40 ألف سائح إماراتي، قدم معظمهم خلال فصل الصيف. أما هذا العام، فإن السفر إلى فيينا أصبح أكثر سهولة بالنسبة لهم، بعد إصدار البرلمان الأوروبي قراراً يمنح الإماراتيين حق السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي من دون الحاجة إلى الحصول على تأشيرة دخول مسبقة (باستثناء حالات السفر بقصد مزاولة أنشطة تجارية).
مشاركة :