«أطباء الشنطة».. جراحات بسيطة بمضاعفات خطيرة

  • 4/16/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ليس خطأً أن نسعى لأن نبدو أجمل شكلاً وأصغر عمراً، وأن نكافح التجاعيد ونحافظ على نضارتنا وشبابنا، ولكن الخطأ هو التقليد الأعمى لتبديل الشكل كما تمليه الإعلانات، وتحديد مقاييس الجمال وعولمة مواصفات موحدة للجمال، فما هو مرغوب الآن قد لا يكون كذلك بعد بضع سنوات، وإجراء عمليات التجميل دون سبب وجيه يمثل امتهاناً واختزالاً للكيان الشخصي والإنساني. يأتي ذلك في خضم انتشار ظاهرة أطباء الشنطة الذين يزورون المنازل ويجرون عمليات التبيض والبوتكس والفيلر وشد الجفون وتكبير الشفاه وسواها من المسميات التجميلية. التوعية الدكتور إبراهيم كلداري استشاري وأستاذ الأمراض الجلدية في جامعة الإمارات، أكد أن الطب بريء من هؤلاء الأطباء، لافتاً الى أن جميع العمليات التي يجرونها بسيطة في مضمونها خطيرة في مضاعفاتها، مؤكداً أنه يشاهد في مركزه الخاص حالات لسيدات تعرضن لمضاعفات وآثار جانبية من ورائها وما زلن يتلقين العلاج لغاية الآن. وقال كلداري: إن أبطال هذه العمليات هن بالغالب من السيدات الآسيويات اللاتي يقمن بإجراء عمليات التجميل داخل المنازل أو في بعض المراكز الصحية ويختفين بعدها بأيام، غير آبهات بالمضاعفات التي قد تحدث لناشدة الجمال. وشدد كلدراي على أن التوعية من مخاطر هذه العادات الدخيلة التي تهدف إلى جمع المال مسؤولية مشتركة تقع على الجهات الصحية ووسائل الإعلام، لافتاً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تُجدّف عكس التيار وتبث رسائل مضللة لأشخاص غير معروفين يدعون القدرة على معالجة الأمراض المزمنة والمستعصية على حد سواء. اشتراطات صحية وافاد كلداري بأن لديه حالتين لسيدتين تعرضتا لمضاعفات جانبية بعد إجراء عمليات تجميل داخل المنزل من قبل أشخاص يدعون أنهم أطباء. وأوضح أن ضحايا هذه السوق يصعب تقدير أعدادهم، ولكن ثمة عشرات أصيبوا بمضاعفات مرضية خطرة، لأن من يقومون بهذه العمليات أشخاص عاديون غير مؤهلين، ولا يحملون شهادات معترفاً بها، ويمارسون الطب خفية بعيداً عن أنظار الرقابة الصحية. إحصاءات وأظهرت دراسات متخصصة شملت نساء من الشرق الأوسط وفقاً للدكتور ابراهيم كلداري أن 9 من بين كل 10 نساء غير سعيدات بمظهرهن الخارجي أو بشكل أجسادهن، وأن 2% فقط من النساء الشرقيات يشعرن بالسعادة والراحة لوصف أنفسهن بالجميلات، في حين أكدت دراسة ميدانية أميركية أن 7 ملايين أميركي أنفقوا أكثر من 77 مليار دولار على عمليات التجميل السنة الماضية. وكشفت الدراسات أيضاً أن الرجال ينفقون 906 مليارات دولار سنوياً على عمليات التجميل كشد الوجه وخصلات الشعر المستعار، كما ازداد معدل إجراء الجراحات التجميلية في السنوات الأخيرة بنسبة ثلاثة أضعاف مقارنة بالفترة السابقة، حيث أجريت للرجال 200 ألف عملية زراعة شعر و38 ألف عملية تجميل شفتين و23 ألف عملية تجميل أنف و18 ألف عملية شد جفن، كما يُنفق أكثر من 67 مليون دولار سنوياً على مستحضرات تقوية الشعر و400 مليون دولار على الشعر المستعار. وحول الإحصائيات المتعلقة بهذا النوع من العمليات في الدولة أو منطقة الشرق الأوسط، قال الدكتور كلداري: لا توجد أرقام أو إحصائيات تتعلق بعمليات التجميل في المنطقة لأسباب عدة، منها عدم وجود سجلات إحصائية في الدول العربية من قبل الجهات الصحية، فضلاً عن السرية التامة التي يتم فيها مثل هذا النوع من العمليات خصوصاً من قبل الأشخاص أنفسهم. اشتراطات أهاب الدكتور إبراهيم كلداري بالمواطنين والمقيمين بعدم الإقدام على مثل هذا النوع من العمليات مهما كانت بسيطة، مشيراً إلى أن إجراءها يتطلب اشتراطات صحية ولا تجرى إلا في المراكز الصحية والمستشفيات، مؤكداً أن إقبال البعض على إجراء مثل هذا النوع من العمليات داخل المنازل يأتي في نطاق الخصوصية والسرية.

مشاركة :