لفت نظري وجود مشجع هلالي في إحدى مساحات موقع X، حيث كان يتحدث عن مباراة الهلال والجبلين التي أقيمت في مسابقة كأس الملك قبل عدة أشهر، وابتدأ قائلاً: «أريد الحديث عن مباراة الأمس» (مباراة الهلال والجبلين التي انتصر فيها الهلال)، فقاطعه المضيف وقال: المباراة اليوم وليست أمس، فرد المشجع الهلالي بسرعة وقال: «الهلال اليوم وأمس وبكرة»، أي أن فريق الهلال متواجد في كل المحافل وانتصاراته ليست بالغريبة. تذكرت هذه القصة وأنا أتابع مقطع فيديو لـ«طفل هلالي»، تحدث معه المذيع بين شوطي مباراة الأهلي والهلال التي أقيمت في جدة لصالح الدوري، وقتها كان الهلال متأخراً بهدف، إلا أن الطفل الهلالي، كانت عنده ثقة كبيرة في عودة فريقه وانتصاره، مشيراً إلى أنه سيرمي فانيلته الهلالية إذا لم ينتصر! وفعلاً عاد الهلال في تلك المباراة، وانتصر بثنائية، ليتبادر إلى ذهني هذا السؤال: كيف وصلت ثقة المشجع الهلالي «الصغير قبل الكبير» في فريقه إلى هذه الدرجة؟ سؤال عريض، لا شك أن إجابته تحتاج إلى مجلدات، إلا أن مثل هذه القصص، بما فيها من عمق، توحي للمتابع بمدى الثقة التي يتمتع به المشجع الهلالي، ومدى اعتزازه بتاريخ ناديه الماضي، واطمئنانه على حاضره، وثقته في مستقبله، وهذا الوعي الكبير الناتج عن ثقة كبيرة في مسؤولي نادي الهلال، لم يكن لينتشر بين أوساط الهلاليين، ويتواجد في العقل الباطن للمشجع الهلالي دون سواه من المشجعين، لولا معرفتهم بحجم العمل في نادي الهلال، وأن هذا النادي يعمل بشكل مؤسساتي، ولا بد من تواجده في منصات الذهب بشكل دائم. مثل هذه الجماهير، بثقتها المطلقة، ونقدها للتقويم والتصحيح، متى شاهدت أو شعرت أن فريقها ينتهج الطريق الخطأ، هي من أهم أسباب استمرار الهلال بطلاً منذ خمسة عقود، والهلال محظوظ بمثل هذه الجماهير التي تحرص دائماً وأبداً على رؤية هلالها في أفضل حالاته، ولا تقبل أن يتراجع للوراء خطوة، بل هي في سعي دائم ليكون الهلال الأول على كافة المستويات والصعد. الهلال والنصر في مباراة «هامشية» يلتقي غداً فريق الهلال بشقيقه النصر ضمن الجولة الـ32 من دوري روشن، بعد أن حسم الزعيم العالمي لقب الدوري لصالحه في الجولة الماضية بأرقام قياسية وخيالية، لن تتكرر على المدى القريب، وفي الوقت نفسه حسم النصر «الوصافة»، بعد أن ابتعد عن صاحب المركز الثالث بـ19 نقطة، ولهذا تعتبر مباراة الغد «هامشية» لا تقدم ولا تؤخر في نتائج وترتيب هذا الدوري العالمي، إلا أن الهلال سيحاول الاستمرار في سلسلة انتصاراته على مستوى الدوري، خاصة أنه لم يخسر حتى الآن، ويريد جيسوس ولاعبوه تسجيل رقم جديد، وتحقيق اللقب دون خسارة، بينما يسعى النصر للفوز على الهلال لأول مرة في هذا الموسم، حيث سبق وأن خسر من أمامه في الدور الأول من الدوري، واستطاع الهلال تكرار الانتصار على في بطولة السوبر، وثالث انتصارات الهلال على النصر، كانت في كأس موسم الرياض، وجميع تلك البطولات حققها الهلال على حساب النصر، ولذلك يتمنى أنصار ومحبو أصفر الرياض أن يفوز فريقهم للمرة الأولى، ويتجاوزون «عقدة الهلال»، وتبقى هذه المباراة، «بروفة» للمباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين التي ستجمع الهلال والنصر بعد أيام قلائل، ولعل هذه المباراة هي الأكثر أهمية للطرفين، خاصة النصر، الذي يتمنى أن ينهي موسمه بتحقيق لقب، وحتى يستطيع نجمه كريستيانو رونالدو تحقيق أول ألقابه الرسمية مع فريق النصر، بعد أن أمضى موسماً ونصف الموسم، دون أن يحقق أي لقب. تحت السطر: - تطور فريق الشباب عن بداية الموسم وأصبح يقدم كرة قدم جيدة، وهذا يحسب للقائمين عليه، ولكن لا شك أنه يحتاج للدعم في الموسم القادم، حتى يستطيع منافسة أندية المقدمة. - فريق الهلال لا يحتاج لممر شرفي بعد أن اصطف له كبير العالم فريق ريال مدريد في نهائي كأس العالم للأندية. - ما قدمه الأستاذ فهد بن نافل خلال فترة رئاسته لنادي الهلال (خمس سنوات)، يعجز عن تحقيقه رؤساء أندية أخرى، ولكن هذا هو الهلال، يتنافس رؤساؤه في الأفضلية فيما بينهم، ويبقى الهلال فوق الجميع. - خبر تجديد مدرب فريق الهلال جيسوس، لا شك أنه أسعد وأفرح الهلاليين، فالاستقرار الفني مطلب، فما بالكم وهذا الاستقرار على مدرب بحجم وقيمة جيسوس الذي في موسم واحد استطاع أن يكسر كل أرقام الدوري السعودي.
مشاركة :