الشاهين الاخباري أكد الرئيس الصيني لضيفه أن العلاقة بين بكين وموسكو “مواتية للسلام”. وقال شي، وفق وزارة الخارجية الصينية، إن “العلاقات بين الصين وروسيا لا تصب في مصلحة البلدين الكبرى فحسب، بل هي مواتية للسلام أيضا”، مؤكدا استعداده لتعزيزها. وأضاف “الصين مستعدة للعمل مع روسيا… لدعم الانصاف والعدالة في العالم”، مشددا على أن “العلاقة الصينية الروسية بنيت بجهود مضنية، وينبغي على الطرفين الاعتزاز بها ورعايتها”. بدوره، أكد الرئيس الروسي أن هذه العلاقة هي عامل “استقرار” في العالم. وقال بوتين بحسب ما أوردت وسائل إعلام روسية إن “العلاقات بين روسيا والصين ليست انتهازية وليست موجهة ضد أي أحد. يشكل تعاوننا عامل استقرار على الساحة الدولية”، مضيفا “معا، ندعم مبادئ العدالة ونظاماً ديموقراطياً عالمياً يعكس الوقائع المتعددة القطب، ويكون مبنياً على القانون الدولي”. ووقّع الرئيسان بياناً مشتركاً لتعميق “الشراكة الاستراتيجية الشاملة”، وفق وكالة الأنباء الصينية الرسمية “شينخوا”. “صداقة شخصية صادقة” ووصل بوتين فجر الخميس الى العاصمة الصينية في زيارة تستمر يومين، وهي محطته الخارجية الأولى منذ إعادة انتخابه رئيسا لروسيا في آذار/مارس لولاية جديدة من ستة أعوام. وهي المرة الثانية يزور فيها بوتين الصين خلال أشهر معدودة، بعدما حضر في تشرين الأول/أكتوبر 2023 منتدى مبادرة الحزام والطريق الصينية في بكين. ++ كما تأتي الزيارة في عام يحيي البلدان الذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وتمثّل الصين شريان حياة أساسياً لروسيا في المجال الاقتصادي، في ظل العقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ غزوها لأوكرانيا مطلع العام 2022. ودافع الرئيس الصيني العائد حديثاً من جولة أوروبية شملت فرنسا وصربيا والمجر، عن حق بكين بإقامة علاقات اقتصادية طبيعية مع موسكو التي تشكّل مورداً أساسياً لها في مجال الطاقة. وقبيل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وقعت بكين وموسكو شراكة ثنائية وصفت بأنها “بلا حدود”. وقال المحلل الروسي المستقل كونستانتين كالاشيف لوكالة فرانس برس “هذه هي الزيارة الأولى لبوتين بعد تنصيبه، وهو مصمّم على أن يظهر أن العلاقات الروسية الصينية ارتقت بشكل إضافي”، لافتا الى “الصداقة الشخصية الصادقة بوضوح بين الزعيمين”. ورأى الرئيس الروسي أنّ أيّ تحالف سياسي وعسكري “مغلق” في منطقة آسيا والمحيط الهادئ “مضر”، في وقت تتعاون الولايات المتحدة مع أستراليا والمملكة المتحدة لمواجهة النفوذ الصيني في تلك المنطقة. وأعرب بوتين عن “امتنانه” للصين على “مبادراتها” للسلام في أوكرانيا. وقال للصحافيين إلى جانب نظيره الصيني “نحن ممتنون لأصدقائنا ونظرائنا الصينيين للمبادرات التي يعرضونها لحل هذه المشكلة”. ومنذ بدء الغزو الروسي، أكدت الصين رسميا وقوفها على الحياد، لكنها لم تدن هجوم موسكو، وهو ما جعلها عرضة لانتقادات من الغرب الحليف لأوكرانيا. وتدعو بكين إلى احترام سلامة أراضي كل الدول بما يشمل أوكرانيا ضمنا، مع تأكيدها في الوقت عينه ضرورة أخذ مخاوف روسيا بالحسبان. وفي بيان مشترك الخميس، شددت بكين وموسكو على ضرورة تجنّب أي “تصعيد” جديد في أوكرانيا، وانتقدتا الخطوات التي من شأنها “إطالة أمد” النزاع. وأكد البلدان “ضرورة” تجنّب أي خطوة “تساهم في إطالة أمد الأعمال القتالية وتصعيد جديد في النزاع”، في إشارة ضمنية الى الأطراف الغربية التي يكّرر الكرملين تحميلها مسؤولية إطالة أمد الحرب جراء المساعدات العسكرية التي توفرها لكييف في مواجهة الغزو. وكان شي جينبينغ أكد في وقت سابق الخميس توافق الصين وروسيا على ضرورة التوصّل إلى “حل سياسي” للنزاع. وقال الى جانب بوتين “يتفق الجانبان على أنّ الحل السياسي للأزمة في أوكرانيا هو السبيل للمضي قدماً”. وفي حين شدد على أن “موقف الصين من هذه المسألة كان واضحاً على الدوام”، أضاف “تأمل الصين في أن يتم إحلال السلام والاستقرار سريعاً في القارة الأوروبية، وستواصل أداء دور بنّاء لهذه الغاية”. ويثير التقارب بين الصين وروسيا منذ بدء حرب أوكرانيا، خشية كبيرة في دول الغرب. وحذّرت واشنطن بكين من مغبة توفير دعم عسكري لموسكو، لكنها تؤكد في الوقت عينه أنها لم ترَ بعد دليلا على حصول ذلك. الا أن الولايات المتحدة تعتبر أن الدعم الاقتصادي الصيني يتيح لروسيا تعزيز انتاجها العسكري خصوصا الصواريخ والمسيّرات والدبابات. عين واشنطن على التجارة الى ذلك، التقى بوتين الخميس رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ الذي أكد رغبة بلاده في “مواصلة تعميق التعاون في مجالات مختلفة”. وزادت المبادلات التجارية بين الصين وروسيا بشكل ملحوظ منذ بدء غزو أوكرانيا، وتخطت 220 مليار يورو في العام 2023، وفق الجمارك الصينية. الا أن الصادرات الصينية الى روسيا تراجعت في آذار/مارس ونيسان/أبريل، بعد تهديد واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية. ويتيح أمر تنفيذي أصدره الرئيس جو بايدن في كانون الأول/ديسمبر فرض عقوبات ثانوية على المصارف الأجنبية المرتبطة بالمجهود الحربي الروسي، ما يسمح لوزارة الخزانة الأميركية باستبعادها من النظام المالي العالمي الذي يهيمن عليه الدولار. ومذاك، أوقف الكثير من المصارف الصينية التعاملات مع عملاء روس أو أبطأتها، وفق ما أفاد ثمانية أشخاص من البلدين. وأقر الكرملين بهذه المشكلة في شباط/فبراير الماضي، وانتقد الناطق باسمه دميتري بيسكوف لاحقا الضغوط الأميركية “غير المسبوقة” على الصين. من جهتها، لم تعترف بكين بوجودها، لكنّ وزارة خارجيتها صرّحت لفرانس برس أنها تعارض “العقوبات الأميركية الأحادية الجانب وغير القانونية”. ويرى محللون أن الصين الباحثة كذلك عن تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، قد تكون متردّدة في زيادة تعاونها مع روسيا في الوقت الراهن. ووقّعت موسكو وبكين سلسلة اتفاقات تجارية خلال زيارة بوتين الذي من المقرر أن ينتقل الى هاربين بشمال شرق البلاد الجمعة لزيارة معرض مخصص للتجارة والاستثمارات. الوسوم الشاهين الاخباري العالم
مشاركة :