إسبانيا تحذر مواطنيها من السفر إلى مخيمات تندوف والتبرع للصحراويين

  • 5/16/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مدريد - حذر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، المواطنين الاسبان الراغبين في التوجه إلى مخيمات تندوف جنوب الجزائر، مؤكدا أن المنطقة "تعتبر منطقة خطيرة ويجب تجنبها". وهذا التحذير هو الثاني من نوعه في أقل من ثلاثة أشهر، إذ سبق أن أوصت إسبانيا في فبراير الماضي رعاياها، بعدم زيارة مخيمات تندوف الصحراوية وطلبت ممن يتواجد من الإسبان بالمخيمات مغادرتها في أقرب وقت، نظرا لوجود تهديدات إرهابية تهدد حياتهم. وقالت إدارة وزير الخارجية الإسبانية، في بيان "يجب على المتعاونين أيضًا أن يأخذوا في الاعتبار توصيات الوكالة الإسبانية الدولية للتعاون والتنمية"، مشددة على أن "يُطلب منهم إبلاغ القنصلية العامة لإسبانيا بوهران ومكتب الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي بالجزائر العاصمة مسبقا بسفرهم إلى مخيمات تندوف". كما حثت وزارة الخارجية الإسبانية المواطنين الإسبان الذين يخططون للذهاب إلى مخيمات تندوف، رغم التحذيرات، على تجنب جلب تبرعات من أي نوع مخصصة للصحراويين، مبرزة أن هذه التبرعات "تتطلب تفويضات إلزامية من السلطات الجزائرية". وتحرص السلطات الجزائرية وجبهة بوليساريو الانفصالية على السيطرة على عملية المساعدة الإنسانية برمتها والتلاعب بها من خلال إعادة بيعها في أسواق معروفة بالجزائر وفي موريتانيا. وفي عام 2020، طلبت الجبهة الانفصالية من الجمعيات الإسبانية استخدام وسائل النقل الخاصة بها لإيصال المساعدات المرسلة إلى سكان مخيمات تندوف، بل هددت بأن أي "عصيان" سيؤدي إلى مصادرة منتجات أو أغذية أو أدوية من قبل السلطات الجزائرية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد لفت الانتباه، في تقرير أصدره في أكتوبر الماضي إلى مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، إلى اختلاس البوليساريو المساعدات الإنسانية والمالية الموجهة إلى المحتجزين في مخيمات تندوف. وأبرز غوتيريش، في التقرير أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان قد تلقت معلومات من منظمات غير حكومية بأن جبهة بوليساريو قامت باختلاس المساعدات الإنسانية والمالية بالمخيمات. ويأتي هذا التأكيد من الأمين العام للأمم المتحدة بعد إعلان المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، الذي أبلغ عن اختلاسات كبيرة للمساعدات الإنسانية، طيلة أكثر من أربعة عقود، من طرف قادة البوليساريو والمسؤولين الجزائريين. ويساعد على هذا الاختلاس عدم تسجيل سكان مخيمات تندوف، بسبب رفض البلد المضيف الجزائر، في انتهاك خطير لالتزاماته الدولية وقرارات مجلس الأمن منذ 2011. وبعد هذه الإشارة، ولأول مرة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إلى المجلس الأمن لاختلاس المساعدات الغذائية من قبل بوليساريو، لم يعد بإمكان الجبهة والجزائر إنكار جريمتهما البشعة في حق ساكنة مخيمات تندوف. وتزايد حجم المخاوف الدولية بشأن ارتباط بوليساريو بالجماعات الإرهابية والأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار، مثل حزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية، عززتها تهديدات مباشرة لمستثمرين إسبان اختاروا بناء فندق فخم بمدينة الداخلة جنوب المملكة في مايو المقبل، والتعاون مع تنظيمات إرهابية لاختطاف متعاونين للإغاثة الدولية، منهم إيطاليون وإسبان، من داخل تندوف، وتقاطع الجبهة الانفصالية في الساحل مع جماعات القاعدة وداعش. وبهذا التحذير تعيد إسبانيا تذكير رعاياها باختطاف عاملين في مجال المساعدات الإنسانية، وهم إسبانيان وإيطالية، في مخيم الرابوني غير بعيد عن مقر إقامة زعيم الانفصاليين، قبل سنوات وتم نقل المختطفين الثلاثة إلى داخل الأراضي المالية، وتحديدا إلى منطقة “الخليل” قرب الحدود مع الجزائر، إلى أن تم تحريرهم بعد تسعة أشهر من تاريخ اختطافهم. ولم تعلق الجزائر على تحذيرات وزارة الخارجية الإسبانية لمواطنيها بعدم السفر إلى المخيمات خصوصا وأنها تعني مجالها الترابي، لكن بوليساريو تعتبر بأنها "مرفوضة، وتأتي في إطار إستراتيجية مواصلة عرقلة حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير".

مشاركة :