المعارضة التركية توصد الباب في وجه مساعي أردوعان لتعديل الدستور

  • 5/17/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة - قال زعيم المعارضة في تركيا، الذي تعزز موقفه بفعل المكاسب الكاسحة التي حققها حزبه في الانتخابات المحلية، إنه "بعيد كل البعد" عن بدء محادثات مع حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة رجب طيب أردوغان حول كتابة دستور جديد لأن رئيس البلاد لم يلتزم بالدستور الحالي، فيما ينسف هذا الموقف آمال الرئيس التركي في الترشح لولاية رابعة في العام 2028.  ودعا أوزغور أوزيل، الذي انتخب رئيسا لحزب الشعب الجمهوري في نوفمبر/تشرين الثاني، الحكومة أيضا إلى رفع الحد الأدنى للأجور مرة أخرى لمواكبة معدل التضخم المرتفع. وقد تهيمن مسألة ما إذا كان يجب إعادة كتابة الدستور التركي وكيفية القيام بذلك على السياسة الداخلية هذا العام بعد أن قال أردوغان وحزب العدالة والتنمية إن هذه المسألة تمثل أولوية. ويقول محللون إن كتابة دستور جديد قد تمدد حكم أردوغان إلى ما بعد عام 2028 موعد انتهاء فترة ولايته الحالية. وقال أوزيل (49 عاما) بمقر حزب الشعب الجمهوري في أنقرة هذا الأسبوع "مناقشة كتابة دستور جديد مضيعة للوقت في ظل انتهاكات كثيرة للدستور يقوم بها الحزب الحاكم". وأضاف "إذا التزم الحزب الحاكم بالدستور الحالي، سنقترب من مناقشة كتابة دستور جديد. نحن بعيدون كل البعد حاليا عن هذه النقطة". وتأتي تصريحات أوزيل بعد فوز حزب الشعب الجمهوري العلماني، الذي ينتمي لتيار الوسط، في الانتخابات المحلية بمعظم المدن الكبرى وتحقيقه مكاسب كبيرة في المناطق الريفية وهي معقل لحزب العدالة والتنمية المحافظ، متقدما في الانتخابات على الحزب الحاكم لأول مرة في أكثر من 20 عاما. وجرت الانتخابات في 31 مارس/آذار وردا على النتيجة تعهد أردوغان بتصحيح الأخطاء ودعا إلى انتهاج سياسة "أكثر مرونة". وأجرى أوزيل محادثات مع أردوغان هذا الشهر، وهي الأولى التي يجريها الرئيس التركي مع زعيم حزب الشعب الجمهوري منذ ما يقرب من ثماني سنوات. وقال أوزيل بعد الانتخابات المحلية إنه يرغب في لقاء أردوغان للمساعدة في إنهاء حالة الاستقطاب السياسي، مصرحا بأنه "إذا كانت تركيا تريد الاستقرار فإنها بحاجة إلى حل قضية المعتقلين السياسيين في قانونها المحلي"، في إشارة إلى حالات مثل حبس رجل الأعمال المعروف بنشاطه في العمل الخيري عثمان كافالا. وفي حكم يقول منتقدون ومدافعون عن حقوق الإنسان إنه يظهر كيف تقوم المحاكم التركية بإسكات المعارضة السياسية، أُدين كافالا وسبعة آخرون بمحاولة الإطاحة بحكومة أردوغان بعد تنظيم احتجاجات جيزي بارك عام 2013. وينفي كافالا تلك الاتهامات. وأنهى انتخاب أوزيل لرئاسة حزب الشعب الجمهوري زعامة كمال كليتشدار أوغلو للحزب التي استمرت 13 عاما، والذي خسر أمام أردوغان في الانتخابات الرئاسية عام 2023 وتجاوز حزب الشعب الجمهوري في انتخابات مارس/آذار مستوى التأييد التاريخي للحزب الذي كان يبلغ 25 بالمئة. وقال أوزيل ردا على سؤال حول جهود الحكومة لمواجهة التضخم إن الوفورات المتوقعة في خطة الحكومة الجديدة لخفض النفقات ستكون "شكلية" و"غير فعالة". وأضاف "تهدف الخطة إلى توفير 100 مليار ليرة (3.1 مليار دولار)، لكن خسائر البنك المركزي العام الماضي وحده تصل إلى 800 مليار ليرة". وقال نائب الرئيس التركي جودت يلماز في مقابلة هذا الأسبوع إن حجم التوفير سيتجاوز 100 مليار ليرة بكثير، فيما بلغ معدل التضخم في تركيا 70 بالمئة الشهر الماضي، وهو الأعلى بين الأسواق الناشئة باستثناء الأرجنتين، ومن المتوقع أن يصل إلى ذروته عند نحو 75 بالمئة في مايو/أيار قبل أن ينخفض إلى نحو 40 بالمئة بحلول نهاية العام. وانتقد أوزيل تعهد الحكومة بالحفاظ على استقرار الحد الأدنى للأجور واعتبره غير كاف في ظل ارتفاع معدلات التضخم، قائلا "يجب رفعه". وردا على سؤال عن قرار تركيا هذا الشهر وقف التجارة مع إسرائيل بسبب قصفها لغزة قال أوزيل إن الحكومة تصرفت ببطء شديد، مضيفا "أؤيد دائما العلاقات الجيدة بين إسرائيل وتركيا، لكن على أصدقاء الدولة العبرية اتخاذ موقف قوي ضد المجازر التي ترتكبها في القطاع الفلسطيني".

مشاركة :