حذر مختصون في مجال التربية والطب من جرّاء تفشي ظاهرة تدخين السجائر الملونة بين طلبة المدارس في الدولة، مؤكدين أن انتشار الأشكال الجديدة لمنتجات التبغ، التي تأتي بشكل صغير وألوان زاهية، يعد بوابة إلى الانحراف المبكر، إذ إن التدخين بات مشكلة حقيقية، ووباء يطال الصغار والكبار. وأوضحوا أن هذا النوع خصيصاً من التبغ يؤدي إلى جذب العديد من الطلاب الذين قاموا بشراء ذلك المنتج ليس حباً في التدخين أو إدماناً لطعمه، وإنما إعجاباً بشكله الجذاب، الذي يستحوذ على اهتمامهم وأنظارهم. أكدت ميثاء محمد مديرة مدرسة، أن التدخين ظاهرة موجودة ومنتشرة بين الطلاب، وشددت على ندرة ممارستها أثناء تواجد الطلاب في الحرم المدرسي، وذلك نظراً لحزم الإدارة في مثل هذه التفاصيل تجاه أي طالب مدخن، وأضافت، أن قانون مكافحة التبغ للحد من انتشار استخدام التبغ الذي أصدرته الدولة بمنع التدخين في الأماكن العامة والمراكز التجارية، أسهم بطريقة كبرى بالحد من التدخين. وقال روحي عبدات الاختصاصي النفسي التربوي، الخوف من أن يؤدي الشكل الجديد لهذا المنتج لمعاناة الأسر والأهالي في إقناعهم لأبنائهم المدخنين بالإقلاع عن تلك السموم، وبين أنه مهما اختلف حجم وشكل العبوة فالخطورة لن تختلف. وأوضح أن الطالب يتفاخر بحمل السيجارة كرمز للرجولة، ولفت الانتباه، وقال إن الأمر ليس مقتصراً على الطلاب الذكور فقط، بل ينسحب أيضاً على الإناث، لكن بنسب متواضعة، حيث تتخذ بعض الطالبات من دورات المياه حيزاً لممارسة هذا السلوك. من جهتها لفتت عزة أبو العلا الاختصاصية النفسية إلى أن الشكل الجذاب لذلك المنتج قد يشكل خطورة كبرى حتى على البنات، وذلك بعد انتشار التدخين بين أوساط النساء، وخصوصاً صغيرات السن، وأشارت إلى أن حجمه الصغير سيسهم في سهولة إخفائه وصعوبة اكتشافه من قبل الآباء والأمهات. وشرحت أن نسبة المدخنين من طلبة المدارس تعد نسبة كبرى لا يستهان بها، ونوهت إلى أن أضرار التدخين تظهر لدى الطلاب في أكثر الأحيان بنقص التركيز وعدم القدرة على الاستيعاب أثناء الدراسة، مما ينعكس سلباً على التحصيل الدراسي، وأرجعت تدخين الطلبة إلى تقليد الأب أو الشقيق الأكبر، وغياب الوعي، وضعف الوازع الديني، ورفاق السوء. خطوات عملية بدورها قالت الدكتورة أمينة هاشم مديرة إدارة التثقيف والتعزيز الصحي في منطقة الشارقة الطبية، إن برنامج مكافحة التدخين يأتي ضمن أولويات وزارة الصحة والمنطقة الطبية على الصعيدين الوقائي والعلاجي، وهناك خطوات عملية في هذا الصدد، وأشارت إلى أهمية تكاتف الجهود لمنع انتشار آفة التدخين بين أفراد المجتمع، خاصة فئة الشباب والطلاب، للوصول إلى بيئة صحية بلا تبغ، خاصة بعد انضمام إمارة الشارقة للمدن الصحية. وأكدت أن توفير السجائر في الأسواق بهذه الأسعار والألوان الجذابة يعد مؤشراً خطيراً لارتفاع نسبة المصابين بأمراض سرطان الرئة، ويقضي على كل الجهود التي نحاول أن نغرسها في نفوس أطفالنا بأضرار التدخين. تضمنت لائحة الانضباط السلوكي بوزارة التربية والتعليم للطلبة في المجتمع المدرسي، وتحديداً في البند الخاص بمخالفات الدرجة الثالثة ما يلي: إتيان ما من شأنه مخالفة الآداب العامة أو النظام العام بالمدرسة.
مشاركة :