أعلنت اللجنة العليا المنظمة لماراثون زايد الخيري في نيويورك، اكتمال كل الترتيبات الخاصة بانطلاق النسخة ال12، التي تقام يوم 14 مايو/أيار المقبل، في ضوء الاتصالات والمراسلات التي تمت في الأيام الماضية مع شركاء التنظيم في الولايات المتحدة (سفارة الإمارات في واشنطن، مؤسسة هيلثي كيدني التي تذهب لها العائدات، شركة رود رنر التي تتولى تنظيم السباق)، ومن جملة المعلومات التي وردت مؤخراً تجاوز عدد المشاركين 10 آلاف مشارك، قبل شهر من موعد السباق، وهذه سابقة تحدث للمرة الأولى،حيث كانت النسبة لا تتجاوز نصف هذا الرقم في مثل هذا الموعد، ما يدل على ارتباط المتسابقين بالحدث والحرص على المشاركة فيه سنوياً، وهذا ما أكدته أيضاً إدارة حديقة "سنترال بارك" التي تقام فيها السباقات دورياً على مدار العام،حيث أعلنت من جانبها أن سباق زايد الخيري يحظى بأكبر نسبة إقبال. وكان الماراثون انطلق للمرة الأولى في 2005 بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث كان الميلاد بنسخة نيويورك التي يذهب ريعها لمؤسسة هيلثي كيدني المعنية بعلاج الحالات المستعصية لمرضى الكلى، بينما انطلقت نسختا القاهرة وأبوظبي معاً قبل عامين، وتم تخصيص ريع الأولى لمرضى السرطان من الأطفال، والثانية لمرضى الكلى. ومع الوصول إلى الدورة ال 12 للسباق في حديقة سنترال بارك تأكدت نجاحات كثيرة على مستوى العائدات الخيرية والتنظيم والترويج والدعاية، عوضاً عن النجاح الفني الذي ارتبط بعدد المشاركين الذي بلغ في الدورة الماضية 30 ألف مشارك، على الرغم من أن السقف الرسمي لسباقات الحديقة 13 ألفاً فقط، كما أن الرقم القياسي لمسافة السباق (10 آلاف كم) ارتبط بسباق زايد، وصاحبه الكيني باتريك كومون وقدره 27.35 دقيقة وسجله في نسخة 2011. وبمناسبة اكتمال الاستعدادت وتجاوز أعداد المشاركين 10 آلاف مشارك قبل شهر من موعد السباق، أعرب الفريق الركن محمد هلال الكعبي، رئيس اللجنة العليا المنظمة عن سعادته بما تحقق عبر الدورات الماضية، واستهل كلامه برفع آيات الشكر والامتنان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، راعي السباق، وصاحب فكرته، وقال لولا دعم وتوجيهات سموه ما تحقق كل هذا النجاح، وأكد أن الهاجس الدائم للجنة المنظمة من عام إلى عام هو الإضافة إلى النجاح الذي تحقق من خلال زوايا وأبعاد جديدة، بواسطة الفعاليات المصاحبة وخيام الضيافة التي يتم فيها الترويج للدولة، وقد تعاقدت اللجنة المنظمة هذا العام مع شركة جديدة متخصصة في عمل المعارض الترويجية، وبناء عليه ستكون خيام الضيافة والفعاليات المصاحبة في ميدان الحديقة بشكل أفضل مما كانت عليه في السابق. وأضاف الكعبي، إنه لا تعنيه كثيراً زيادة أعداد المشاركين بقدر ما تعنيه العائدات والمساهمات الخيرية، لأنها هي المؤشر الحقيقي للنجاح من عام إلى آخر، لأن للحديقة في النهاية سعة لا يمكن تجاوزها بالنسبة إلى أعداد المشاركين، بينما التبرعات ليس لها سقف، وقال إن أكثر ما أسعده في الدورات الأخيرة أن المشاركين لا يكتفون برسم الاشتراك الذي يتراوح بين 25 و35 دولاراً، ويبادرون إلى دفع أضعاف هذا المبلغ لدعم هدفه الخيري، وقال إن هذا النجاح هو الذي يدفعه من آن لآخر إلى دعوة الهيئة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية إلى تبني فكر وثقافة السباقات الخيرية داخل الدولة حتى تصبح سمة مميزة لكل الفعاليات ذات الصفة الجماهيرية. وتوقف الكعبي عند محصلة الدورة الماضية تحديداً، وقال إن الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيلثي كيدني أخطره بأن عوائد المؤسسة بلغت 110 ملايين دولار، ما مكنها من توسيع دائرة نشاطها وزيادة نسبة المستفيدين من العلاج المجاني للحالات المستعصية في الولايات المتحدة وخارجها، وهذا الرقم معناه أن عوائد السباق تضاعفت بشكل غير مسبوق في آخر دورتين، حيث كان الرقم السابق الذي تم الإعلان عنه قبل عامين 60 مليون دولار، وهو ما يبرهن على استمرار معدلات النجاح للسباق الذي شهد في بدايته انطلاقة متواضعة للغاية، بمشاركة لا تتجاوز 3 آلاف مشارك، وبدعم لوجستي محدود ، وكان السباق يبدأ وينتهي في مسار محدد، ويتم تتويج أبطاله في زاوية من زوايا الحديقة، وقد أصبح الآن يحظى بمشاركة 25 ألف مشارك، وتغير مساره ليجوب أهم أرجاء الحديقة، وليبدأ وينتهي في أوسع ميادينها بالساحة المخصصة للاحتفالات والمناسبات المهمة، كما تحول السباق إلى مهرجان كبير متعدد الفعاليات، من خلال خيام الضيافة الإماراتية . وقال إن الإقبال فاق التوقعات في نسخة 2015، لا سيما وأن السباق شهد حضوراً كبيراً من أبناء الإمارات الذين يدرسون في الجامعات الأمريكية، وغيرهم من المقيمين في أمريكا، وبعضهم شارك في السباق، والبعض الآخر حضر للتشجيع والتفاعل مع المناسبة الاحتفالية والخيرية. وشكر الكعبي فريق العمل في سفارة الإمارات بقيادة السفير يوسف العتيبة، والقائم بالأعمال عمر الشامسي على الجهود التي أسفرت عن هذا النجاح، وعلى التعاون المثمر مع اللجنة المنظمة، مؤكداً أن الهدف الإنساني هو الذي تكفل باستمرار السباق ووصوله إلى هذا المستوى المتميز من التنظيم في سنترال بارك، وإقامة نسختين منه في كل من الإمارات ومصر. مصطفى الرئيسي : جال فخورة بمشاركتها صرح اللواء مصطفى الرئيسي المدير المالي لشركة جلوبال ايروسبيس لوجستيك بأن الشركة تفخر باشتراكها في رعاية سباق زايد الخيري الذي يشهد هذا العام نسخته ال12 في نيويورك، وقال إن الحدث تجاوز هامشه الرياضي وأصبح تظاهرة متعددة المجالات للترويج للدولة بشكل يفوق الوصف، وإن النجاح الذي تحقق في الدورات الماضية يبرهن على الرؤية البعيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان راعي الحدث وصاحب فكرته بإقامة سباق يقوم بالأساس على فكرة خيرية وإنسانية، وهذا النجاح هو الذي قاد فريق العمل في اللجنة العليا المنظمة برئاسة الفريق (م) محمد هلال الكعبي نائب رئيس اللجنة الأولمبية إلى استنساخ السباق في كل من الإمارات ومصر. وتوقف عند الجهود المقدرة التي قامت وتقوم بها اللجنة المنظمة. وقال إن النجاح خارج حدود الوطن يقتضي جهوداً مضاعفة عن تلك التي تقام داخل الدولة، ولذلك كان للنجاح الذي تحقق صدى أكبر، لا سيما أن الشاهد عليه واضح من خلال تفاعل المشاركين وإقبالهم على دعمه، بالإضافة إلى العائدات الكبيرة التي ذهبت لمؤسسة هيلثي كيدني المعنية بعلاج المصابين بأمراض الكلى. الكمالي: احترافية التنظيم سر النجاح أكد المستشار محمد الكمالي أمين عام اللجنة الأولمبية الوطنية أن انطلاق النسخة ال12 من ماراثون زايد الخيري بمدينة نيويورك، يكمل مسيرة الحدث الرائدة في نشر قيم الخير والمحبة والسلام على مستوى العالم ما كان له بالغ الأثر في ترسيخ رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها. وأشار الكمالي إلى رقي أهداف الماراثون الذي يمضي بخطى ثابتة عاماً تلو الآخر، محققاً بذلك طفرة نوعية في مجالات العمل الإنساني بعد أن دشن 3 محطات سنويا في أبوظبي، ونيويورك، والقاهرة يتم من خلالها تقديم يد العون والمساعدة بأفضل صورة ممكنة لكافة المتضررين من الأمراض والأوبئة. وأضاف : أن وصول الماراثون إلى تلك المرحلة المشرفة سواء من النواحي التنظيمية أو الإدارية أو أعداد المشاركين الذي يتزايد مع انطلاقة كل نسخة، يعد ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة التي قادت الحدث إلى هذا النجاح الملحوظ. وأثنى الكمالي على دور اللجنة العليا المنظمة للماراثون برئاسة الفريق (م) محمد هلال الكعبي النائب الثاني لرئيس اللجنة الأولمبية الوطنية لما قدمته من عمل منظم وأداء يحتذى به طوال السنوات ال 11 الماضية والتي شهدت تصدر تلك التظاهرة الخيرية لمشهد العمل الخيري بجدارة واستحقاق. واختتم أمين عام اللجنة الأولمبية بأن ماراثون زايد الخيري سيبقى دائما منارة وقدوة يحتذى بها في مجالات البذل والعطاء الخيري.وكانت اللجنة الأولمبية قد أصدرت أثناء مشاركتها في النسخة الماضية كتاباً توثيقياً يجسد التطور الملحوظ الذي تشهده القطاعات المختلفة لدولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك الحركة الرياضية والمنشآت والمرافق الرياضية والبنية التحتية التي تحتضن العديد من الفعاليات العالمية طوال العام، وتم توزيعه على زوار خيمة اللجنة في حديقة سنترال بارك. هيلثي كيدني تشيد بالدور الرائد للإمارات أكد المسؤولون عن مؤسسة هيلثي كيدني فاونديشن لعلاج أمراض الكلى في نيويورك، أن الدور الكبير الذي لعبته دولة الإمارات عن طريق ماراثون زايد الخيري طوال السنوات الماضية، أسهم كثيراً في توفير كافة أوجه الدعم من أجل محاربة أمراض الكلى التي تعتبر العدو المجهول بالنسبة إلى الكثيرين، حيث تشير التقديرات إلى أن هناك 26 مليون أمريكي مصابين بأمراض متعلقة بالكلى، بينما هناك 73 مليون أمريكي معرضون لخطر الإصابة بالمرض. ومنذ انطلاقته قبل 11 عاماً نجح الماراثون، في إحداث نقلة نوعية ممثلة في أن يكون أحد أهم أوجه الخير على مستوى العالم، وإحدى العلامات المميزة في عالم الماراثونات العالمية، بل ساعد كثيراً على التعريف بكيفية مواجهة المرض، إضافة إلى تقديمه خدمة إعلامية مميزة لمدينة نيويورك عن طريق التبرع بريع الماراثون كاملاً من أجل علاج المرضى. والعلاقة المميزة بين اللجنة المنظمة والمؤسسة أسهمت كثيراً في تقارب وجهات النظر بينهما، كما أثمرت الجهود الطيبة في علاج العديد من الحالات . تعود نشأة مؤسسة هيلثي كيدني إلى عام 1950،حيث تاسست على يدي السيدة ادا ديبولد والتي سعت في جهد منها إلى إنقاذ ولدها الصغير والذي كان مصاباً بمرض في الكلية، وتحظى المؤسسة الخيرية باهتمام منقطع النظير ودعم لا حدود له من قبل المسؤولين في مدينة نيويورك، نظراً للدور الكبير الذي تقوم به، إضافة إلى متابعتها للمرضى عن طريق طرح برامج تمكنهم من الاندماج في المجتمع والتحلي بالقوة في مواجهة المرض، وهو ما أسهم بالفعل في شفاء بعض الحالات طوال السنوات الأخيرة، الأمر الذي يوضح الأهداف السامية والرسالة النبيلة التي تحملها المؤسسة على عاتقها، لذا يرى القائمون عليها أن المشاركة في السباق بحد ذاتها لها فائدة مزدوجة على اعتبار أنها من أجل تشجيع الرياضة مما يكون له أثر مباشر على الصحة العامة، وكذلك جمع التبرعات لرفع المعاناة عن المحتاجين.
مشاركة :