بُعيد التدشين الفعلي أمس الأول، لعمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من خلال الرصيف البحري الذي أنشأه الجيش الأميركي قبالة شواطئ القطاع، حذر خبراء في مجال الإغاثة، من أن هذا المسار قد لا يكون كافياً، لتلبية الاحتياجات الأساسية لأكثر من مليونيْ فلسطيني، يقطنون ذلك الجيب الساحلي المنكوب بالمعارك، منذ أكثر من سبعة أشهر. وأشار الخبراء إلى أن بدء وصول الشاحنات المُحمَّلة بالإمدادات الإغاثية إلى غزة عبر هذا الرصيف، الذي أقامه نحو ألف عسكري أميركي بتكاليف قاربت 320 مليون دولار، لا ينفي أن التحديات التي تكتنف جهود تجنيب فلسطينيي غزة مجاعة تبدو مُحدقة بهم، لا تزال قائمة، مع استمرار بقاء العراقيل، التي تحول دون نقل المساعدات بالطرق البرية. فحتى إن تمكن المسؤولون العسكريون الأميركيون من الوصول بالشحنات المنقولة عبر الرصيف البحري الجديد إلى حدها الأقصى البالغ حمولة 150 شاحنة يومياً، فسيبقى ذلك أقل بكثير من عدد الشاحنات، التي كان قطاع غزة يستقبلها في كل يوم قبل اندلاع الحرب، بمتوسط يفوق الخمسمئة، وعلى متنها كميات من الغذاء والدواء والمياه والوقود وغيرها. وبحسب الخطة الموضوعة من جانب واشنطن، يتم نقل الشحنات التي يستقبلها الرصيف قادمة عبر البحر من قبرص، إلى ميناء أقامته إسرائيل في جنوب غربي مدينة غزة، قبل أن يجري توزيعها، من جانب عناصر المنظمات الإنسانية العاملة في القطاع، على المحتاجين إليها. ووسط تحذيرات من وكالات الإغاثة من التضاؤل المطرد في إمدادات الغذاء والوقود بالمناطق الجنوبية من غزة، وتأكيدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، على أن المجاعة قد رُصِدَت بالفعل في شمال القطاع، يحذر خبراء من أن عملية إيصال المساعدات عبر الرصيف البحري الأميركي، لا تزال هشة. ويشير هؤلاء إلى أن تلك العملية، ستظل عرضة بشكل كبير لمخاطر التعرض لهجمات مسلحة، كما تواجه عقبات لوجستية متنوعة، يتمثل أبرزها في النقص المتزايد للوقود اللازم لتشغيل الشاحنات، التي ستُوكل إليها مهمة نقل الإمدادات الواصلة إلى الرصيف، إلى الفلسطينيين في مختلف أنحاء قطاع غزة. وبموجب الخطة الأميركية، تتولى الأمم المتحدة المسؤولية عن تلك المساعدات بمجرد نقلها من الرصيف البحري. وترابط على مقربة من سواحل غزة، سفينتان حربيتان أميركيتان، يمكن أن تسهما في توفير الحماية للعملية برمتها، إن تطلبت الظروف ذلك. ولكن مسؤولين بارزين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي تساعد في توفير الخدمات اللوجستية لنقل المساعدات من الرصيف إلى داخل القطاع، قالوا إن الشكوك لا تزال تحيط بمسألة ضمان سلامة عمال الإغاثة، الذين سيوزعون هذه الإمدادات، في ظل استمرار القتال في غزة. تصاريح وأشار هؤلاء المسؤولون، في تصريحات نشرتها صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية على موقعها الإلكتروني، إلى أن بيئة عمل أولئك العناصر «غير آمنة بشدة»، مؤكدين أنه لا يزال من الصعب على المنظمات التي ستضطلع بعمليات التوزيع، الحصول على تصاريح، تكفل لها الحركة دون عوائق في شتى أنحاء القطاع. ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة البحرية من ميناء لارنكا القبرصي إلى الرصيف البحري الأميركي، 15 ساعة على الأقل أو يوماً كاملاً من الإبحار.
مشاركة :