"التميمي": الخروج على ولاة الأمر سبب نحو التطرف

  • 4/18/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

حذَّر الشيخ حسين التميمي، المدير العام للشؤون الميدانية للرئاسة العامة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من خطر عصيان ولاة الأمر والخروج عليهم؛ لأنه سبب في فساد وضرر الفرد والمجتمع والأمة، ولما له من فتن عظيمة، كالاقتتال بين المسلمين واستباحة الدماء، كما يحدث اليوم في كثير من البلاد الإسلامية. وقد حرم الإسلام الخروج على ولاة الأمر حفاظًا على حقوقهم، ونهى الإسلام عن سب الحكام أو الخوض في أعراضهم والنيل منهم.   جاء ذلك خلال محاضرات الفترة الصباحية لملتقى (نرعاك) الرابع، الذي أُقيم في مركز سلطان بن عبدالعزيز – سايتك. واستشهد الشيخ من السيرة النبوية التي تحذِّرنا من عصيان ومخالفة ولي الأمر بحادثة غزوة أحد حينما خالف الرماة أوامرالرسول - صلى الله عليه وسلم - وما أدت هذه المخالفة إلىقلب نتيجة المعركة، وكانت درسًا بليغًا للمسلمين حتى يومنا هذا في مفهوم الطاعة لله ورسوله.   وأشار إلى طاعة ولي الأمر في الأنظمة الحياتية والنظم الحكومية، مثل أنظمة المرور وغيره، ما ينظم وييسر حياة الناس.    وقد جعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - حد إقامة الصلاة حدًّا فاصلاً بين السمع والطاعة؛ فالحكام وإن ارتكبوا الكبائر لا يجوز الخروج عليهم، ومن يدعون إلى ذلك هم الخوارج وفكر الدواعش. وحذَّر الإسلام من التخاذل والتأخر عن الاستجابة لولي الأمر، خاصة عند الشدائد والملمات. وأكد أن طاعة الله ورسوله وولي الأمر تكشف حقيقة الإيمان بالله.   وبيّن الشيخ أثر طاعة الله ورسوله وولاة الأمور على الأمة، وما لها من نعم كثيرة وخير وفير، كنعمة الأمن. ومن شاء أن يُرحم من الأمم والأفراد فعليه بطاعة الله ورسوله وولي الأمر.    ومفهوم الطاعة في الإسلام يعني الطاعة التي تحكمها المعرفة. والطاعة العمياء مرفوضة ولا أصل لها. وطاعة ولي الأمر واجبة، وإن حصل منه ظلم أو معصية فظلمه ومعصيته يحاسبه عليهما الله. فعلى المؤمن الصادق القيام بالسمع والطاعة، وأن يحتسب أجره عند الله تعالى.    وذكر الشيخ عمر بن فيصل الدويش، المدير العام لفرع المنطقة الشرقية للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن أعظم بلاء تصاب به الأمة هو أن يقوم أبناؤها فلذات أكبادها بالطعن في خاصرتها، ومساعدة الأعداء بالإجهاز عليها.. وتساءل بقوله: "ولماذا يحدث ذلك؟".   وتابع: فقد أدرك الأعداء أن الشباب هم رونق الأمة وقادتها وطاقتها وحيويتها. وبداية استهدفوا الشباب بسلاح الشهوة،وعندما أدركوا أن سلاح الشهوة لا يجدي عند شباب رفعوا شعار نبي الله يوسف الصديق عليه السلام لجؤوا إلى الأفكار، وبحثوا في تاريخنا، فوجدوا أن المحرك الذي يتفق الناس حوله هو الدين؛ لذلك قرروا طعن الأمة في ظهرها، وفي دينها. وقد خصصوا الدراسات والبحوث لذلك. وقد وجد باحثوهم في تاريخنا قصة عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فأخذوا منها فكرة ومرتكزًا لاستهداف الشباب المسلم الملتزم بالتطرف والغلو؛ حتى يقتل المسلمون بعضهم بعضًا.    وأشار الشيخ إلى أن ما يشهده عصرنا من وسائل الاتصال الحديثة بلا رقيب ومتابع؛ إذ يتحدث الشباب مع من شاء ويراسل من شاء، ساهم في نشر الأفكار الضالة والتطرف. وعليه، لا بد من التذكير بالرقابة الذاتية، ومخافة الله - عز وجل -.    وطالب شباب الأمة بطاعة ولي الأمر، والالتزام بشرع الله، وذكر أن أول الأسباب لانحراف الشباب نحو التطرف هو تكفير مجتمعهم وولاة أمورهم، ومن ثم يلجؤون لسفك الدماء، حتى دماء أقرب الناس إليهم. قائلاً: "إنها كارثة ومصيبة أن يقتل المواطن مواطنًا كان يصلي معه في المسجد، بل يقتل أحدهم المصلين في المسجد الذي كان يصلي فيه.. أي فكر وأي دين يسلكه هؤلاء المتطرفون؟!".    وأكد خطر غياب لغة الحوار في مجتمعنا، ناصحًا بتعزيز هذه اللغة، والتواصل مع شبابنا لمحاربة ومقارعة هذه الأفكارالمتطرفة، التي يصبح الشباب زادها ووقودها.

مشاركة :