تساءلت عدة صحف أجنبية أمس عن الأسباب التي تكمن وراء بطء تحرير المناطق العراقية الخاضعة تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، لا سيما في ظل الأزمة البرلمانية الراهنة وتلويح واشنطن باستخدام القوة لحماية مصالحها هناك وأهمها الرئاسات الثلاث. ويعتقد المحللون أن الخلافات السياسية الجديدة واستمرار نهج المحاصصة من شأنه عرقلة الحرب على داعش ويؤخر استعادة المناطق العراقية التي ما تزال تحت سيطرة التنظيم الارهابى. وقالت صحيفة «الأيكونوميست» البريطانية بهذا الصدد إن العمليات العسكرية للجيش العراقي لاستعادة السيطرة على الموصل -ثاني أكبر المدن العراقية والتي تقطنها أغلبية سنية تربو على 2 مليون نسمة- التي بدأت في 24 من الشهر الماضي (فبراير) حيث حققت العديد من الانتصارات لم تلبث أن تراجعت بعد استعادة «داعش» لقرية النصر والمرتفعات المحيطة بها، وقد قتل أحد الجنود الأمريكيين خلال المعارك مما يؤكد على اتساع الدور الأمريكي في الصراع على حد وصف الصحيفة. واستطردت الصحيفة بأن تصريحات القادة العسكريين العراقيين عن دحر داعش التي سيطرت على المدينة في يونيو 2014 وطردها من المدينة قبل نهاية العام أصبحت مثار شك، خاصة وأن العديد من المحللين العسكريين يعتقدون أن هناك احتمالا ضئيلا في استعادة المدينة قبل العام 2017، وأن العملية تحتاج إلى ما لا يقل عن 40 ألف مقاتل. لكن أولئك المحللين يعتقدون أن ما يزيد المشكلة تعقيدًا إمكانية تدخل البشمركة في عملية تحرير الموصل، إلا أن تلك القوات -فيما لو شاركت- ستظهر القليل من الاهتمام بتحرير جزء لن يكون أبدًا ضمن كردستان، إلى جانب أن تدخل تلك القوات يمكن أن يثير التوترات العرقية لدى عرب الموصل. كما أن قوات الحشد الشعبي الشيعية تعتقد أنه لا يمكن طرد داعش من الموصل بدون مشاركتها. واعتبرت الصحيفة أن الغالبية العظمى من أهل السنة القاطنين في المناطق العراقية الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي يظهرون تخوفهم من منقذيهم ولا يثقون فيهم، وهو ما أكدته نتائج استطلاعات الرأي التي أظهرت أن 74% من العرب السنة الذين استطلعت آراؤهم لا يرغبون في التحرر على يد قوات الجيش العراقي، وانهم لا يشعرون بالثقة أيضًا من الميليشيات الشيعية ومقاتلي البشمركة. ورفض 120 شخصًا في الموصل بنسبة 100% تحريرهم على يد مقاتلي الشيعة والبشمركة، بما يعكس التخوف من تلك القوات وعدم الثقة بها. واستطردت الصحيفة بأن ذلك لا يعني أن أهالي الموصل يدعمون داعش، فطبقًا لاستطلاع رأي أجري في يناير الماضي، فإن 95% من العراقيين السنة يعارضون داعش، ولكنهم يخافون منهم وأيضًا من «محرريهم»والحل إلحاق المزيد من السنة بقوات الحشد الشعبي، لكن ليس بالإمكان تحقيق التوازن في هكذا معادلة.
مشاركة :