استضافت اثنينية رجل الأعمال حمود الذييب الأسبوع الماضي الدكتور محمد بن جابر اليماني، رئيس مجلس إدارة جمعية نقاء لمكافحة التدخين. واستعرض يماني في بداية حديثه تاريخ الجمعية منذ إنشائها عام 1406هـ، التي بدأت بفكرة من الوزير الراحل غازي القصيبي - رحمه الله -، وكان وزيرًا للصحة آنذاك. ومنذ ذلك الحين والجمعية تحقق شهرة واسعة وخطوات ناجحة في مجال مكافحة التدخين. وتتحدد استراتيجية الجمعية في التوعية ضد التدخين وعلاج الراغبين في الإقلاع عن التدخين؛ إذ تقدم لهم الجمعية العلاج والإرشادات اللازمة للتخلص من هذه العادة الضارة. كما تعمل الجمعية على الإسهام في استصدار القوانين الرسمية لمكافحة التدخين، مثل منع التدخين في الأماكن العامة، مثل المولات والمراكز التجارية والمطاعم، وما إلى ذلك. كما أورد الدكتور اليماني بعض الأرقام والإحصاءات حول تجارة التبغ في العالم، وأفاد بأن حجم هذه التجارة عالميًّا يصل إلى 800 مليار دولار سنويًّا، بحسب إحصائية عام 2014. أما نسبة الاستهلاك فتتمركز في منطقة قارة آسيا ومنطقة المحيط الهادئ بنسبة 65 % من استهلاك التبغ. ويقول الدكتور محمد اليماني: «رغم أن الإحصاءات الداخلية غير دقيقة إلا أن هناك ما يقرب من 6 ملايين مدخن بالمملكة، وتشكل فئة المدخنات 7 %، وهي نسبة قليلة نوعًا ما، إلا أن المقلق أن هذه النسبة ترتفع بشكل أسرع». ويضيف يماني: «تكمن المشكلة الحقيقية في مجال التدخين في أنه يعتبر البوابة الرئيسية للانزلاق إلى عالم المخدرات وتوابعه؛ لذا فإن الحد من التدخين - خاصة لدى حدثاء السن - يغلق باب آفة أكبر بكثير من مجرد تدخين السجائر». من ناحيته، أفاد الدكتور عبدالرحمن الماجد، عضو مجلس إدارة جمعية نقاء، بأن كل فرد في المجتمع تقع عليه مسؤولية التوعية ضد مخاطر التدخين؛ فالأب في بيته، والمعلم في فصله، وحتى الأم مع أبنائها.. كلهم تقع عليهم مسؤولية التوعية. كما يرى الدكتور الماجد أن التوعية لا بد أن تستهدف أولاً صغار السن، مثل طلاب المدارس والجامعات؛ إذ يسهل إقناعهم مقارنة بمن تعوَّد على التدخين سنوات طويلة من حياته. وفي مداخلة للمذيع ياسر الحكمي، الطالب في جامعة الإمام محمد بن سعود، تحدث عن انتشار التدخين بين شباب الجامعات وداخل الحرم الجامعي أيضًا، دون أن يكون هناك رادع ولا عقوبة ضد الطلبة المدخنين في أروقة الكليات والمباني التعليمية. وفي رد على مداخلة الحكمي أشار الدكتور أحمد عبد الرزاق، الدكتور بجامعة الإمام، إلى أن هناك مجلة أسبوعية تصدر عن الجامعة، تُخصص فيها صفحة عن التدخين ومضاره في كل عدد، كما أن هناك عقوبات ضد الطلاب المدخنين في الأماكن غير المسموح بها، تصل إلى حد الخصم من مكافأته الشهرية إلى النصف. في النهاية، طرح الإعلامي مناحي الحصان سؤالاً حول الدراسات الجامعية التي تقترح حلولاً للحد من التدخين، وما إذا كانت تفعَّل نتائجها، ويتم اعتمادها أم لا؟ وأجاب الدكتور يماني بأن جميع نتائج هذه الدراسات تصل الجمعية، ويتم مناقشة مقترحاتها للعمل بها، إلا أن معظم ما يصلنا حتى الآن لا يتعدى الإطار النظري.
مشاركة :