محاصرة حزب الله - د.عبدالعزيز الجار الله

  • 4/18/2016
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

جاءت إدانات منظمة التعاون الإسلامي بقمة اسطنبول في دورتها (13) مثل التيار العاصف وكتلة الهواء البارد أمطرت بلا هوادة السياسة الإيرانية وقادتها فأطفأت نارها وأوقفتهم أمام الجدار الأخير، كان العالم الإسلامي ينتظر هذا الموقف السياسي من منظمة التعاون الإسلامي وقادة وحكومات الدول الإسلامية، ينتظره أكثر من (30) سنة - منذ منتصف الحرب العراقية الإيرانية التي توقفت عام 1988م - بعد أن تكشفت نوايا إيران وانتقل ما تضمره من دهاليز السياسة المغلقة ليكون خطاباً إعلامياً معلناً: تصدير الثورة الإيرانية ودعم وتأسيس حزب الله في كل دولة إسلامية إظهاره وإشهاره، والتدخل السافر في شؤون الدول في لبنان، سورية، اليمن، الكويت، البحرين، الصومال وغيرها. إيران كانت تحاصر العالم الإسلامي وبصورة أوضح العالم العربي بحكم (الجوار) الجغرافي - تحاصره - بالإعلام، وحزب الله، والجماعات الإرهابية، وهي مدركة حجم وفاعلية الإعلام وأنشطة حزب الله التخريبية والإرهاب كونها مظلة للجماعات الإرهابية، وكانت تخيف دول الخليج بالأعمال الثلاثة، والأكثر فاعلية بينها هو الإعلام؛ حيث استحوذات على معظم المحطات الفضائية عبر المجموعات المعارضة والمتعاطفين معها والشخصيات الشيعية اللامعة، وتشكل هذا التجمع من المعارضين العرب والإسلاميين, أصبح من الكيانات القوية أطبق على وسائل الإعلام ولم يتنبه الساسة وملاك المحطات التلفزيونية والمؤسسات الصحفية إلا حين اشتعلت حرب سورية عام2010وخرج شعار (ليس منا من يحايد)، وتكشفت البيئات والنيات للعاملين في المدن الإعلامية ومازالت تتبين وتكشف عن نفسها. محاصرة إيران التي أسقطت قناعها تماما، وعرَّت أهدافها ونواياها منظمة التعاون الإسلامي يوم الجمعة الماضي أصبح لزاماً على الدول الإسلامية، لذا لابد أن تعامل بالمثل تجابه بالإعلام وتحارب بنفس السلاح، كما كان بيان قمة إسطنبول: إدانة علنية لإيران والاعتداءات على البعثات السعودية وإدانة حزب الله، نبذ الطائفية والمذهبية ومحاربة الإرهاب. ونحتاج ترجمة فعلية لبيان القمة الإسلامية وتطبيقه على وسائل الإعلام العربية والإسلامية، وإعادة إيران إلى طبيعتها كدولة تحترم حدود وسيادة الدول. إيران التي خسرت الحرب مع العراق بعد ثمان سنوات دامية جعلت من الإعلام ساحة حرب افتراضية وفعلية عبر حزب الله الذي أصيب بنكسة حين جرم دولياً بعد مشاركته في حرب سورية، وأخيراً عاصفة الحزم في اليمن كشفت كامل الغطاء عن أهداف إيران التخريبية في الوطن العربي، لذا ليس منا من يحايد.

مشاركة :