أشرت في المقال السابق الاثنين 28 نوفمبر 2022 إلى أن أمطار جدة التي أغرقت بعض الأحياء السكنية وأدت إلى فيضانات يوم الخميس الماضي 24 نوفمبر 2022 كان بالإمكان لمحافظة ومدينة جدة أن تتغلَّب على السيول لو أنها أبقت على مخططاتها وعمرانها القديم، مع بقاء مجاري الأودية قائمة كما هي دون التعديات عليها بالمخططات والأحياء السكنية. أيضاً لو بقيت جدة على تعدادها السكاني السابق ما بين المليون، والمليون والنصف، وأنشأت مدن أشبه بالحزام شمال جدة في عسفان وثول كمدن جديدة في حيز مساحته الثمانين كيلومتراً من شمال مدينة جدة حتى مدينة ثول، لكن سكان جدة زاد عددهم ووصل إلى (4) ملايين نسمة، مع مزيد من التعديات على الأودية. مدينة جدة جغرافياً محصورة داخل سهل تهامة والسهل الساحلي، من الشرق تحصرها جبال وهضاب الحجاز، أما من الغرب فيحدها البحر الأحمر، ومن الجنوب جبال مكة المكرمة، فالامتداد الأفضل لها يكون من جهة الشمال، رغم وجود بعض الأودية الشمالية، وحتى تخرج جدة من أزماتها السنوية والغرق والسيول الموسمية المنقولة لا بد من فهم تركيبة شبكة أودية وجبال جدة وهي على النحو التالي: أولاً: جبال جدة الشرقية: من الشمال إلى الجنوب، جبل أم الريحان، مرتفعات قنط، جبل أبوغشاء، هضاب المليص، جبل أم رقيبة، جبال مريخ، جبال القرفاء جبال الخضراء مرتفعات أم السلم، جبل مريحة. ثانياً: أودية جدة: من الشمال إلى الجنوب، وادي المري، وادي دغيج، وادي المحرق، وادي الرمضة، وادي العصلاء، وادي القوس، وادي مثوب، وادي فاطمة. إضافة إلى الأودية المذكورة سابقاً، تتأثر محافظة جدة ومدينة جدة بمياه منقولة من الشمال الشرقي إلى الغرب، ويمكن تحديدها عبر الأودية التالية: وادي قديد، وادي السويلة، وادي الحنو، وادي ثول، وادي وبح، وادي اهالا، وادي عريجاء، وادي حفرة، وادي مسيحة، وادي فيدة، وادي اللصب، وهي امتداد لأودية كبيرة قادمة من جبال وهضاب المرتفعات الغربية جبال الحجاز. لذا لا بد أن تعزّز المراكز الشمالية في المحافظة، ويتم تنفيذ المشروعات القادمة والمدن الصناعية والموانئ الجديدة في عسفان وثول والمراكز الأخرى، لتشكِّل حزام المدن والموانئ الصغيرة والمدينة الصناعية إضافة للمستودعات والمرافق الأخرى لتبقى جدة بعيدة عن صخب المدن والغرق.
مشاركة :