أصبحت المدارس في عصر التكنولوجيا الحديثة تدرك أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي كونه من الأدوات المجدية في تعزيز تجربة التعلم للطلاب، وبدأ عدد من المدارس تبني استراتيجيات جديدة لتعريف الطلاب بمفهوم الذكاء الاصطناعي، ودمجه في الفصول الدراسية وبطرائق مفيدة وأخلاقية. ودعا تربويون ومتخصصون في المجال التقني، المؤسسات التعليمية إلى تضمين برامج توعية للطلبة لمواجهة التحديات الأخلاقية في استخدام الذكاء الاصطناعي ومنها «ديب فيك» الذي يظهر محتوى وهمياً يبدو كأنه حقيقي، ويتم استخدام «ديب فيك» عادة في صناعة الفيديو والصوت لإنشاء مقاطع فيديو تبدو كأنها تم تصويرها بوساطة شخص معين أو لإنشاء تسجيل صوتي يبدو كأنه صوت شخص محدد، ويعتمد «ديب فيك» على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام مجموعة كبيرة من البيانات الحقيقية للأشخاص المعنيين، ثم يمكن استخدام هذه النماذج لتوليد محتوى وهمي يشبه الأشخاص الأصليين. وأكدوا أهمية تعريف الطلاب بالذكاء الاصطناعي وهذا خطوة مهمة لتمكينهم من فهم الفوائد والتحديات المتعلقة بهذا المجال المتطور، إضافة إلى شمول خطة تبني دمجه في الفصول الدراسية لتعليم الطلاب المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي وكيفية عمله، وكذلك توضيح الاستخدامات المختلفة للذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الروبوتات، والترجمة التلقائية، وتحليل البيانات، والتعلم الآلي. وشددوا على تضمين توعية الطلاب بأهمية الأخلاق وحماية الخصوصية في استخدام التكنولوجيا، إذ يجب على الطلاب أن يدركوا الأثر الكبير الذي يمكن أن يحدثه الذكاء الاصطناعي في الخصوصية الشخصية والبيانات، وأن يتعلموا كيفية التعامل مع المعلومات الشخصية بحذر ومسؤولية، ولذلك ينبغي للمؤسسات التعليمية أن تدرسهم الأخلاق المتعلقة بجمع واستخدام البيانات، وضرورة الحفاظ على خصوصياتهم وخصوصيات الآخرين، كما ينبغي أن يتعلم الطلاب كيفية التعرف إلى المعلومات المزيفة والتحقق من صحتها قبل نشرها أو الاعتماد عليها، ويجب أن يكون لديهم القدرة على التفكير النقدي وتقييم الصدقية ومصدر المعلومات التي يواجهونها عبر الإنترنت. إمكانات رقمية وأكدت التربوية الدكتورة فاطمة الظاهري أن الطلاب أصبحوا يتمتعون بمستوى عالٍ من الإمكانات في المجال الرقمي والتكنولوجي، ويشمل ذلك القدرة على استخدام الأجهزة الذكية وتطبيقاتها، والتفاعل مع وسائط التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى أن الشباب اليوم يعدون خبراء في التكنولوجيا الحديثة ويتمتعون بمهارات تقنية عالية. وشددت على أهمية التوعية في هذا السياق، بغض النظر عن مستوى الطلاب في المجال الرقمي، إذ أصبحت التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي تحمل في طياتها تحديات وأخطاراً محتملة، ومن بينها انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المزيفة التي يمكن أن تؤثر سلباً في الطلاب، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يطلق الشائعات والأكاذيب وينشر محتوى مزيفاً بوساطة الصوت والصور والفيديو». وقالت رشيدة ناشف، الرئيسة التنفيذية للشركة العربية لتطوير التعليم في مدارس الاتحاد الخاصة، إن توظيف الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية أتاح فرصاً فريدة لدعم أداء الطلاب، وشددت أن دمج الذكاء الاصطناعي في مرحلة مبكرة في البرامج التعليمية أمر بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات في إطار استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي. ولفتت إلى أن المعلمين يعملون على نهج رؤية الإمارات ومساعيها إلى دعم الابتكار وخلق مفاهيم جديدة وإبداعية، إلى جانب اعتماد أساليب واستراتيجيات جديدة، كما أوضحت أن دورهم في إعداد تجارب تعليمية فاعلة يجعلهم يدركون أهمية الذكاء الاصطناعي للانتقال بهذه التجربة إلى مستوى جديد. وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي أسهم في تعزيز التفاعل والمشاركة في الفصول الدراسية عبر المحاكاة المخبرية التفاعلية وتجارب التعلم الشخصية وآليات التقييم الفورية في مدارس الاتحاد الخاصة، وأكدت نجاحهم في استقطاب الطلاب عبر التعليم المخصص المصمم لتلبية الاحتياجات الفردية وأساليب التعلم للتأثير بشكل إيجابي في أدائهم، وأن المدارس تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات عبر تقديم تحديات معقدة للطلاب تتطلب التحليل والتركيب والحلول المبتكرة، وإعطائهم حرية استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج الحلول والتحقق من صحتها، ما يسهم في تعريض الطلاب لمشكلات وتحديات واقعية وإعدادهم بشكل أفضل لمواجهة المستقبل. تطوير المهارات بدوره، أكد الخبير التقني محمد العوضي أن تأثير الذكاء الاصطناعي في تطور الطلاب في المدارس أصبح كبيراً ومتعدد الجوانب، فساعدهم الذكاء الاصطناعي على تطوير مهاراتهم التقنية عبر برامج تعليمية مخصصة تلبي مستوياتهم واحتياجاتهم الفردية، وتعزز التعلم التفاعلي والمشاركة. وقال إن قدرات الطلاب المتعلمين بوساطة الأدوات الذكية تمنحهم الفرصة للابتكار والاختراع في مجالات واسعة، وذلك بفضل الدعم الرشيد من قيادات التعليم. وأوضح أن عدداً من المؤسسات التعليمية بدأ اتباع استراتيجيات مجدية لتعريف الطلاب بالذكاء الاصطناعي ودمجه في الفصول الدراسية وبطرائق مفيدة وأخلاقية، وشملت هذه الاستراتيجيات تعليم الطلاب الخوارزميات ونماذج البيانات، وتطوير المهارات الرقمية مثل البرمجة والتحليل البياني، وتوعية الطلاب بأهمية الأخلاق وخصوصية البيانات، وتعزيز التفكير النقدي لتقييم صدقية المحتوى، إضافة إلى دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية لجعل التعلم أكثر تفاعلاً. وأشار إلى أن المؤسسات التعليمية في حاجة إلى اتخاذ خطوات استباقية لمواجهة تحديات التكنولوجيا مثل التزييف العميق والأخبار المزيفة، وذلك بتوعية الطلاب بكيفية التعرف إلى المحتوى المزيف وتعزيز مسؤوليتهم الشخصية في التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها. وأكدت الخبيرة التقنية نوف الهرمودي أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تقدم تجارب تعليمية مخصصة تلبي احتياجات الطلاب الفردية، فتوفر دعماً فورياً يساعدهم على فهم المواد الدراسية بشكل أفضل. وأشارت إلى أن التطبيقات الذكية توفر منصات تفاعلية تجمع بين التعليم والمرح عبر الألعاب التعليمية والمحاكاة، ما يزيد اهتمام الطلاب ويحفزهم. وأضافت الهرمودي إن «برامج التدريب المتقدمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تسهم في تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات لدى الطلاب، فيتعلمون كيفية تحليل المعلومات والوصول إلى استنتاجات مستنيرة». تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :