استغاث آلاف السوريين العالقين في مخيم الركبان الواقع في المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسوريا بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإنقاذهم من الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشونه، حيث يتواجدون في منطقة صحراوية قاحلة. ويؤوي المخيم حاليا نحو 8 آلاف شخص، وهو معزول تماما عن المناطق المجاورة التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية، ونادرا ما تسمح دمشق بدخول المساعدات إليه، فيما أغلقت الدولتان المجاورتان، العراق والأردن، حدودهما المحاذية له. ويقول خالد (50 عاما) في تقرير لوكالة «فرانس برس» «نحن محبوسون بين 3 دول: الأردن والعراق وسوريا، الأردن والعراق لن يسمحا بدخولنا، وفي سوريا نحن مطلوبون». وأنشئ المخيم عام 2014 في خضم الحرب في سوريا، وشكل ملاذا لسوريين فروا من انتهاكات الجهاديين وقصف القوات الحكومية، آملين بالعبور إلى الأردن. وفي الذروة آوى الركبان أكثر من 100 ألف شخص، لكن عشرات الآلاف غادروه على مر السنوات، لا سيما بعدما أغلق الأردن حدوده عام 2016، مما أرغم كثيرا على العودة إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، هربا من الجوع والفقر ونقص الخدمات الطبية، وسهلت الأمم المتحدة منذ 2019 عودة المئات إلى مناطقهم، بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري. وفي تقرير نشرته عقب إرسال آخر قافلة مساعدات إلى المخيم عام 2019، وصفت المنظمة الدولية الأوضاع فيه بالمزرية، مع موقعه في أرض محايدة وافتقاره للخدمات. ومنذ ذلك الوقت لم ترسل أي قافلة مساعدات إلى الركبان. ويعيش قاطنو المخيم حاليا في غرف طينية داخل المخيم، ويعتمدون في معيشتهم بالدرجة الأولى على مواد غذائية وحاجيات تهرب بأسعار مرتفعة، كما يقول عدد منهم.
مشاركة :