أسبوع المطبخ التركي 2024: نكهات بحر إيجه وصفر نفايات

  • 5/21/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بتراثه الغني والمتنوع، يقدم المطبخ التركي رحلة طهي عبر التاريخ والجغرافيا، مجسداً التقاليد من الحضارات القديمة إلى ممارسات العصر الحديث. وتتميز منطقة بحر إيجه، على وجه الخصوص، بنظامها الغذائي المتوسطي، المشهور بفوائده الصحية ونكهاته النابضة بالحياة. هذا العام، يسلط أسبوع المطبخ التركي، الذي يصادف الفترة من 21 إلى 27 مايو، الضوء على هذه المأكولات الشهية في بحر إيجه، ويؤكد الاستدامة ومبادئ عدم الهدر التي كانت جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الطهي التركية لآلاف السنين. ويشتمل المطبخ على مجموعة واسعة من المكونات والتقنيات، مما يعكس وفرة النباتات والحيوانات في الأراضي الخصبة بتركيا. وتجسد منطقة بحر إيجه في تركيا، بمناظرها الطبيعية الخلابة وتاريخها العريق، واعترفت ﻣﻧﻅﻣﺔ ﺍﻟﻳﻭﻧﺳﻛﻭ ﺑﺎﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻐﺫﺍئي ﻟﺳﻛﺎﻥ ﺣﻭﺽ ﺍﻟﺑﺣﺭ ﺍﻟﻣﺗﻭﺳﻁ، ﻭﻭﺿﻌته في ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺍﻟﺗﺭﺍﺙ ﺍﻟﺛﻘﺎفي ﻏﻳﺭ ﺍﻟﻣﺎﺩي ﻟﻠﺑﺷﺭﻳﺔ. تشتهر هذه المنطقة بزيت الزيتون والمأكولات البحرية والخضراوات والأعشاب المحلية. وتزدهر أشجار الزيتون، التي يبلغ عمر بعضها قرونا، في هذه المنطقة، مما يساهم في اتباع نظام غذائي يركز على الصحة والاستدامة. وتشمل المكونات الرئيسية للنظام الغذائي لبحر إيجه الخرشوف وأزهار الكوسة ومجموعة متنوعة من الأعشاب المحلية، ويشتهر زيت الزيتون في هذه المنطقة، وخاصة من إزمير وميلاس، بجودته وأهميته التاريخية، حيث يعود تاريخ طرق معالجة الزيتون إلى 2600 عام، وتتضمن قائمة بحر إيجه المميزة خلال أسبوع المطبخ التركي أطباقاً مثل حساء الترهانا، وهريس الفول، والموجفر (فطائر الكوسة)، والفاصوليا الخضراء المطهية بزيت الزيتون، وطاجن الجمبري، مما يعكس سخاء المنطقة. لقد تبنى المطبخ التركي منذ فترة طويلة فلسفة عدم الهدر، مما يضمن استخدام كل جزء من المكونات. وهذا النهج ليس مستداماً من الناحية البيئية فحسب، بل له أهمية ثقافية أيضاً. غالباً ما تتضمن الأطباق التقليدية بقايا الطعام، وتحول الخبز القديم إلى وجبات لذيذة مثل التريت والبابارا، أو تستخدم قشور الخضار وعظام السمك لإعداد أطباق جديدة. تجسد نساء البادية الرحل في تركيا مثالاً واقعياً في تحقيق نظرية صفر نفايات، وذلك من خلال ممارسات الطبخ المقتصد وواسعة الحيلة، والتي تنطوي على استخدام كل جزء من مكوناتها والحفاظ على البذور للزراعة في المستقبل. إن تسليط الضوء على نمط حياة مستدام يمكن للمجتمع الحديث أن يتعلم منه. ويتردد صدى هذا التقليد المتمثل في احترام الموارد وتعظيمها في الأمثال التركية والممارسات اليومية، مما يضمن تقاسم الطعام وعدم إهداره أبدا. خلال أسبوع المطبخ التركي، يؤكد التركيز على المنتجات ذات العلامات الجغرافية على الاستدامة البيئية والثقافية للمطبخ التركي. مع 2218 منتجا مسجلا من قبل معهد براءات الاختراع التركي، و21 منتجا معترفا به من قبل الاتحاد الأوروبي، تعرض تركيا ثروة من الأطعمة الإقليمية الفريدة. وتشمل هذه البقلاوة غازي عنتاب، وكستناء أيدين، ومشمش ملاطية، وزيت زيتون ميلاس، وأكثر من ذلك، حيث يساهم كل منها في النسيج الغني لتقاليد الطهي التركية. هذه المنتجات، المعروفة بجودتها العالية وطرق إنتاجها الطبيعية، لا تحظى بالاحتفاء بمذاقها فحسب، بل أيضا لدورها في الحفاظ على التراث الثقافي والتنوع البيولوجي في تركيا. ومن خلال الترويج لهذه التخصصات الإقليمية، يسلط أسبوع المطبخ التركي الضوء على أهمية الممارسات الغذائية المستدامة والتقليدية. بينما نحتفل بأسبوع المطبخ التركي، فإن التركيز على نكهات بحر إيجه وممارسات صفر نفايات يقدم لمحة عن قلب ثقافة الطهي التركية. إن هذا التقليد الغني، الذي تشكل عبر التاريخ والجغرافيا، يؤكد أهمية الاستدامة والصحة والمجتمع، من خلال الوصفات الخالدة والممارسات المبتكرة للمطبخ التركي، يمكننا تقدير الروابط العميقة بين الطعام والثقافة والبيئة، مما يضمن استمرار ازدهار هذه التقاليد للأجيال القادمة. *سفيرة تركيا لدى الكويت

مشاركة :