أسعار الكاكاو العالمية تواصل التقلب ومخاوف من نقص الإمدادات

  • 5/20/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

خلال معظم العقد الماضي كان سعر الكاكاو أحد أكثر السلع العالمية الرئيسية تقلباً، مع اقترابه من سعر 2500 دولار للطن. ففي ضوء الاضطرابات العالمية وتغير حركة الزراعة قامت شركات صناعة الشوكولاتة الكبرى برفع الأسعار وحذرت من أنها ستضطر إلى الاستمرار في القيام بذلك إذا لم يستقر سعر الكاكاو، وفق ما ذكرت صحيفة ذا إيكونوميك تايمز الهندية. تقلب مستمر في أسعار الكاكاو انخفضت أسعار الكاكاو بأكثر من 19% متخلية عن جزء كبير من المكاسب القوية التي رفعتها إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في وقت سابق من هذا العام. تم تداول الأسعار عند حوالي 7,175 دولارًا بعد انخفاضها بحوالي 1,700 دولار للطن المتري ما يجعل ذلك أكبر انخفاض ليوم واحد للسلعة منذ عام 1980 على الأقل. وفي وقت سابق من العام، سجلت العقود الآجلة للكاكاو رقما قياسيا بلغ 11.722 دولارا للطن المتري. ارتفاع أسعار الكاكاو في 2024 ارتفعت أسعار الكاكاو هذا العام 2024 وسط نقص في حبوب الكاكاو بسبب انقطاع الإمدادات بما في ذلك الأمطار الغزيرة والأمراض. كما أدى الارتفاع إلى زيادة المخاوف من ارتفاع الأسعار في مراكز التجزئة والتوزيع ومحال المنتجات الغذائية بالنسبة للمستهلكين. على الرغم من الانخفاض الحاد قبل أيام ارتفع سعر الكاكاو بنسبة 70% تقريبًا منذ بداية العام حتى الآن و137٪ خلال الـ 12 شهرًا الماضية. ليست هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور عادة في سوق الكاكاو فكما تمت الإشارة تراوح سعر السلعة خلال معظم العقد الماضي في حدود 2500 دولار للطن المتري. سبب ارتفاع أسعار الكاكاو في العام الماضي، بعد ضعف المحاصيل في غرب أفريقيا بدأ السعر في الارتفاع حيث زاد إلى 4200 دولار للطن بحلول ديسمبر وهي عتبة لم يتم تجاوزها منذ السبعينيات ثم بدأ المضاربون الماليون في زيادة المضاربة ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وزيادة الرهان على ارتفاعها أكثر. دفع ذلك السعر إلى ما يزيد عن 6000 دولار للطن في فبراير و9000 دولار للطن في مارس و11000 دولار للطن في منتصف أبريل. ومنذ ذلك الحين، تأرجح السعر بشكل كبير حيث انخفض بنسبة 30٪ تقريبًا في أسبوعين فقط قبل أن يرتد مرة أخرى ليصل السعر 8699 دولارًا للطن. تغير المناخ يهدد محصول الكاكاو أدى مزيج من انخفاض هطول الأمطار والأمراض النباتية وشيخوخة الأشجار إلى محصول مخيب للآمال في ساحل العاج وغانا في عام 2023حيث ينتج البلدان حوالي ثلثي الكاكاو في العالم وبالتالي فإن النقص ضرب السوق العالمية بشدة. ويستمر هذا التأثير في وقت توقعت فيه المنظمة الدولية للكاكاو مؤخرًا أن الإنتاج العالمي سيتخلف عن الطلب بمقدار 374 ألف طن هذا الموسم الذي ينتهي في سبتمبر بعد عجز قدره 74 ألف طن العام الماضي. لا حل سريع لتقلبات اسعار الكاكاو لا يوجد حل سريع لهذا. وتستغرق أشجار الكاكاو سنوات لإنتاج الفاكهة مما لا يعطي المزارعين حافزاً يذكر لزراعة المزيد لأنهم لا يعرفون سعر المحصول عندما يؤتي ثماره وقد يفضل البعض استخدام المزيد من أراضيهم لزراعة المطاط أو استخراج الذهب أو زراعة شيئ آخر. ولكن في حين أن نقص الإنتاج كان سبباً في تعزيز مكاسب الأسعار الأولية فإن المضاربات من جانب المستثمرين مثل صناديق التحوط أخذت الأمور إلى مستوى آخر. كيف يتم تحديد السعر العالمي للكاكاو؟ مثل أي سلعة أخرى، للكاكاو العديد من الأسعار المختلفة. ففي غانا وساحل العاج تحدد الحكومة معدلا موسميا يدفع لمزارعي الكاكاو في محاولة لحمايتهم من تقلبات الأسعار العالمية. وبعد ارتفاع أسعار السوق في أبريل، وافقت وزارة الزراعة في ساحل العاج على رفع هذا المعدل لبقية الموسم لكنه لا يزال أقل بكثير من الزيادة في أسواق السلع العالمية، وفي بلدان أخرى، يحصل المزارعون على أسعار السوق. لكن كبار المشترين مثل "هيرشي" و"مونديليز" وتجار السلع يشترون ويبيعون الكاكاو في البورصات العالمية حيث يتاجرون بالحبوب وكذلك في العقود الآجلة التي يمكن أن تتطلب منهم استلام حبوب الكاكاو في تاريخ لاحق. توقعات باستئناف ارتفاع أسعار الكاكاو وقال بول جولز المحلل في "رابوبنك" :"إنه على الرغم من انخفاض الأسعار عن أعلى نقطة لها فمن المرجح أن تظل مرتفعة لبعض الوقت بسبب المشكلات النظامية التي سيستغرق حلها بعض الوقت". ماذا يعني هذا بالنسبة لأسعار الشوكولاتة؟ في هذا السياق، فهذا يعني ارتفاع أسعار الشوكولاتة في الغالب فعندما أعلنت شركة هيرشي وموندليز التي تمتلك علامات تجارية مثل "كادبوري" و"توبليرون" عن أرباحها مؤخراً كانت تقلبات الأسعار موضوعاً كبيراً للنقاش. وقالت شركة مونديليز إنها رفعت أسعارها نحو 6% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وهيرشي حوالي 5% وقال كلاهما إنهما سيكونان على استعداد لرفع الأسعار أكثر إذا ظلت تكلفة الكاكاو مرتفعة. وقالت الشركتان إن أرباحهما زادت بنسبة مضاعفة مقارنة بالعام السابق حيث واصل المستهلكون شراء منتجاتهم على الرغم من ارتفاع الأسعار. صرح لوكا زاراميلا المدير المالي لشركة مونديليز للمحللين في 30 أبريل أن السوق "يبالغ في رد فعله" وأنه من المحتمل جدًا أن يصحح نفسه في النصف الأخير من العام.

مشاركة :