معجزة الإسراء والمعراج وتأثيرات رحلة الطائف

  • 2/16/2024
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

من‭ ‬بين‭ ‬المناسبات‭ ‬أو‭ ‬الأحداث‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬السيرة‭ ‬النبوية‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬عندها‭: ‬حدث‭ ‬أو‭ ‬معجزة‭ ‬الإسراء‭ ‬والمعراج‭.‬ فما‭ ‬هو‭ ‬الإسراء‭ ‬والمعراج؟ فالإسراء‭ ‬يقصد‭ ‬به‭ ‬تلك‭ ‬الرحلة‭ ‬الليلية‭ ‬التي‭ ‬خص‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬نبيه‭ ‬محمداً‭ -‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭- ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬من‭ ‬المسجد‭ ‬الحرام‭ ‬بمكة‭ ‬المكرمة‭ ‬إلى‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬ببيت‭ ‬المقدس‭.‬ ويُقصد‭ ‬بالمعراج‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬عَقِبَ‭ ‬الإسراء‭ ‬من‭ ‬عروج‭ ‬وارتقاء‭ ‬في‭ ‬طباق‭ ‬السماوات‭ ‬حتى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬تنقطعُ‭ ‬دونَه‭ ‬علوم‭ ‬الخلائق،‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬حقيقته‭ ‬وكنهه‭ ‬أحد‭ ‬إلا‭ ‬الله‭.‬ ولقد‭ ‬أشار‭ ‬ربنا‭ - ‬سبحانه‭ - ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المعجزة‭ ‬في‭ ‬سورتين‭ ‬مختلفتين،‭ ‬قال‭ ‬ربنا‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬سورة‭ ‬الإسراء‭: ‬‮«‬سُبْحَانَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬أَسْرَى‭ ‬بِعَبْدِهِ‭ ‬لَيْلًا‭ ‬مِنَ‭ ‬الْمَسْجِدِ‭ ‬الْحَرَامِ‭ ‬إِلَى‭ ‬الْمَسْجِدِ‭ ‬الْأَقْصَى‭ ‬الَّذِي‭ ‬بَارَكْنَا‭ ‬حَوْلَهُ‭ ‬لِنُرِيَهُ‭ ‬مِنْ‭ ‬آيَاتِنَا‮»‬‭ (‬الإسراء‭: ‬1‭). ‬ وكذلك‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬النجم‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬وَلَقَدْ‭ ‬رَآهُ‭ ‬نَزْلَةً‭ ‬أُخْرَى‭ - ‬عِنْدَ‭ ‬سِدْرَةِ‭ ‬الْمُنْتَهَى‭ - ‬عِنْدَهَا‭ ‬جَنَّةُ‭ ‬الْمَأْوَى‭ - ‬إِذْ‭ ‬يَغْشَى‭ ‬السِّدْرَةَ‭ ‬مَا‭ ‬يَغْشَى‭ - ‬مَا‭ ‬زَاغَ‭ ‬الْبَصَرُ‭ ‬وَمَا‭ ‬طَغَى‭ - ‬لَقَدْ‭ ‬رَأَى‭ ‬مِنْ‭ ‬آيَاتِ‭ ‬رَبِّهِ‭ ‬الْكُبْرَى‮»‬‭ (‬النجم‭: ‬13‭ - ‬18‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬المعراج‭.‬ وهذه‭ ‬المعجزة‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نفهم،‭ ‬وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬على‭ ‬معانيها‭ ‬العظيمة‭ ‬ودلالاتها‭ ‬المعبرة،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬مع‭ ‬رحلة‭ ‬الطائف‭.‬ فرحلة‭ ‬الطائف‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬حادثةَ‭ ‬الإسراء‭ ‬والمعراج‭ ‬هي‭ ‬رحلة‭ ‬مليئة‭ ‬بالعِبَر‭ ‬والعظات‭ ‬والدروس،‭ ‬هي‭ ‬رحلة‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬معانيها‭ ‬ودلالاتها،‭ ‬رحلة‭ ‬تُعلم‭ ‬المسلم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زمان‭ ‬ومكان‭ ‬الصبرَ‭ ‬والثبات‭ ‬على‭ ‬المبدأ‭ ‬والعقيدة،‭ ‬وتلقِّنه‭ ‬كيف‭ ‬يتربى‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المصائب‭ ‬والشدائد‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬نصرة‭ ‬دين‭ ‬الله‭.‬ فبعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬والألم‭ ‬والحصار‭ ‬الذي‭ ‬مارسته‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬والباطل‭ ‬والاستكبار،‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬أكابر‭ ‬القوم‭ ‬من‭ ‬قريش‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ - ‬ومن‭ ‬اتبعه‭ ‬من‭ ‬المؤمنين،‭ ‬فكر‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ - ‬وللمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬البعثة‭ ‬أن‭ ‬يَخرج‭ ‬بدعوته‭ ‬خارج‭ ‬مكة،‭ ‬علَّه‭ ‬يجد‭ ‬إقبالا‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الإسلام،‭ ‬فاختار‭ ‬الخروج‭ ‬إلى‭ ‬الطائف،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تمثل‭ ‬مركزا‭ ‬ومكانا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬لسادات‭ ‬قريش‭ ‬وأهلها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭: ‬بفقه‭ ‬المرحلة‭.‬ انطلق‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ - ‬إلى‭ ‬الطائف‭ ‬ومعه‭ ‬زيد‭ ‬بن‭ ‬حارثة‭ - ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عنه‭ - ‬انطلق‭ ‬صلوات‭ ‬ربي‭ ‬وسلامه‭ ‬عليه‭ ‬إلى‭ ‬الطائف‭ ‬على‭ ‬قدميه‭ ‬فوق‭ ‬رمال‭ ‬ملتهبة‭ ‬وتحت‭ ‬شمس‭ ‬محرقة،‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬أرض‭ ‬خصبة‭ ‬تقبل‭ ‬بذرة‭ ‬التوحيد‭ ‬وتحمل‭ ‬مشعل‭ ‬الرسالة‭.‬ فهو‭ - ‬والله‭ - ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬دعوته‭ ‬أو‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬يحمل‭ ‬همها،‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬مالا‭ ‬ولا‭ ‬وجاهة،‭ ‬ولا‭ ‬شهرة،‭ ‬ولا‭ ‬منصبا‭ ‬زائلا،‭ ‬وإنما‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬ينتشل‭ ‬من‭ ‬أراد‭ ‬من‭ ‬أوحال‭ ‬الكفر‭ ‬والشرك‭ ‬إلى‭ ‬أنوار‭ ‬التوحيد‭ ‬والإيمان،‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يُخرج‭ ‬من‭ ‬شاء‭ ‬من‭ ‬عبادة‭ ‬العباد‭ ‬إلى‭ ‬عبادة‭ ‬رب‭ ‬العباد،‭ ‬ومن‭ ‬ظلمات‭ ‬الجهل‭ ‬إلى‭ ‬نور‭ ‬الإسلام،‭ ‬ومن‭ ‬ضيق‭ ‬الدنيا‭ ‬إلى‭ ‬سعة‭ ‬الآخرة‭.‬ لكن‭ ‬أهل‭ ‬الطائف‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وقبل‭ ‬انتصار‭ ‬دعوة‭ ‬الإسلام‭ ‬تخلوا‭ ‬عن‭ ‬أبسط‭ ‬مظاهر‭ ‬الخُلق‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬إكرام‭ ‬الضيف‭ ‬الغريب،‭ ‬فكانوا‭ ‬أشد‭ ‬خِسَّةً‭ ‬مما‭ ‬توقعه‭ ‬النبي‭ - ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ - ‬فلم‭ ‬ير‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يستجيب‭ ‬لدعوته‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬ينصره،‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬منهم‭ ‬إلا‭ ‬الصد‭ ‬والإعراض‭ ‬والتكذيب،‭ ‬بل‭ ‬بلغ‭ ‬بهم‭ ‬الحال‭ ‬أن‭ ‬سلطوا‭ ‬عليه‭ ‬صبيانهم‭ ‬وسفهاءهم‭ ‬فرموه‭ ‬بالحجارة‭ ‬حتى‭ ‬جُرحت‭ ‬قدماه‭ ‬وسال‭ ‬دمه‭ ‬الشريف‭.‬ فتعالوا‭ ‬بنا‭ ‬لنعش‭ ‬مع‭ ‬موقف‭ ‬وردِّ‭ ‬الرسول‭- ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ -‬؛‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬صحيح‭ ‬مسلم‭ ‬أن‭ ‬عائشة‭ -‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‭ - ‬سألت‭ ‬النبي‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭-: ‬هل‭ ‬أتى‭ ‬عليك‭ ‬يوم‭ ‬كان‭ ‬أشدَّ‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬أحد؟‭ ‬قال‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬لقيت‭ ‬من‭ ‬قومك‭ ‬ما‭ ‬لقيت،‭ ‬وكان‭ ‬أشدَّ‭ ‬ما‭ ‬لقيت‭ ‬منهم‭ ‬يوم‭ ‬العقبة،‭ ‬إذ‭ ‬عرضت‭ ‬نفسي‭ ‬على‭ ‬ابن‭ ‬عبد‭ ‬يا‭ ‬ليل‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬كُلال‭ ‬فلم‭ ‬يُجبني‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أردت،‭ ‬فانطلقت‭ ‬وأنا‭ ‬مهموم‭ ‬على‭ ‬وجهي‭ ‬فلم‭ ‬استفق‭ ‬إلا‭ ‬وأنا‭ ‬بقرن‭ ‬الثعالب،‭ ‬فرفعت‭ ‬رأسي‭ ‬فإذا‭ ‬أنا‭ ‬بسحابة‭ ‬قد‭ ‬أظلتني،‭ ‬فنظرت‭ ‬فإذا‭ ‬فيها‭ ‬جبريل،‭ ‬فناداني‭ ‬فقال‭: ‬يا‭ ‬محمد‭ ‬إن‭ ‬الله‭ - ‬جل‭ ‬وعلا‭ - ‬قد‭ ‬سمع‭ ‬قولَ‭ ‬قومِك‭ ‬لك‭ ‬وما‭ ‬رَدُّوا‭ ‬عليك،‭ ‬وقد‭ ‬بعث‭ ‬الله‭ ‬إليك‭ ‬ملَك‭ ‬الجبال‭ ‬لتأمره‭ ‬بما‭ ‬شئت‭ ‬فيهم،‭ ‬فناداني‭ ‬ملَك‭ ‬الجبال،‭ ‬فسلمَ‭ ‬عليَّ‭ ‬ثم‭ ‬قال‭: ‬يا‭ ‬محمد‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬سمع‭ ‬قولَ‭ ‬قومِك‭ ‬لك،‭ ‬وأنا‭ ‬ملَك‭ ‬الجبال،‭ ‬وقد‭ ‬بعثني‭ ‬ربُّك‭ ‬إليك‭ ‬لتأمرني‭ ‬بأمرك‭ ‬فما‭ ‬شئت،‭ ‬إن‭ ‬شئت‭ ‬أطبقت‭ ‬عليهم‭ ‬الأخْشبَيْن‮»‬‭.‬ فوالله‭ - ‬معشر‭ ‬العباد‭ - ‬لو‭ ‬كان‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ - ‬ممن‭ ‬ينتقم‭ ‬لذاته،‭ ‬أو‭ ‬لمكانته،‭ ‬أو‭ ‬ينتقم‭ ‬لِقَطرات‭ ‬دمٍ‭ ‬نزفت‭ ‬منه؛‭ ‬لأمَر‭ ‬ملَك‭ ‬الجبال‭ ‬أن‭ ‬يُهلك‭ ‬قوما‭ ‬استكبروا‭ ‬وتحجرت‭ ‬قلوبهم‭.‬ لأمَر‭ ‬ملَك‭ ‬الجبال‭ ‬أن‭ ‬يُدمر‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وألا‭ ‬يُبقِي‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الطائف‭ ‬من‭ ‬الكافرين‭ ‬دَيارا‭.‬ ولكنه‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬الرحمة‭ ‬المهداة،‭ ‬نهر‭ ‬الرحمة،‭ ‬وينبوع‭ ‬الحنان،‭ ‬قلبه‭ ‬ينبض‭ ‬بالرحمة‭ ‬والحب‭ ‬والخير‭ ‬لكل‭ ‬الناس،‭ ‬فهو‭ ‬كما‭ ‬وصفه‭ ‬ربه‭ -‬جل‭ ‬وعلا‭-‬وصفا‭ ‬ما‭ ‬اتصف‭ ‬به‭ ‬ملك‭ ‬مقرب‭ ‬ولا‭ ‬نبي‭ ‬مرسل‭: ‬‮«‬وَإِنَّكَ‭ ‬لَعَلَى‭ ‬خُلُقٍ‭ ‬عَظِيمٍ‮»‬‭ (‬القلم‭: ‬4‭).‬ فهو‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬ما‭ ‬خرج‭ ‬إلى‭ ‬أهل‭ ‬الطائف‭ ‬إلاَّ‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬يقينا‭ ‬أن‭ ‬أصلابهم‭ ‬تحمل‭ ‬ربيعا‭ ‬قادما،‭ ‬تحمل‭ ‬أملا‭ ‬سيشرِق‭ ‬كالفجر،‭ ‬وسيتحرَك‭ ‬كالنَّسيم،‭ ‬ولذا‭ ‬لم‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬ينتقم‭ ‬منهم،‭ ‬بل‭ ‬قال‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬أرجو‭ ‬أن‭ ‬يُخرجَ‭ ‬اللهُ‭ ‬من‭ ‬أصلابِهم‭ ‬من‭ ‬يعبدُ‭ ‬اللهَ‭ ‬وحدَه،‭ ‬لا‭ ‬يشركُ‭ ‬به‭ ‬شيئًا‮»‬‭.‬ ثم‭ ‬عاد‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ - ‬إلى‭ ‬مكة،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يدخلها‭ ‬استوقفه‭ ‬زيد‭ ‬بن‭ ‬حارثة‭ ‬وقال‭ ‬له‭: ‬كيف‭ ‬تدخل‭ ‬عليهم‭ ‬وقد‭ ‬أخرجوك؟‭! ‬زيد‭ ‬يخشى‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ -‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭- ‬من‭ ‬قريش‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تُلحق‭ ‬به‭ ‬أذى‭ ‬أو‭ ‬تقتله‭.‬ لكن‭ ‬النبي‭ ‬الكريم‭ ‬يجيب‭ ‬زيدا‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬ويقين‭: ‬‮«‬يا‭ ‬زيد‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬جاعل‭ ‬لما‭ ‬ترى‭ ‬فرجا‭ ‬ومخرجا،‭ ‬وإن‭ ‬الله‭ ‬ناصر‭ ‬دينه‭ ‬ومظهر‭ ‬نبِيه‮»‬‭.‬ فرسول‭ ‬الله‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ - ‬يعلم‭ ‬بأن‭ ‬بعد‭ ‬العسر‭ ‬يسرا،‭ ‬وأن‭ ‬كلَّ‭ ‬محنة‭ ‬وراءها‭ ‬منحة،‭ ‬وكلَّ‭ ‬شدة‭ ‬وراءها‭ ‬عطاء‭ ‬وتكريم‭ ‬من‭ ‬الله‭.‬ وقد‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬توقعه‭ ‬النبي‭ -‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭-‬،‭ ‬فبَعد‭ ‬تلك‭ ‬الشدائد‭ ‬والمحن،‭ ‬جاءت‭ ‬رحلة‭ ‬التكريم‭ ‬ورحلةُ‭ ‬الإعجاز‭ ‬الإلهي‭ ‬العظيم،‭ ‬لتثبيت‭ ‬قلب‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ - ‬ولكي‭ ‬يزداد‭ ‬إيمانا‭ ‬ويقينا‭ ‬بما‭ ‬يدعو‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬ربه‭.‬ وهذا‭ ‬درس‭ ‬عظيم‭ ‬لكل‭ ‬مسلم‭ ‬يتعرض‭ ‬لشدة‭ ‬أو‭ ‬تصيبه‭ ‬محنة‭ ‬أو‭ ‬كرب،‭ ‬فإذا‭ ‬صبر‭ ‬وتحمل،‭ ‬فيقينا‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬سيكرمه‭ ‬بالعطاءات‭ ‬والمنح‭ ‬الجليلة‭.‬ داعية‭ ‬وخطيب‭ ‬إسلامي

مشاركة :