شرّفت الأميرة الجوهرة بنت خالد بن مساعد، حرم الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز، لقاء الصالون الثقافي النسائي بـأدبي جدة، الأحد 10 إبريل 2016م، حيث تحدثت أ.د وفاء عبد الله المزروع أستاذ التاريخ بكلية الشريعة في جامعة أم القرى، عن إسهام الرحالة والمجاورين الأندلسيين في الحياة العلمية بمكة المكرمة من القرن الثاني الهجري حتى نهاية القرن السادس الهجري، حيث تحدثت عن دور النبي صلى الله عليه وسلم في تأسيس المسجد كأول مدرسة في الإسلام لبناء الأجيال وصناعة الرجال، وعلى أساس المسجد يقوم كيان الأمة الروحي، وبين أركانه يتدارس المسلمون كتاب الله ويتلونه حق تلاوته.. ولقد ساهم المسجد في التثقيف العلمي للمسلمين وقام في الحضارة الإسلامية مقام المدارس والجامعات. ومن خلال تتبع رحلات الحج، نجد أن العلماء قاموا بتسجيل حي للمجتمع الإسلامي في تلك الفترة من جوانبه كافة، بالإضافة إلى أن تلك الرحلات كانت تعكس الطابع الحضاري الذي كانت عليه تلك الديار في تلك الفترة . ظهر نشاط علماء الأندلس والمغرب القادمين إلى الديار المقدسة بصورة واضحة ولافتة، فمنهم من جاور واستقر، ومنهم من حج وغادر، وكلا الطرفين ترك أثرا عميقا وانفرد بخصائص مهمة في أثناء عودتهم إلى ديارهم بعد المجاورة أو قضاء فريضة الحج.ساهم وجود علماء في أرض الحرمين في ميلاد حركة علمية، أطلقت المصادر على روادها اسم العلماء المجاورين بمكة المكرمة، وهو موضوع لم ينل حظه الكامل في الدراسات التاريخية الحديثة، رغم أهمية هذه الظاهرة في تشكيل الحركة الثقافية بمكة المكرمة. تنوعت أسباب مجيئهم ما بين أداء الفريضة، وطلب العلم والتجارة والاستشفاء، وحرص هؤلاء القادمون على لقاء العلماء وشهود حلقات العلم التي تزدحم برجال القراءات، والتفسير، والحديث، والفقه، والسير، والمغازي، وعلم الأنساب، والأدب، والطب، وغير ذلك من العلوم. وكانوا حريصين على حضور المناظرات التي تعقد بين العلماء الذين قدموا إلى أرض الحرمين من مختلف الأنحاء وفي مختلف فروع العلم. كما تطرقت المزروع إلى تطور هذه الرحلات خلال القرون من الثاني إلى السادس، وذكرت أعلامها وأهم المدونات التي تمثل وثائق تاريخية مهمة لحضارة بلاد الحرمين في تلك الحقبة، كما تعد الرحلات المدونة للأندلسيين أحد روافد أدب الرحلات، وهي رافد من روافد الأدب الأندلسي والتراث المأثور. وعرفت المزروع ظاهرة المجاورة التي تمثلت في بروز شريحة اجتماعية مميزة من أهل العلم والصلاح في مكة المكرمة وعرف أفرادها بالمجاورين، والمجاورة تعني المساكنة والمصاقبة والمقاربة، والجوار هو الذي يجاورك بيتا ببيت. حظي اللقاء بالعديد من المداخلات، استهلتها الأميرة الجوهرة بنت خالد، د/ سعدة العنزي، د/ إيمان عزام من جامعة طيبة، فريدة شطا، د/ صفاء العولقي، نجلاء المزروع، د/ سعاد جابر، نادية خوندنة، د/ عفت خوقير، فوزية المزروع. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الصالون الثقافي النسائي بـأدبي جدةيلقي الضوء على إسهام الرحالة والمجاورين
مشاركة :