ياسر رشاد - القاهرة - تحل علينا غدًا ذكرى وفاة الفنان إسماعيل ياسين، الذي قدم أعمالًا ستظل باقية مع جمهوره حتى الآن. لم تكن حياته سهلة فى بدايتها، وإنما عاش أيامًا صعبة قبل احترافه الفن. وقال فى حوار سابق إنه حصل على جنيهات من جدته لوالدته وهرب من السويس إلى القاهرة، ليعمل مطربا، لكن الحظ لم يحالفه، ووجد معهد الموسيقى مغلقا. وأضاف إسماعيل ياسين: "وقتها كان عمرى 17عامًا، وكنت شابًا طائشًا معه 6 جنيهات وضيعتهم، وأصبحت لا أعرف إلى أين أذهب؟ ولم أجد سوى أولاد خالى الذين كان يكرمهم والدى عندما يأتونى لزيارتنا، لكنهم قالوا لى عندما رأونى "جاى ليه؟". وتابع: "أخبرتهم بأنني سأقيم في القاهرة وأقدم في معهد الموسيقي، لكنني فوجئت باعتراضهم على أن يصبح فردا من العائلة مطربا، وكأنني تاجر مخدرات مثلا، وللأسف ساءت حالتي النفسية و"مستريحتش" وأخذت أسير في الشوارع لا أعرف مصيري. وحول هذه الفترة قال إسماعيل ياسين: وكنت بلف طوال النهار ولا أعمل ولم أكن أعرف أحدا في القاهرة، وفي آخر اليوم كنت أنام في مسجد السيدة زينب، وكان إمام الجامع يرفصني برجله ويقول لي "قوم" لغاية ما أصبحوا يحفظون شكلي لأن ملابسي اتسخت ولحيتي طالت. وبعد كل هذا العناء بدأ "ياسين" تقديم فن "المونولوج" تأليف أبو السعود الإبياري، حيث شكلا في ذلك الوقت ثنائيا فنيا ناجحا، وظل عشر سنوات من عام 1935 إلى عام 1945 متألقا في هذا المجال. كانت بداية دخوله السينما عام 1939، حيث اختاره فؤاد الجزايرلي ليشارك في فيلم "خلف الحبايب"، قبل أن يقدم بعدها سلسلة من الأفلام، التي تحمل اسمه أبرزها: "إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين"، "إسماعيل ياسين طرزان"، "إسماعيل ياسين فى جنينة الحيوانات"، "إسماعيل ياسين فى البوليس"، وغيرها من الأفلام. واستعان إسماعيل ياسين وشريكه أبو السعود الإبياري بعدد كبير من المخرجين المرموقين في إخراج مسرحياتهم منهم: السيد بدير، محمد توفيق، عبد المنعم مدبولي، نور الدمرداش. كما عمل في مسرح إسماعيل ياسين نخبة كبيرة من كبار النجوم أمثال: عبد الوارث عسر، شكري سرحان، سناء جميل، تحية كاريوكا وغيرهم. وقد قدّم للمسرح 60 مسرحية سجلت جميعها للتليفزيون ولكن أحد الموظفين بالتليفزيون المصري أخطأ وقام بمسحها جميعا، إلا فصلين من مسرحية «كل الرجالة كده» وفصل واحد من مسرحية أخرى، وإن كان من يرى أن ذلك المسح تم بشكل متعمد.
مشاركة :