عندما ترفع وزارة الإعلام في عام التحوُّل الإعلامي 2024؛ شعاراً مختلفاً: «الاستراتيجيات والأولويات»، لتعيد رسم مستقبل الإعلام السعودي على كافة المستويات، فهي تسعى - بلا شك - لتحقيق التحوُّل الإعلامي بروح سعودية أصيلة، بل وتنشئ (3) أكاديميات إعلامية فاعلة، تستهدف (4000) متدرب خلال عامين، من خلال برامج متخصصة، بشراكة غير مسبوقة مع جامعات عالمية، وفي هذا السياق تواصل الوزارة خطتها التنفيذية للاستفادة من مجالات الذكاء الاصطناعي والإسهام فيها، في ظل النمو العالمي المتسارع بهذا القطاع، ليتحول الإعلام السعودي إلى لاعب أساسي يليق بطموح الوطن الحلم، خاصة في ظل تأسيس مركز التميُّز للذكاء الاصطناعي بسواعد وطنيّة، ومعسكر الذكاء الاصطناعي التوليدي بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)؛ كل هذا طموحاً وسعياً من وزارة الإعلام في عهدها الجديد إلى أن يكتب «خبر المستقبل» بخوارزميات الإلهام، ويعرض على شاشة كبيرة اسمها «الحلم السعودي، «ورغم ذلك كله الوزارة مستمرة في تنظيم منتدى دولي للمؤثرين الشباب خلال هذا العام، وتعتزم عقد لقاء شهري للوزراء مع الإعلاميين، تصوروا جمال هذه الخطوة النوعية والمفصلية في المشهد الإعلامي المحلي عندما تجمع الوزارة المختصة الوزراء والإعلاميين السعوديين لتختصر المسافة بين «الوزير» و«الإعلامي» من أجل تحسين تقديم الخدمة النوعية للمواطن، كما تعمل الوزارة من خلال لجانها المختصة على تطوير المنتدى السعودي للإعلام والذي أصبح علامة فارقة في مسيرتنا الإعلامية، بل واجهة إعلامية سعودية. السؤال الحلم متى ينجح الإعلام السعودي في عناق «المستقبل»؟ هذا ما أجاب عنه وزير الإعلام سلمان الدوسري قبل أيام في سحور الإعلاميين عندما قال للحضور بكل وضوح وشفافية: إن وزارته تطمح لأن يكون لقاء «سحور الإعلام» في العام المقبل مخصصًا للحوار عن الإعلام السعودي في إكسبو 2030، وذلك إسهامًا من الوزارة في تطوير الخطط والاستعدادات الإعلامية للمحفل العالمي الذي سوف تستضيفه «رياض المستقبل». وهنا يخرج «سحور الإعلام» من ضيق البريق الإعلامي إلى فضاء الإبداع الحقيقي عندما تبدع الوزارة في دعم مشاريع الوطن وطموحات القيادة من خلال تنمية إعلامية شاملة لكافة مفاصل مشهدنا الإعلامي، خاصة وأن «سحور الإعلام» بات تقليدًا سنويًا تعانق فيه الوزارة الأفكار الجديدة والمتجددة، عندما تحترف إشراك الإعلاميين والمهتمين والمختصين في المجتمع السعودي للمساهمة في رسم ملامح «مستقبل الإعلام» والتي ستصنع - بلا شك - الفرق في الساحة الإعلامية في القريب العاجل بما يتناغم مع القفزات التنموية في مشاريع الوطن ومواقف القيادة من قضايا المنطقة، فما زلنا بحاجة إلى برامج تلفزيونية منافسة على مستوى خارطة البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوثائقية والسياسية والرياضية عبر «عزف سعودي» أصيل، كما في برامج: «الشارع السعودي» و«مخيال» والبرنامج السياسي المعروف «الموقف» والذي يتناول الأحداث السياسية منذ سنوات ويخلق الحلول الواقعية، ويبين الحقائق، ويظهر المواقف من خلال مسؤوليته تجاه المجتمع، ويسعى إلى ترسيخ مفاهيم السياسات الجديدة التي تستحق البحث محلياً ودوليا، خاصة والرياض العاصمة العربية الوحيدة ضمن مجموعة «دول العشرين» الاقتصادية، والتي تعيش عهداً جديداً، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز- أيده الله- وولي عهده الأمين -حفظه الله-، بخيارات سياسية واقتصادية متعددة، مما يجعلها «ميناء آمناً» وسط محيط متلاطم من الصراعات المختلفة على كافة مستويات الجغرافيا السياسية.
مشاركة :