فيما يستمر القصف الإسرائيلي على رفح مخلفاً سقوط العشرات وتدمير المباني والملاجئ، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة من جنوده في قتال بجنوب غزة الأربعاء، وأضاف أن ثلاثة جنود آخرين لحقت بهم إصابات خطيرة في نفس الواقعة.من جهته، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء أنّ «روح الأمم المتحدة ماتت في غزة»، بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت النازحين في مدينة رفح.وقال أردوغان أمام نواب في حزبه «الأمم المتحدة لا يمكنها أن تحمي موظفيها حتى. ماذا تنتظرون لتتصرّفوا؟ ماتت روح الأمم المتحدة في غزة».وفي هذه الأثناء، أظهر تحليل أجرته شبكة «سي إن إن» لفيديو حديث أنه تم استخدام ذخائر مصنوعة بالولايات المتحدة في الغارة الإسرائيلية القاتلة على مخيم للنازحين في رفح، يوم الأحد، التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 45 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 200، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في غزة ومسعفين فلسطينيين.وأظهرت لقطات حصلت عليها شبكة «سي إن إن» مساحات واسعة من المخيم، المعروف باسم «مخيم السلام الكويتي 1»، مشتعلة بالنيران، وسط محاولة عشرات الرجال والنساء والأطفال العثور على أي مكان للاحتماء به من الهجوم.كما أظهرت قيام رجال الإنقاذ بسحب جثث محترقة، بما في ذلك جثث أطفال، من تحت الأنقاض.وفي مقطع فيديو تمت مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي، وتأكدت شبكة «سي إن إن» من أنه مكان وقوع المجزرة، من خلال مطابقة التفاصيل بما في ذلك لافتة عند مدخل المخيم، والبلاط الموجود على الأرض، يظهر ذيل قنبلة أميركية الصنع ذات قطر صغير، من طراز «جي بي يو 39»، وفقاً لأربعة خبراء في الأسلحة المتفجرة.وقال خبير الأسلحة كريس كوب سميث، إن قنبلة «جي بي يو 39» التي تصنعها شركة «بوينج»، هي قنبلة عالية الدقة «مصممة لمهاجمة أهداف ذات أهمية استراتيجية»، وتؤدي إلى أضرار جانبية منخفضة.ومع ذلك، قال سميث، وهو أيضاً ضابط مدفعية سابق في الجيش البريطاني: «إن استخدام أي ذخيرة، حتى بهذا الحجم، في منطقة مكتظة بالسكان، سيؤدي بالتأكيد إلى مخاطر كبيرة».ومن جهته، أكد تريفور بول -وهو عضو كبير سابق في فريق التخلص من الذخائر المتفجرة بالجيش الأمريكي- أن الشظية هي قنبلة «جي بي يو 39»؛ مشيراً إلى أن هذه القنبلة مميزة وفريدة للغاية من نوعها، وأنه حين رأي الذيل تأكد أنها تابعة لهذا الطراز الأمريكي الصنع.وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء إنها تراقب عن كثب التحقيق في غارة جوية إسرائيلية «مأساوية» على رفح بقطاع غزة أسفرت عن سقوط قتلى، لكنها قالت إن العمليات الإسرائيلية في المدينة لا ترقى حتى الآن لهجوم بري كبير يتجاوز أي خطوط حمراء أمريكية.وتبدّلت خطوط جو بايدن الحمراء بشأن الهجوم الإسرائيلي على رفح مرّة تلو الأخرى، لكن الرئيس الأمريكي يواجه ضغوطاً متزايدة لتشديد موقفه بعد ضربة استهدفت مخيماً للنازحين في المدنية أسفرت عن سقوط 45 قتيلاً.ورغم التنديد الدولي بالهجوم، شدد البيت الأبيض الثلاثاء على أنه لا يعتقد بأن إسرائيل أطلقت العملية واسعة النطاق التي سبق لبايدن التحذير منها.وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن بايدن بقي ثابتاً في مواقفة ولا «يبدّل المعايير» بشأن ما يمكن تعريفه على أنه هجوم عسكري واسع النطاق من قبل إسرائيل.لكن بايدن يواجه معضلة تحقيق توازن بين إرضاء الداخل والمجتمع الدولي في آن بشأن غزة، لا سيما في عام يجد الديموقراطي البالغ 81 عاماً نفسه عالقاً فيه في معركة انتخابية مع سلفه دونالد ترامب.وقال مدير الأبحاث لدى «مجموعة صوفان» كولين كلارك لفرانس برس إن «بايدن يرغب بأن يبدو صارماً بشأن رفح وحاول حقاً بأن يكون حازماً مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو، لكن في عام سيشهد انتخابات، فإن خطوطه الحمراء تزداد غموضاً».وأضاف «أعتقد بأنه سيواصل تبديل هذه الخطوط عبر المناورة بناء على التطورات الميدانية».وقي وقت يواجه احتجاجات تعم الجامعات الأمريكية على خلفية دعمه لإسرائيل، قال بايدن في وقت سابق هذا الشهر إنه لن يزوّد إسرائيل بالأسلحة لعملية عسكرية كبيرة في رفح وجمّد شحنة قنابل.لكنه لم يقم بأي تحرّك مذاك رغم تكثيف إسرائيل هجماتها الجوية وتقدّم دباباتها منذ الثلاثاء إلى وسط رفح.وبدلاً من ذلك، اختار البيت الأبيض مناقشة ما يمكن اعتباره غزو.وأكد مستشار الأمن القومي جايك ساليفان الأسبوع الماضي أنه لا توجد «قاعدة حسابية» وأضاف «ما سنقوم به هو أننا سننظر في مسألة إن كان هناك الكثير من الموت والدمار».وفي البيت الأبيض الثلاثاء، انهالت الأسئلة على كيربي بشأن الضربة الإسرائيلية التي أدت إلى اندلاع حريق في مخيم للنازحين حيث احترق العشرات حتى الموت.وقال كيربي إن سقوط القتلى أمر «يفطر القلب» و»مروّع» لكنه شدد على أن واشنطن لن تغيّر سياستها تجاه إسرائيل.وصرّح للصحافيين «لم نرهم يقتحمون رفح.. لم نرهم يدخلون بوحدات كبيرة بأعداد كبيرة من الجنود بأرتال وتشكيلات ضمن مناورة منسقة ضد أهداف عدة على الأرض».لكن الضغوط الدولية تزداد على بايدن الذي يصف نفسه بأنه صهيوني ووقف إلى جانب نتانياهو رغم الخلافات بين الطرفين منذ اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر إثر هجوم شنّته حركة حماس.ويتساءل كثر إلى متى يمكن للولايات المتحدة أن تتسامح مع الهجوم الإسرائيلي على رفح رغم الأمر الصادر لها من محكمة العدل الدولية (أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة والتي تعد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ضمن أعضائها) بوقف العملية.بدورها أدانت حركة حماس الفلسطينية، الأربعاء، بشدة «إصرار إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على التعامي وإنكار المجازر المروعة، التي يقترفها الجيش الإسرائيلي ضد النازحين في رفح، رغم فظاعة المشاهد الناجمة عن هذه الاستهدافات المتكررة على خيام النازحين».وقالت حماس، في بيان لها، إن «ما صرح به جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بأن الكيان الصهيوني لم يتجاوز حتى الآن الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس بايدن، يشير بوضوح إلى استهتار الإدارة الأمريكية بأرواح المدنيين وتواطئها في قتلهم، لا سيما مع ظهور تحقيقات أوّلية تشير إلى أن القنابل المستخدمة ضد النازحين هي قنابل وذخائر أمريكية الصنع».وحمّل البيان «الإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني، المسؤولية عن هذه المجازر المروعة»، داعيا «الولايات المتحدة إلى الكف عن سياسة الكيل بمكيالين، ووقف شراكتها في قتل الفلسطينيين، فتلك مسؤولية تاريخية ستلاحقها وتلاحق كافة المتواطئين عن قتل الأبرياء من الأطفال والمدنيين العزّل مهما طال الزمن»، بحسب البيان.وفي الصين، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ونظيره الصيني، شي جين بينج، الأربعاء، أن «تطبيق حل الدولتين هو الضامن الرئيسي لاستعادة الاستقرار وإرساء السلم والأمن الإقليميين».وقالت الرئاسة المصرية، في بيان لها، إن «الرئيس عبدالفتاح السيسي، التقى بالرئيس الصيني بالعاصمة بكين»، مؤكدين على «ضرورة وقف إطلاق النار فوراً، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم».وشدد السيسي على «ضرورة وقف الحرب في غزة»، مؤكداً على «الخطورة البالغة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية، على الأصعدة الإنسانية والأمنية والسياسية، وما تسفر عنه من مآسي إنسانية وسقوط ضحايا، وآخرها القصف المتعمد لمخيم للنازحين الذي نتجت عنه كارثة إنسانية مفجعة»، فيما أشاد الرئيس الصيني، بدور مصر المحوري وجهودها الدؤوبة للتهدئة وإنفاذ المساعدات الإنسانيةإنسانياً، دعا الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأربعاء إلى وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة حيث يواجه ملايين السكان أزمة جوع آخذة في التفاقم.ويعاني القطاع الذي مزقته الحرب من كارثة إنسانية بعد ما يقرب من سبعة أشهر من شن إسرائيل لحملة عسكرية مدمرة ردا على هجوم قادته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول وأسفر عن مقتل 1200 شخص في إسرائيل.نيكي هايلي تكتب «اقضوا عليهم» على قذائف إسرائيليةأظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي نيكي هايلي، المرشحة الجمهورية السابقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهي تكتب عبارة «أقضوا عليهم» على قذيفة إسرائيلية خلال قيامها بجولة على مواقع عسكرية في إسرائيل بالقرب من الحدود الشمالية مع لبنان.ونشر داني دانون، عضو الكنيست والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، الصورة على حسابه في منصة إكس الثلاثاء خلال مرافقته هايلي في جولتها.وكتب دانون في منشوره المرفق بصور تظهر في إحداها فيها هايلي جاثية على ركبتيها وهي تكتب بقلم على قذيفة مدفعية «أقضوا عليهم، هذا ما كتبته صديقتي السفيرة السابقة نيكي هايلي».
مشاركة :