البرهان يرفض دعوة أميركية للعودة إلى مفاوضات وقف الحرب

  • 5/29/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - رفض الجيش السوداني اليوم الأربعاء دعوة للعودة إلى محادثات السلام مع قوات الدعم السريع وذلك عقب محادثة بين الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. وقال مالك عقار، وهو زعيم متمردين سابق ونائب رئيس مجلس السيادة السوداني "لن نذهب إلى جدة ومن يرد ذلك فعليه أن يقتلنا في بلدنا ويحمل رفاتنا إلى جدة". واستمر القتال العنيف في المناطق الشمالية من العاصمة الخرطوم اليوم الأربعاء حيث تحدث سكان عن قصف جوي ومدفعي مكثف. وتبذل الولايات المتحدة ودول إقليمية على غرار المملكة العربية السعودية ومصر جهودا كبيرة لإنهاء الحرب الدموية في السودان على ضوء القتال الشرق في مناطق عديدة مثل الفاشر عاصمة إقليم دارفور وتداعياتها الإنسانية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق إن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني ضرورة إنهاء الصراع في السودان بشكل عاجل خلال اتصال هاتفي الثلاثاء. وأضافت الوزارة أن بلينكن والبرهان بحثا أيضا سبل "إتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط المواجهة، لتخفيف معاناة الشعب السوداني". ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا أهلية بين الجيش السوداني بقيادة البرهان من جهة وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو من جهة أخرى. وتشير تقديرات إلى مقتل آلاف المدنيين في هذه الحرب. وقالت وزارة الخارجية إن بلينكن ناقش مع البرهان استئناف مفاوضات السلام وضرورة حماية المدنيين ونزع فتيل الأعمال العدائية في الفاشر بشمال دارفور. وقوضت الهجمات الأخيرة حول الفاشر هدنة محلية كانت تحميها من الحرب الأوسع في البلاد. وقالت وزارة الخارجية المصرية الثلاثاء إن مصر ستستضيف الشهر المقبل مؤتمرا تجتمع فيه القوى السياسية المدنية السودانية مع أطراف إقليمية ودولية أخرى مضيفة أن المؤتمر يهدف للتوصل إلى "توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان". وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد اكد الشهر الجاري سعي بلاده بالتنسيق مع الولايات المتحدة على انهاء القتال في السودان والعودة لمفاوضات السلام لكن تعنت الجيش السوداني المدعوم من النظام السابق يحول دون إيجاد حلول سلمية للصراع. وكانت قيادات بارزة في مجلس السيادة رفضت وقف إطلاق النار قبل ما اعتبرته استسلاما غير مشروط لقوات الدعم السريع أي التعويل على الحسم العسكري فيما يؤكد قائد قوات الدعم الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" أنه يؤيد الحلول السلمية التي تجنب الشعب السوداني ويلات القتال. ويأتي موقف حميدتي رغم الانتصارات الميدانية التي تحققها قواته على حساب الجيش السوداني خاصة في إقليم دارفور. ويسعى البرهان من جلنبه لفرض الامر الواقع وتجاهل الحلول الديمقراطية حيث أعلن عن خطط جديدة لإدارة السودان، تتضمن إلغاء الوثيقة الدستورية الحالية وإعلان وثيقة جديدة، ما أثار جدلا واسعا باعتبارها خطوة تهدف لترسيخ حكم السلطة العسكرية في السودان من خلال صياغة وثيقة يكون الغلبة فيها لجنرالات الجيش، وذلك دون سند قانوني. ورغم الجهود الدولية والإقليمية التي تبذل لإنهاء القتال لا تزال الأوضاع متوترة ما ينعكس سلبا على الوضع الإنساني المتردي. وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" أن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/ نيسان 2023 خلف 13 ألفا و900 قتيل. كما فر نحو 8.1 ملايين شخص من منازلهم بالسودان، بينهم حوالي 6.3 ملايين نزحوا داخل السودان، و1.8 مليون فروا إلى خارج البلاد، حسب بيان المكتب الأممي.

مشاركة :