أكد خبراء في شؤون العلاقات الدولية، أهمية الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله» إلى الصين، وأنها تمثل دفعة قوية للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وأشاد الخبراء بحرص الإمارات والصين على طرح القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام على طاولة النقاش، إضافة إلى تعزيز أوجه التعاون المشترك ضمن آليات ومنظمات العمل الدولية. وأوضح خبير العلاقات الدولية، والمساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري، السفير حمدي صالح، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله» إلى الصين جاءت في إطار حرص الإمارات على تحقيق التوازن في علاقاتها وشراكاتها مع مختلف القوى العالمية الكبرى، سواء في الشرق أو الغرب. وذكر الدبلوماسي المصري في تصريح لـ «الاتحاد»، أن توقيت الزيارة مهم للغاية في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم، وبالتالي تمثل الزيارة دفعة قوية للجهود الأممية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية بشكل يلبي احتياجات سكان القطاع. وتعمل الإمارات والصين على دعم جهود منظمات العمل الإقليمي والدولي لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، وفي أكثر من مناسبة أشادت الصين بدور الإمارات الداعم لتحقيق الاستقرار، ونشر قيم السلام والتسامح والتعايش المشترك. دلالات مهمة وأضاف، أن لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله» والرئيس الصيني، شي جين بينغ، دائماً تحمل دلالات مهمة، لا سيما مع المساعي الدؤوبة التي تبذلها الصين بهدف تعميق علاقاتها مع الدول المحورية في المنطقة العربية، ويأتي على رأسها الإمارات التي تمثل إحدى المحاور الرئيسية في المبادرة الصينية «الحزام والطريق». وأضاف صالح، أن للزيارة نتائج إيجابية كبيرة وعديدة تنعكس على مسيرة العلاقات العربية الصينية بشكل عام، والعلاقات الإماراتية الصينية بشكل خاص، وتساهم في تطوير استراتيجية الصين تجاه منطقة الخليج والمنطقة العربية والعكس. أهمية الزيارة من جانبه، أوضح مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، الدكتور محمد صادق إسماعيل، أن هناك عدة عوامل تعكس أهمية الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله» إلى الصين، أبرزها العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين على المستويات كافة، إضافة إلى أن بكين وأبوظبي تنتهجان استراتيجية واحدة تهدف إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، وبالتالي بينهما تطابق في وجهات النظر، وتوافق في المواقف حيال القضايا والأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. وقال إسماعيل لـ«الاتحاد»: «إن الزيارة جاءت في إطار الاستراتيجية الفاعلة التي تنتهجها الإمارات من أجل الانفتاح على جميع القوى الدولية الكبرى، وعلى رأسها الصين باعتبارها إحدى ركائز النظام الدولي الجديد بجانب الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يجعل الإمارات إحدى الدول الرائدة في منطقة الشرق الأوسط، من خلال دورها الإقليمي والدولي». ولفت مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أهمية الزخم الاقتصادي لزيارة صاحب السمو رئيس الدولة للصين، لا سيما مع تنامي حجم التبادل التجاري بين البلدين، والمرشح للنمو خلال الفترة المقبلة في ظل عشرات المشروعات المشتركة، وخاصة المشروعات المتعلقة بتوطين الصناعة الصينية في الإمارات.
مشاركة :