حققت فعاليات المهرجان الدولي للعود بتطوان الدورة ( 25 )بطابعها الوطني والمُحافظة على هذا المهرجان الذي داع صيته عالمياُ نجاحاً باهراً في حفل افتتاح هذه السنة التي تُصادف الذكرى الفضية لتربع العاهل المغربي الملك محمد السادس حفظه الله على عرش أسلافه الميامين وتحت رعاية جلالته تُنظم هذه التظاهرة الثقافية الرائدة بهذه المدينة العريقة الضاربة في عُمق التاريخ التي تحتفل هذه السنة أيضاً بالذكرى الفضية(25) للمهرجان الدولي للعود، ولقد جاء اختار تطوان لاحتضان هذه التظاهرة الدولية منذ سنوات التي تحتفل بسلطان الآلات العود فتاريخ تطوان هو تاريخ روح مدينة مُتوسطية هي في الوقت ذاته مدينة أندلسية ومغربي. من أجل استكناهما لا بُدٌَ من الانغماس في أعماقها بحثاً عن روحها الدٌَفينة واستشرافها من الخارج أيضاً على اعتبارها مدينة ذات موقع استراتيجي يُرغمها على الحفاظ على علاقات سياسية واقتصادية وثقافية محلياً ومُتوسطياً.كما يجب التأكيد على استمرارية هذه الهُوية وهذه الروح عبر القرون..تاريخ مدينة تطوان هو بالتالي نتاج التٌَلاقح بين مُختلف الثقافات..فهذا على أبناء هذه المدينة العريقة تطوان المُحافظة على هذا المهرجان الدولي للعود الذي أصبح مفخرة من مفاخر عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس نصره الله. فهذه السنة حظي المهرجان باهتمام كبير من المسؤولين وخاصة وزير الشباب والثقافة والتواصل محمدالمهدي بنسعيد وعامل إقليم تطوان عبدالرزاق المنصوري ويرجع الفضل ايضاً لنجاح هذه الدورة المُميزة لجنود الخفاء رعايا العاهل المغربي الملك محمد السادس حفظه الله، الذين قدموا مجهودات كبيرةً وبقُدرات هائلة بهرت الجميع بدورهم البارز في نجاح حفل افتتاح المهرجان الدولي للعود بتطوان الدورة (25).وبهذه المتاسبة تم تكريم ثُلة من العازفين على آلة العود، وشهد حفل الإفتتاح تكريم كل من المٌلحن والمُطرب مُحسن جمال من رواد الاغنية المغربية، والفنان والمُلحن جمال الأمجد، والمايسترو ابن مدينة تطوان هشام الزبيري، تقديراً ًلعطاءاتهم الفنية والإبداعية المتميزة، ومساهماتهم في إغناء الخزانة الموسيقية المغربية، ولحفظهم التراث الموسيقي المغربي والرٌُقي به إلى أعلى المراتب ليصل إلى العالمية.وجرى حفل افتتاح المهرجان، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع عمالة إقليم تطوان والمجلس الإقليمي لتطوان وجماعة تطوان، بحضور عامل الإقليم، عبد الرزاق المنصوري ورئيس المجلس الإقليمي إبراهيم بنصبيح والمهندس مصطفى البكوري رئيس جماعة تطوان وفعاليات ثقافية ومدنية ومنتخبة، بالإضافة إلى فنانين ومهتمين وعشاق العود، سلطان الآلات.وتُعتبر هذه التظاهرة، التي تعرف مشاركة وازنة لألمع العازفين على العود وباقي الآلات الوترية من ذوي التجارب المتفردة والمتنوعة من مختلف الثقافات، محطة ثقافية مُتميزة ومُتجددة تهدف إلى تحقيق الإشعاع الثقافي والفني لمدينة تطوان، والتعريف بغناها الحضاري والتراثي وبدورها الفني الرائد.وأبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير الفنون بالوزارة، هشام عبقاري، أنه “في ظل الاضطرابات التي تعتري العالم ما أحوجنا إلى الموسيقى، ذلك أنها هي وحدها التي تلفظ النشاز، وتتوقف إذا تسلل إليها، رافضة أي تماس مع أي ذرة تعكر الصفاء المطلق للتناغم”، معتبراً أن ذلك هو “العُمق غير المرئي للمهرجان الدولي للعود بتطوان الذي طوى ربع قرن من السمو الموسيقي، جاعلاً أوتار العود أجنحة ترفرف عبر الأقطار، لتنثر عبر فضاءات تطوان الهادئة نغمات المحبة بين اللغات والثقافات المُختلفة”.وأضاف الوزير المغربي الشاب محمد المهدي بنسعيد أن العود الساحر أفرد مكانه الفسيح في خريطة التظاهرات الفنية الدولية التي راهنت عليها الوزارة للمحافظة على مُختلف التعابير الفنية أولاً، ولجعلها ثانياً في صُلب النهضة الثقافية والتنمية الشاملة التي يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وأكد السيد بنسعيد أن توالي دورات المهرجان الدولي للعود جعلت من مدينة تطوان مصباً لجداول النغم والمناجاة، واليوم تطل الدورة 25 لهذا المهرجان على العشاق والمهتمين وعموم الجمهور، حاملة العُمق نفسه وكل الجديد وذلك بحضور قامات العزف على الوتريات من مختلف البلدان الافريقية والمتوسطية والعربية، تكريساً للتقليد الذي سنه المهرجان عبر دوراته السابقة.وتتواصل فقرات هذه الفعالية الفنية على مسرح إسبانيول معلمة ثقافية فنية إلى غاية 01 يونيو بتقديم عُروض وتجارب موسيقية مُتميزة ورائدة من المملكة العربية السعودية وليبيا وإسبانيا وجمهورية العراق ولبنان وموريتانيا وجيبوتي والمغرب، ما سيخلق سفراً موسيقياً وفُسحة جمالية ترتقي بالأذواق وتعبر عن روح المغرب المنفتح على كل الثقافات والحضارات. وكما سيعرف المهرجان تنظيم معارض تشكيلية وفنية حول ذاكرة العود، فضلاً عن فقرات موسيقية لفائدة نزيلات السجن المحلي بتطوان، بالإضافة إلى ندوة فكرية حول “رحلة العود بين الثقافات” يؤطرها أساتذة أكاديميون وباحثون، فيما يرتقب أن تحيي حفل الاختتام فرقة مزيكانتيس الإسبانية وعازف العود العراقي أحمد مختار والفنانة اللبنانية أميمة الخليل رفقة الموسيقار هاني سبليني، بالإضافة إلى فرقة إبداع للموسيقى العربية بقيادة الاستاذ إلياس الحسيني من المغرب.فلنحافظ جميعاً على هذا المهرجان الهام والهادف بالحمامة البيضاء تطوان.
مشاركة :