واشنطن - دعا وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن خلال محادثات هاتفيّة مع نظرائه السعودي والأردني والتركي إلى الضغط على حركة حماس لدفعها إلى قبول خريطة الطريق الإسرائيليّة الجديدة التي أعلن عنها الرئيس جو بايدن الجمعة لوقف الحرب في قطاع غزّة، وفق ما أعلنت واشنطن. وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة ماثيو ميلر إنّ بلينكن أجرى في طريق عودته من اجتماع لحلف شمال الأطلسي في براغ اتّصالات هاتفيّة مع نُظرائه الثلاثة شدّد خلالها على "وجوب أن تقبل حماس بالاتّفاق من دون تأخير". وشدّد على أنّ "المقترح يصبّ في مصلحة الإسرائيليّين والفلسطينيّين، وفي مصلحة أمن المنطقة على المدى الطويل". وأعلن بايدن الجمعة أنّ إسرائيل عرضت "خريطة طريق" جديدة نحو سلام دائم في غزة، مطالبا حماس بقبول الاتفاق لأنّ "الوقت قد حان لانتهاء هذه الحرب". مضيفا "أنّ خريطة الطريق هذه التي قُدّمت إلى حماس الخميس عبر قطر، تُمثّل فرصة ينبغي عدم "تفويتها". وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن حركة حماس "يجب أن تقبل" اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن. وكتب كاميرون على موقع "اكس" "بطرح هذا الاتفاق الجديد، يجب على حماس أن تقبل هذه الصفقة لكي نرى توقفا في القتال والإفراج عن الرهائن وعودتهم إلى عائلاتهم وتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة". وتابع "كما قلنا إن وقفا في القتال يجب أن يتحول إلى سلام دائم إذا كنا جميعا مستعدين لاتخاذ الخطوات الصحيحة". ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا) عنه قوله "دعونا نستغل هذه اللحظة وننهي هذا الصراع". وقالت حماس الجمعة إنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه مقترح أعلنه الرئيس بايدن لوقف إطلاق النار الدائم في قطاع غزة. وطرح بايدن في وقت سابق خطة لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل نقلها من إسرائيل إلى حركة حماس لإنهاء الحرب في غزة. وأدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية. وقالت حماس في بيان "تؤكد الحركة على موقفها الاستعداد للتعامل بشكل إيجابي وبناء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك". ويشير موقف حماس إلى تغير في موقفها حيث أنها اتهمت الولايات المتحدة في الأشهر القليلة الماضية بالانحياز إلى إسرائيل وعرقلة محاولات وقف إطلاق النار. وقال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة "ترى حماس أن موقف بايدن يركز الآن بشكل أكبر على الضغط على إسرائيل للعودة إلى المفاوضات بموقف مختلف، وإلا فإنها (إسرائيل) قد تخاطر بالتصادم مع الأميركيين". وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري حماس وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وعلى مدى يومين، استضافت القاهرة آخر جولة تفاوض، قبل أن يغادر وفدا حماس وإسرائيل العاصمة المصرية في 9 مايو/ أيار الجاري دون إعلان التوصل لاتفاق. وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين. وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.
مشاركة :