قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم (الأربعاء) إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اقترحت كثيرا من التعديلات على مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة بعضها يمكن العمل عليه والآخر لا يمكن قبوله، فيما دعت قطر إلى الضغط على الطرفين للوصول إلى اتفاق. وأضاف بلينكن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة "ناقشنا هذه التعديلات مع نظرائنا، بعض التعديلات يمكن العمل بموجبها وبعضها الآخر لا يمكن قبوله". وتابع أن إسرائيل قبلت المقترح كما هو، وأن الصفقة المطروحة على الطاولة هي شبه مطابقة لما طرحته حماس في السادس من مايو الماضي وهذه الصفقة صادق عليها العالم بأكمله ووافقت عليها إسرائيل، مشيرا إلى أنه "كان بوسع حماس الرد بكلمة واحدة وهي نعم، لكن عوضا عن ذلك اقترحت تغييرات إضافية". وحذر من أنه نتيجة لذلك، فإن الحرب التي بدأتها حماس في السابع من أكتوبر الماضي ستستمر وسيعاني المزيد من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، حسب تعبيره. لكنه استدرك بالقول إن الجانب الأمريكي سيستمر في الأيام القادمة في الدفع بصورة عاجلة مع الشركاء في قطر ومصر لمحاولة التوصل إلى صفقة، مردفا "لنرى إذا كان بالإمكان جسر الهوة في المواقف وإذا استمرت حماس في الرفض سيكون واضحا أمام العالم أنهم من يتحملون عبء استمرار هذه الحرب". وأشار إلى أنه حسب الخطة المقترحة فمن الضروري الانتهاء من وقف فوري لإطلاق النار وبعد ذلك يتم التوصل إلى وقف دائم للحرب وأن تكون هناك خطة كاملة لما بعد انتهاء الصراع في غزة، وهذا كان محل تركيز النقاشات التي أجراها على مدار اليومين الماضيين. وأفاد بأنه في الأسابيع المقبلة سيتم طرح مقترحات تتضمن باقي العناصر المهمة لتلك الخطة بما في ذلك أفكار ملموسة لكيفية إدارة قطاع غزة والأمن وإعادة الإعمار، مشيرا إلى أن هذه الخطة هي أمر ضروري لتحويل الهدنة إلى وقف دائم للحرب وتحويل نهاية الحرب إلى سلام دائم وعادل. وذكر أن هذا ربما لا يكون المسار الذي ستؤيده حركة حماس، لكنه شدد على أنه لن يسمح لحماس بتقرير مصير هذه المنطقة وشعوبها. بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري إنه بحث مع بلينكن سبل إنهاء الحرب في قطاع غزة وسبل منع توسع دائرة العنف والصراع في المنطقة، كما ناقشا الرد الذي تسلموه يوم أمس (الثلاثاء) من حركة حماس والفصائل الفلسطينية حول المقترح الأخير بشأن صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وأضاف الشيخ محمد "نقوم حاليا بدراسة الرد والتنسيق مع الأطراف المعنية حيال الخطوات القادمة ونؤكد أن دولة قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية ملتزمون في شراكتنا لإنهاء هذه الحرب وإيجاد صفقة لتبادل الأسرى والرهائن". وشدد على أن التوصل إلى اتفاق مسألة مهمة جدا فهذا الاتفاق يحقن دماء الأبرياء وينقذ المنطقة من أن تكون على شفا الانهيار والانفجار، قبل أن يستدرك " ونعول على الدور الأمريكي وشركائنا في مصر وجميع الدول للضغط على كافة الأطراف للوصول إلى اتفاق ينهي هذه الحرب". ونبه إلى أن مثل هذه المفاوضات تتطلب من الطرفين تقديم تنازلات حتى الوصول إلى تسوية مناسبة والوصول إلى اتفاق، مجددا التزام قطر وشركائها بجسر الهوة ومحاولة حل هذه الفروقات بأفضل وسيلة لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن. وأكد أن الحل الدائم هو الحل العادل لإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية على حدود 1967، مشيرا إلى أن دول المنطقة منفتحة على أن تكون هناك خطة سلام واضحة وفقا لمبادرة السلام العربية.
مشاركة :