الجوز البرازيلي هو أحد البذور الزيتية، مصدرها أمريكا الجنوبية، وتتميز بمحتواها الهامّ جداً بالمعادن والدهون الصحية. يحتوي الجوز البرازيلي على عناصر غذائية ومعادن رائعة لصحة الإنسان، بما في ذلك السيلينيوم. وقد تساعد أيضاً في دعم وظيفة الغدة الدرقية والصحة العامة للجسم. ولعل أبرز خصائص الجوز البرازيلي، هي غناه اللافت بمعدن السيلينيوم، ومضادات الأكسدة القوية، والدهون غير المشبعة، والألياف الغذائية؛ مما يعزز صحة الأمعاء والدماغ والقلب. اكتشفي في الموضوع الآتي، المزيد من فوائد الجوز البرازيلي، التي ستُدهشك من دون شك: يُعتبر الفوسفور ثاني أكثر المعادن وفرة في الجسم؛ فهو مكوِّن مهم للعظام والأسنان. يلعب الفوسفور أيضاً دوراً في درجة حموضة الدم، عن طريق تحييد الأحماض أو القلويات الزائدة. يتم استخدامه لتخزين وإنتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم. هذا ويوجد الفوسفور أيضاً في جزيئيات الحمض النووي الريبي (DNA) والحمض النووي الريبي (RNA)، وبالتالي فهو ضروري للنموّ. كما يوفر الجوز البرازيلي الزنك، الذي يلعب دوراً مهماً في النمو والاستجابة المناعية والجهازين العصبي والإنجابي. فضلاً على أهميته لأكثر من مئة عملية إنزيمية حيوية في الجسم. هذا ويشارك الزنك في تخليق الحمض النووي والحمض النووي الريبي (RNA) والبروتينات، وعمليات المناعة والتئام الجروح والتكاثر والنموّ. يلعب الزنك دوراً مهماً في تحسين المزاج والتعلُّم، وكذلك الرؤية والذوق والشم. ويشارك في عملية تخثر الدم، وفي وظائف هرمون الغدة الدرقية، وكذلك في استقلاب الأنسولين. كذلك فالجوز البرازيلي غني بمعدن المغنيسيوم الأساسي لحسن سير العمل في الجسم؛ حيث يشارك في أكثر من 300 تفاعل استقلابي في داخله؛ فهو يعمل بشكل وثيق مع الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم؛ حيث يجب أن يظل متوازناً في الجسم. علماً بأن نصف المغنيسيوم تقريباً في الجسم موجود في العظام والأسنان، بينما يوجد الباقي في العضلات والكبد والأنسجة الرخوة الأخرى. ويتم التخلص منه عن طريق الكلى. يساهم المغنيسيوم بشكل ملحوظ في حسن سير النواقل العصبية واسترخاء العضلات بعد الانقباض، وهو أمر حيوي لوظيفة القلب. والمغنيسيوم ضروري للحفاظ على معدّل ضربات القلب المنتظم وضغط الدم، واستقلاب الدهون، وتنظيم مستويات السكر في الدم. الجوز البرازيلي غني جداً بالسيلينيوم وفيتامين إي E، وهما مغذيّان دقيقان يتمتعان بقوة مضادة للأكسدة فائقة. مثل جميع البذور الزيتية، يعَد الجوز البرازيلي غنياً بالألياف الغذائية والدهون غير المشبعة، وهو مفيد لصحة الجهاز الهضمي ونظام القلب والأوعية الدموية. الفيتامين E يُضاف نشاطه المضاد للأكسدة إلى السيلينيوم. ويلعب فيتامين E دوراً مهماً في حماية غشاء جميع خلايا الجسم. بالإضافة إلى ذلك؛ فهو يمنع أو يقلل من أكسدة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة أو الكولسترول السيّئ (LDL). وترتبط أكسدة LDL بظهور تصلُّب الشرايين، وبالتالي أمراض القلب والأوعية الدموية. والفيتامين E له خصائص مضادّة للالتهابات ومضادّة للصفيحات وموسِّعة للأوعية الدموية. قد يهمك الإطلاع على السيلينيوم يقي الخلايا من التلف.. أين نجده وما الجرعة المطلوبة يومياً؟ السيلينيوم هو عنصر نادر حيوي لأداء الجسم السليم. إنه ضروري للغدة الدرقية ويؤثر على جهاز المناعة ونموّ الخلايا. والجوز البرازيلي غني جداً بالسيلينيوم. إن القيمة اليومية المطلوبة من السيلينيوم هي 55 ميكروغراماً في اليوم للبالغين، في حين أن حبة واحدة فقط تزودك بهذه الكمية اليومية الموصَى بها من هذا المعدن. أما حفنة من الجوز البرازيلي فتحتوي على 175% من الكمية المطلوبة من هذا المعدن. هذا وقد تمَّ ربط المستويات الأعلى من السيلينيوم بجهاز مناعة قوي ونتائج أفضل في حالات: السرطان، الالتهابات، العقم، الحمل، أمراض القلب واضطرابات المزاج. ورغم أن نقص السيلينيوم نادر، إلا أن بعض الأشخاص في جميع أنحاء العالم قد لا يحصلون على كمية كافية من السيلينيوم لأداء جيد. وهؤلاء الأشخاص عُثر عليهم في جميع أنحاء أوروبا والمملكة المتحدة والشرق الأوسط. يُعتبر الجوز البرازيلي وسيلة فعالة للغاية للحفاظ على كمية السيلينيوم أو زيادتها. وللسيلينيوم تأثير مضاد للأكسدة داخل الخلايا؛ لأنه يسمح للجسم بإنتاج إنزيم الجلوتاثيون بيروكسيداز، الذي يعمل بالتنسيق مع فيتامين إي E لحماية أغشية الخلايا من الأكسدة التي تسببها الجذور الحرة؛ مما يقي من ظهور أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وإعتام عدسة العين. ويلعب السيلينيوم دوراً كذلك في عمل جهاز المناعة والغدة الدرقية. يحتوي الجوز البرازيلي، مثله مثل أنواع المكسرات الأخرى، على كمية عالية من الألياف، التي تلعب دوراً على المستوى الفسيولوجي، بما في ذلك تنظيم وظيفة الجهاز الهضمي، وخفض مستويات الكولسترول وإدارة نسبة السكر في الدم. كما أن الألياف تساهم في تأمين الشعور بالشبع؛ مما يمكن أن يساعد في إدارة الوزن. وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول كمية كافية من الألياف، يحمي من سرطان القولون. يحتوي الجوز البرازيلي على أكبر نسبة من الدهون بعد المكاديميا وجوز البقان. يحتوي على أعلى نسبة من الدهون المشبعة، ولكن نظراً إلى أنه يحتوي أيضاً على أحماض أحادية ومتعددة غير مشبعة؛ فإن هذا لا يجعله خياراً أقل صحة. يحتوي الجوز البرازيلي على حمض الإيلاجيك والسيلينيوم، المفيدين لصحة الدماغ؛ فحمض الإيلاجيك هو نوع من البوليفينول الموجود في الجوز البرازيلي، وله خصائص مضادة للأكسدة وللالتهابات، والتي قد يكون لها تأثيرات وقائية ومضادّة للاكتئاب. أما السيلينيوم فيلعب دوراً في صحة الدماغ من خلال عمله كمضادّ للأكسدة. ففي دراسة أجريت عام 2016، تناول كبار السن الذين يعانون من إعاقة عقلية جوزة برازيلية واحدة يومياً لمدة 6 أشهر. وبالإضافة إلى زيادة مستويات السيلينيوم؛ فقد أظهروا تحسُّناً في الطلاقة اللفظية والقدرة على التفكير. علماً بأن مستويات السيلينيوم المنخفضة ترتبط بأمراض التنكس العصبي، مثل: مرض الألزهايمر، ومرض باركنسون. كما تشير بعض الأبحاث إلى أن تناول مكملات السيلينيوم، قد يساعد في تحسين الحالة المزاجية. أظهرت العديد من الدراسات السريرية آثار استهلاك الجوز على تقليل نسبة الكولسترول الضارّ في الدم (LDL). ووفقاً للبيانات الوبائية؛ فإن تناول 30 جراماً يومياً من المكسرات، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 45%، عندما تحل هذه الأطعمة محل الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة. يمكن أن تُعزى هذه الفوائد إلى المحتوى العالي للمكسرات في المكونات المختلفة المعروفة بعملها الخافض للكولسترول، مثل: الفيتوستيرول، والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، والبروتينات النباتية، والألياف القابلة للذوبان. يمكن أن يساعد تناول 30 جراماً فقط من المكسرات يومياً في فقدان الوزن، ضمن نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية. قد تُعزى آثار استهلاك الجوز على تنظيم استهلاك الطاقة، إلى محتواه العالي من الألياف والبروتين، بالإضافة إلى انخفاض مؤشر نسبة السكر في الدم، وبالتالي قدرته على تأمين الشعور بالشبع. لذلك يُنصح بتناوله كوجبة خفيفة؛ لتقليل كمية الطعام المتناوَلة في الوجبات التالية. وجدت إحدى الدراسات في عام 2015، أن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من السيلينيوم في الصين، لديهم معدل أعلى بكثير من أمراض الغدة الدرقية، مثل: قصور الغدة الدرقية، والتهاب الغدة الدرقية، وتضخم الغدة الدرقية؛ مقارنة بالأشخاص ذوي المستويات العادية. بالإضافة إلى ضمان وظيفة الغدة الدرقية المناسبة، قد يحسِّن السيلينيوم الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الغدة الدرقية. قد يؤدي انخفاض تناول السيلينيوم إلى تلف الخلايا، وانخفاض نشاط الغدة الدرقية، واضطرابات المناعة الذاتية، مثل: التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، ومرض جريفز. وقد يَزيد أيضاً من فرصة الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. وقد وجدت مراجعة أجريت عام 2016، أن تناول مكملات السيلينيوم قد يحسّن وظيفة المناعة بعد تقليل عدد الأجسام المضادّة للغدة الدرقية، وهو مؤشر قياسي لشدة هجوم المناعة الذاتية في التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو. ومع ذلك، خلصت مراجعة أخرى إلى عدم وجود أدلة كافية لتحديد دور السيلينيوم في إدارة الحالة. وبما أن استهلاك الجوز البرازيلي كمصدر للسيلينيوم محدود، ولاسيّما عند الأشخاص المصابين بالتهاب الغدة الدرقية أو مرض جريفز. ومع ذلك؛ فإن مناقشة مكملات السيلينيوم عن طريق الجوز البرازيلي مع الطبيب قد تكون فكرة جيدة. * ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص. * المصادر: - Passeport Sante - Healthline
مشاركة :