طلبت المعارضة السورية، أمس من الأمم المتحدة إرجاء الجولة الحالية من مفاوضات جنيف إلى أن يُظهر الوفد النظامي جدية في مقاربة الانتقال السياسي والملفات الإنسانية، واتهمت جماعات معارضة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بالانحياز لدمشق وحثت مفاوضي المعارضة على اتخاذ موقف أكثر صرامة في المحادثات، فيما اتهم بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة إسرائيل بالتعاون مع مقاتلي تنظيمي داعش والقاعدة في منطقة الجولان، محولاً بذلك الانتباه بعيدا عن المفاوضات بين الفصائل السورية. وأضاف خطاب وجه للمفاوضين ويحمل توقيع فصائل الثورة السورية، أنه لم يتم الوفاء بالتعهدات الدولية بتقديم المساعدات ووقف قصف المناطق السكنية وإطلاق سراح المعتقلين. وحث الخطاب الهيئة العليا للمفاوضات التي تجتمع مع دي ميستورا في جولة ثانية من محادثات السلام في جنيف على اتخاذ موقف حاسم إزاء المناورات الأممية التي تعطي الرئيس السوري مزيداً من الوقت للإمعان في قتل السوريين. وتابع أن الشعب السوري ومن خلفه الفصائل الثورية يراقبون منذ بداية هذه المفاوضات ما يعدونه انحيازاً من قبل المبعوث الأممي (دي ميستورا) لتحقيق مطالب نظام الأسد، والاستجابة لضغوطه ومناوراته التي تطيل أمد معاناة شعبنا، وتسمح له بارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات الإنسانية بحق شعبنا. وقال مصدر في الهيئة العليا للمفاوضات إن وفداً مصغراً من الهيئة العليا للمفاوضات وصل إلى الأمم المتحدة لتسليم الموفد الدولي الخاص إلى سوريا طلباً بتأجيل جولة المفاوضات الحالية إلى حين أن يظهر النظام جدية في مقاربة الانتقال السياسي والمسائل الإنسانية. وأكد أن الطلب يقضي بـ تأجيل المفاوضات لا بتعليقها، مشيراً إلى أن الوفد سيبقى في جنيف ولن يغادرها. واجتمع ثلاثة أعضاء فقط من الوفد المفاوض الممثل للهيئة العليا للمفاوضات مع الموفد الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا، وهم جورج صبرا وأحمد الحريري وعبد المجيد حمو. والتقى دي ميستورا الوفد الحكومي للمرة الثانية منذ انطلاق جولة المفاوضات الحالية. وقال الجعفري بعد اجتماعه مع دي ميستورا إن هذا الاستفزاز الإسرائيلي يؤكد دون شك التعاون بين إسرائيل وإرهابيي تنظيم داعش وجبهة النصرة عند الخط الفاصل بين الجولان ومكان تمركز قوات الأمم المتحدة. وقال الجعفري إنه ليس من قبيل الصدفة على الإطلاق أن يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع تصريحات غير مسؤولة للمعارضة. (وكالات)