بدور القاسمي: «ألف عنوان وعنوان» لم تأت صدفــة بل أفرزتها التحديات

  • 4/19/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسسة والرئيسة الفخرية لجمعية الناشرين الإماراتيين، وعضوة اللجنة التنفيذية لاتحاد الناشرين الدولي، والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة كلمات، أن طبيعة العصر الذي يعيش فيه أطفال اليوم، تتطلب مضاعفة الجهود من أجل جذبهم إلى حب الكتاب، دون فرض أو إكراه، وباستخدام أساليب ووسائل إبداعية، تتماشى مع تطور وعيهم وتفكيرهم، والتقدم التقني والتكنولوجي في هذا الشأن. شددت الشيخة بدور القاسمي خلال لقائها مجموعة من الإعلاميين الإماراتيين على هامش مشاركتها في معرض لندن للكتاب، الذي اختتمت فعالياته مساء الخميس الماضي، على أهمية التركيز على محتوى وجودة الكتاب للطفل، وأن يرتقي الناشر والمؤلف والرسام إلى عقل ومخيلة الأطفال، منوهة إلى أن ضعف المحتوى العربي وبعده عن عالم الطفل الحالي وواقعه يجعل من الكتاب مادة مملة للأطفال، ولذلك فإننا بحاجة إلى توظيف الابتكار والإبداع لإضفاء المتعة والمرح إلى كتب الأطفال، وبالتالي جذبهم إلى القراءة وجعلها متنفساً فكرياً وترفيهياً لهم. وقالت إن التطور الرقمي الذي نشهده حالياً، ويعايشه معظم أطفال العالم يمكن توظيفه في خدمة تعزيز القراءة لديهم بدلاً من أن نعتبره عائقاً أو حاجزاً بينهم وبين القراءة، المطلوب منا معرفة ما يريده الطفل حالياً، وما متطلباته الفكرية بعد عشرة أعوام من الآن لكي نستطيع وضع استراتيجية عمل لإعداد إصدارات ومحتويات مواكبة للتطورات ولأساليب الحياة. وأشارت إلى أن مجموعة كلمات تلقت طلبات من مدارس عدة في دولة الإمارات لإعداد كتب خاصة بطلابها، وهو ما أسهم في تأسيس حروف، الشركة التعليمية المبتكرة التابعة للمجموعة، التي تصدر كتباً مطبوعة وبرامج إلكترونية تدعم التعلم باللغة العربية بين الطلاب بطريقة ممتعة وذكية. مضيفة أن حروف تشارك في تنفيذ مبادرة دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية في مدارس الشارقة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عام 2013. وقالت الشيخة بدور القاسمي، إن دار كلمات، التي تحولت لاحقاً إلى مجموعة تضم شركات عدة، انطلقت قبل نحو تسعة أعوام، لتكون أول دار نشر إماراتية تتخصص حصرياً في نشر كتب الأطفال ذات الجودة العالية باللغة العربية، وتهدف إلى إحداث قفزة نوعية في مضمون كتاب الطفل العربي، وقامت دار كلمات خلال الأعوام الماضية بتقديم التشجيع للكتاب والرسامين على تقديم أفضل ما لديهم من أعمال في مجال أدب الطفل، مما مكنها من إصدار مجموعة من الكتب التي شملت مواضيع متنوعة استهدفت من خلالها فئات عمرية مختلفة حازت على اهتمام الأطفال. وأضافت: مؤخراً حققت كلمات إنجازاً إماراتياً وعربياً كبيراً، وذلك من خلال فوزها بجائزة أفضل ناشر في آسيا من معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال 2016، وقد كان هذا الفوز مفاجأة بالنسبة لي، خاصة وأننا خلال الأربعة أعوام الماضية كنا نرشح في القائمة القصيرة، فقد كانت دور النشر الصينية هي المسيطرة على الساحة، وتفوز بالجائزة الأرفع عالمياً، ونحن سعداء بهذا الفوز، الذي يعد إنجازاً دولياً غير مسبوق لدار نشر إماراتية وعربية، كما فزنا كذلك في نفس المعرض بجائزة أفضل كتاب للطفل في فئة الآفاق الجديدة عن كتابلسانك حصانكللكاتبة فاطمة شرف الدين، والرسامة حنان القاعي. وعن أعداد الكتب التي أصدرتها كلمات حتى اليوم ومدى الإقبال عليها وأكثرها توزيعاً، قالت المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة كلمات: أصدرنا حتى الآن 200 كتاب باللغة العربية، وعادة ما نقوم بطباعة ثلاثة الآف نسخة من كل كتاب، وإذا حقق نسب مبيعات عالية نقوم بإصداره في طبعات ثانية وثالثة، وهذه الكتب نشارك بها باستمرار سنوياً في معارض الكتب بمختلف الدول العربية والأجنبية، كما نهتم كثيراً بوصول الكتب إلى الأطفال اللاجئين، الذين تعاني بلدانهم من صراعات وعدم استقرار، ولدينا مبادرات عديدة في هذا الشأن، أما فيما يخص أكثر كتبنا توزيعاً فهو كتابألف باء تاءوهو الكتاب الأول الذي أصدرته كلمات. وفيما يتعلق بتوجه كلمات نحو ترجمة إصداراتها إلى لغات أخرى، لفتت الشيخة بدور القاسمي، إلى أن المجموعة اتجهت إلى بيع حقوق كتبها إلى دور نشر عالمية بهدف التبادل الثقافي والتعريف بالموروث الإماراتي والقيم الأصيلة، حيث تبيع كلمات حالياً حقوق حوالي 20% من كتبها إلى دور نشر إيطالية، وكندية، وسويدية، وتركية، وهندية، إلى جانب دار نشر بريطانية يتم التفاوض النهائي معها حالياً، مضيفة أن المجموعة تمتلك شبكة واسعة من الشراكات الاستراتيجية مع دور نشر تتفق معها في الأهداف والمبادئ، وهو ما يرفع من معدلات توزيع كتبها وانتشارها. وحول مبادرة ألف عنوان وعنوان التي أطلقها مشروع ثقافة بلا حدود في منتصف فبراير/شباط الماضي، تحت شعار ندعم الفكر لنثري المحتوى، أكدت الشيخة بدور القاسمي، أن هذه المبادرة تهدف إلى إصدار 1001 من الكتب الإماراتية خلال العامين الجاري والمقبل انسجاماً مع عام القراءة، وتعزيزاً للإنتاج المعرفي والفكري في دولة الإمارات. مشيرة إلى أن هذه المبادرة ستسهم في إثراء الإنتاج الفكري الإماراتي نوعاً وكماً من خلال تشجيعها للكتاب الإماراتيين وتقديم الدعم المادي لهم للعمل على نشر مؤلفات وكتب جديدة تحاكي ماضينا وحضارتنا وواقعنا ورؤيتنا الإماراتية نحو المستقبل لنثري بها مكتباتنا وعقول أبناء وطننا. وقالت: فكرة هذه المبادرة لم تأتِ صدفة، بل جاءت نتيجة دراسة أجريناها لنتعرف بالأرقام والحقائق إلى أبرز التحديات التي تواجه صناعة النشر في دولة الإمارات، والوصول إلى فهم أعمق للمشكلات التي تواجهنا كناشرين وكصناع للمعرفة، وكشفت هذه الدراسة أن هناك تراجعاً في أعداد الإصدارات السنوية من قبل دور النشر في الدولة، ووفقاً للدراسة تبين لنا أن مجموع الكتب المسجلة سنوياً في دولة الإمارات يعد منخفضاً إلى حد كبير، وواصل الانخفاض ليصل بعد عامين من تاريخ الدراسة إلى 340 عنواناً فقط سنوياً بعد أن كان 431 عنواناً. وأضافت أنه بعد اعتماد النصوص من قبل اللجنة الاستشارية الخاصة بالمبادرة، سيتم طباعة 1000 نسخة من كل عنوان بالتعاون مع الشركة المتحدة للطباعة والنشر التابعة لشركة أبوظبي للإعلام، التي ستسهم بتقديم خصومات في تكاليف الطباعة، وتوفير مساحات خاصة لتخزين الكتب، في مرحلة ما قبل التوزيع، ومن جانبها ستقوم وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بدعم المبادرة من خلال إعفاء المؤلفين والناشرين من رسوم الترقيم الدولي للكتب التي سيتم طباعتها، ومن ثم سيتم ترويج الكتب في المعارض والمهرجانات الثقافية المحلية والعربية والدولية، ليصل إجمالي الكتب المطبوعة إلى مليون وألف كتاب خلال عامي 2016 و2017. وكشفت الشيخة بدور القاسمي عن أن مبادرة ألف عنوان وعنوان تسلمت أكثر من 160 كتاباً حتى الآن، ستتم طباعة المعتمد منها قبل انطلاق فعاليات الدورة المقبلة من معرض الشارقة الدولي للكتاب في نوفمبر 2016، مشيرة إلى أن المبادرة ستلعب دوراً كبيراً في ترويج الكتاب الإماراتي، والتعريف بالمبدعين الإماراتيين في المعارض المختلفة، بحيث يكون الكتاب قادراً على كسب إعجاب القارئ، وفي نفس الوقت ينافس على الفوز بالجوائز الأدبية والفكرية الإقليمية والدولية.

مشاركة :